في تطور لافت، عززت القوات الأميركية وجودها العسكري بقاعدة جديدة شمال شرقي سوريا، لاستخدامها ضد مناوئيها في سوريا، حسبما أفاد معارض سوري لـ “الحل نت”.

ووفق مصادر “الحل نت”، قامت القوات الأميركية، قبل أيام، بتثبيت قاعدتها الجديدة “نقارة”، بالقرب من القاعدة الروسية في مطار القامشلي.

للتضييق على دمشق

المعارض السوري، وعضو المجلس الرئاسي في “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، علي رحمون، قال لموقع “الحل نت”، إن “التعزيزات الأميركية الجديدة تأتي في إطار التضييق على دمشق وحليفتيها إيران وروسيا”.

وتعتبر القاعدة الجديدة هي الثالثة في القامشلي، بعد قاعدتي “هيمو”، 4 كلم شمال غرب القامشلي، و”تل فارس”، 3 كلم جنوب غرب القامشلي، بمحاذاة نهاية مهبط مطار القامشلي. وتعد قاعدة “حقل العمر” النفطي في دير الزور أكبر قاعدة لها في سوريا.

وأضاف رحمون، أن “واشنطن لا ترغب بإعادة تعويم حكومة دمشق وسيطرتها على مناطق جديدة شمال شرقي سوريا في ظل الاستدارة الأخيرة لحكومة أنقرة نحو دمشق”.

ويتزامن هذا التعزيز الأميركي الجديد مع صدور التصريحات التركية الأخيرة، أواخر شهر آب/أغسطس الفائت، حول إعادة العلاقات مع الحكومة السورية، بالإضافة إلى تصريح رجب طيب أردوغان، الذي أعلن، أنه “لم يستبعد الحوار والدبلوماسية” مع دمشق، وأن تركيا لا تهدف إلى هزيمة بشار الأسد في سوريا، أي أن إعادة العلاقات بين الطرفين بات أمر حتمي.

نقطة تمركز أميركية

فيما المحلل السياسي السوري، فريد سعدون، يرى أن الولايات المتحدة الأميركية، تعتبر سوريا بعد الحرب الروسية الأوكرانية نقطة تمركز استراتيجية.

وقال سعدون في حديث لموقع “الحل نت”، إن التعزيزات الأميركية تأتي في إطار استراتيجيتها في المنطقة والتعامل مع الخصوم، مشيرا إلى أنها ستستخدمها ضد مناوئيها وخاصة روسيا وايران”.

كما يرى المحلل السياسي والكاتب السوري، شورش درويش، أن إعادة تشغيل القواعد والتوسع في الانتشار الأميركي مرتبط بمسار التضييق على الوجود الروسي وضبط مناطق شمال شرقي سوريا بطريقة يفهم منها بأن واشنطن لا تريد لهذه المنطقة أن تضطرب وتشهد تلاعبات إقليمية ومحلية وما من شأنه إفساح المجال للتمدد الإيراني.

وأضاف المحلل السياسي، في تصريحات سابقة لموقع “الحل نت”، أنه يجري الحديث عن إشغال المليشيات الإيرانية والحرس الثوري بعض المناطق التي انسحبت او تراجعت عنها روسيا، يضاف إلى ذلك أن تحديات مكافحة إرهاب تنظيم “داعش” يستوجب إعادة الانتشار وتشغيل القواعد مجددا.

رسالة لأنقرة

المحلل السياسي شورش درويش، قال حينها أيضا، إن إعادة تشغيل القواعد يشير إلى رغبة واشنطن بتوجيه رسالة إلى أنقرة مفادها أن لا تسعى الأخيرة إلى خلط الأوراق أو شن هجوم بالتواطؤ مع موسكو.

وخريف 2019، بدأت الولايات المتحدة سحب قواتها من نقاطها العسكرية المؤقتة بمدينتي تل أبيض، بريف الرقة، ورأس العين، بريف الحسكة، المتاخمتين للحدود التركية، شمال شرقي سوريا، أسفرت عن سيطرة القوات التركية رفقة الفصائل السورية الموالية لها على المدينتين.

وسلخت تركيا المنطقة الحدودية الممتدة من حدود كوباني إلى حدود الدرباسية وبذلك سمحت أميركا لتلك الجهات بتقويض أجزاء مهمة من مناطق “الإدارة الذاتية” وخلقت مسببات صراع داخلي في المنطقة.

ونهاية أيار/مايو 2022، أكدت مصادر متقاطعة، لموقع “الحل نت”، عن وجود مؤشرات لإعادة تشغيل مواقع أميركية شمالي سوريا، أبرزها قاعدة “خراب عشك” جنوبي كوباني، بريف حلب الشرقي، كانت قد أخلتها في عهد الرئيس السابق ترامب عام 2019 في إطار الانسحاب من المواقع التابعة لها في ريفي حلب والرقة على خلفيّة إطلاق تركيا عملية “نبع السلام”.

وفي إطار دعم الأمن والاستقرار في مناطق شمال وشرق سوريا وتثبيت الجهود المشتركة لمكافحة خلايا تنظيم “داعش” وتمكين القدرات المشتركة، أجرت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والتحالف الدولي لمحاربة “داعش” مناورات عسكرية مشتركة، أمس الأربعاء، في قرية تقل بقل بمنطقة ديرك/ المالكية في المثلث الحدودي السوري – العراقي – التركي، وفق المركز الإعلامي لـ “قسد”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.