صراع كبير تشهده الأسواق السورية ضحيته مستهلكي الفروج، بين حكومة دمشق والتجار، وذلك بعد أن فشلت الحكومة في فرض تسعيرتها، التي كانت أصدرتها قبل أيام؛ وذلك في ظل عجز أمام مواجهة ارتفاع الأسعار في الأسواق.

عجز حكومي

سعر كيلو الفروج وصل بحسب ما أفاد موقع “جهينة نيوز” المحلي الجمعة، إلى 11800، وذلك بعد أن كانت  السورية للتجارة تبيع أمس الخميس، كيلو الفروج المنظف 9800 ليرة، أي بفارق كبير عن أسعار السوق، لكنها اليوم عدلت أسعارها وأعلنت هزيمتها في المعركة مع التجار وأضحت تبيع كيلو الفروج المنظف بـ12500 ليرة.

وزارة التموين السورية كانت قد اجتمعت قبل أسابيع، مع مربي الدواجن واتفقت على تسعير كيلو الفروج الحي بـ 7200 ليرة سورية، بعد  حساب جميع تكاليف الإنتاج، لكن عدم تأمين العلف اللازم للمربين وارتفاع تكاليف الإنتاج، تسبب بارتفاع مفاجئ للأسعار في الأسواق.

وفي معرض تبريرها لارتفاع الأسعار في الأسواق، بينت مصادر في وزارة التجارة الداخلية للموقع المحلي، أن “دوريات الوزارة تلاحق السماسرة الذين يشترون من المربين دون دفع الثمن ولا يدفعون لهم إلا بعد أن يبيعوا ما أخذوه، ويجبرون المربين على السعر الذي يحددونه ولا تلاحق المربين الصغار“.

وتواصل أسعار منتجات الدواجن ارتفاعها في الأسواق، حيث وصل الارتفاع إلى البيض، إذ يباع طبق البيض حاليا بـ 17500 ليرة سورية، وسط عجز الحكومة عن فرض التسعيرات الرسمية في الأسواق.

وفي إطار تسليط الضوء على مشكلة الدواجن، جاء في التقرير المحلي أن “السؤال الذي يخطر على بال كل من يتابع معركة كسر العظم والفوارق السعرية الكبيرة، ما هي الغاية من تقديم المقنن العلفي لأصحاب المداجن إذا كانت الحكومة عاجزة عن ضبط الأسعار، وأين المداجن العائدة للدولة لماذا لا تستثمر وتطرح الفروج بأرخص من الأسواق بعدة الاف من الليرات وأين الرقابة وضبط الأسعار والنشرات التموينية وما فائدة المرسوم 8 إذا كانت عقوباته غير رادعة“.

قد يهمك: دمشق ترفع الدعم عن الشاي.. ماذا بقي من الدعم الحكومي؟

مربو الدواجن يؤكدون أنهم يتعرضون لخسائر متتالية، نتيجة لندرة الأعلاف وارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير ومستمر، ما دفع بالمربيين، للمطالبة بضرورة توحيد جهود العديد من الوزارات لإنقاذ قطاع الدواجن من الانهيار.

مواد مفقودة

رئيس لجنة مربي دواجن طرطوس، شعبان محفوض، أوضح قبل أيام في تصريحات صحفية، أن لجان الدواجن طالبت في اجتماع مع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، بضرورة تأمين الذرة الصفراء للمربين، وتأمين مادة كسبة فول الصويا لكونها شبه مفقودة حاليا في السوق، إضافة لزيادة كمية الوقود للدواجن، فضلا عن تأمين الفحم الحجري اللازم للمربين مع قرب حلول فصل الشتاء.

وحول أسباب معاناة قطاع الدواجن، أكد محفوض، في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” المحلية؛ الثلاثاء، أن المربيين يحصلون فقط على 10 بالمئة من حاجتهم من المازوت المدعوم، والكمية المتبقية يشترونها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

وحذر محفوض، من انهيار القطاع، نتيجة خروج 80 بالمئة من المربين من عمليات الإنتاج، ما تسبب بتراجع كميات الإنتاج مؤخرا، وأضاف: “المربون أكدوا أن إنقاذ قطاع الدواجن بحاجة إلى خلية مؤلفة من وزراء عدة، مثل وزراء الزراعة، والاقتصاد، والنفط وليس باستطاعته وحده إنقاذ هذا القطاع من الانهيار“.

العلف والحرارة سبب ارتفاع الأسعار؟

التقرير نقل عن أمين سر غرفة زراعة دمشق، محمد جنن، أن سبب ارتفاع سعر الفروج والبيض يعود إلى قلة العرض وضعف الطلب، إضافة إلى ارتفاع سعر العلف بنسبة 20 بالمئة، كما تسبب ارتفاع درجات الحرارة بالفترة الماضية بنفوق دجاج القطاع الخاص بنسبة تصل إلى 40 بالمئة، بسبب عدم تجهيز بعض المربين بشكل كاف للمداجن، لافتا إلى أنه في القطاع الحكومي لم تتجاوز نسبة النفوق 2,7 بالمئة، وهذا ما سبّب خسارات متتالية للمربين، واضطر البعض منهم للخروج من الخدمة.

وأضاف جنن، أنه خلال الفترة الماضية كان مربي الفروج يبيع بخسارة، وهذا الارتفاع بالأسعار كان موجودا بشكل غير ظاهري، ولم يلاحظه المواطن لأن كمية الإنتاج كانت كبيرة، وهناك ضعف بالطلب، فعلى سبيل المثال كانت تكلفة الفروج الحي من أرض المدجنة نحو 7200 ليرة سورية، بينما كان يباع بـ 5000 ليرة سورية وكان المربي هو الخاسر الأكبر.

وحول عدد المداجن في سوريا، أوضح جنن، أن عدد المداجن الكلي الموجودة في سوريا، هو 13166، منها 1374 مدجنة متضررة، و6703 مدجنة متوقفة عن العمل، ليبقى عدد المداجن العاملة حاليا هي 5089 مدجنة.

ولفت جنن، إلى أن الإنتاج اليومي من مادة اللحم الأبيض يقدر بـ400 ألف طن، أما بالنسبة لبيض المائدة فيبلغ الإنتاج اليومي 2 مليون بيضة.

يذكر أن قطاع الدواجن، من أكثر القطاعات تضررا خلال السنوات الماضية في الثروة الحيوانية، حيث توقفت 60 بالمئة، من المزارع والمنشآت عن العمل.

قد يهمك: الضرائب تسحب ما تبقى في جيوب السوريين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.