الخدمات الطبية في سوريا أصبحت خلال السنوات الماضية تشكل عبئا ثقيلا على المواطنين، بعد الارتفاع الكبير في الأسعار، فضلا عن انخفاض الدعم الحكومي للقطاع الطبي، حيث تشهد العديد من المشافي الحكومية غياب لجهاز الطبقي المحوري، في ظل وصول تكلفة الصورة في المراكز الخاصة إلى أكثر من مليون ليرة سورية.

بورصة الطبقي المحوري

صحيفة “البعث” المحلية، أشارت إلى وجود “بورصة” للتصوير عبر أجهزة المرنان، والطبقي المحوري، وذلك في ظل ندرة الأجهزة في المشافي الحكومية، حيث وصلت تكلفة الصورة لأكثر من 600 ألف ليرة في المراكز الخاصة، وتجاوزت المليون في بعض الحالات.

وأكدت الصحيفة، أن المشافي الحكومية ما تزال تقدم الخدمة بأسعار رمزية، “لا تتجاوز 9 آلاف ليرة، وصفر ليرة لبعض الحالات“، لكن مصادر لـ“الحل نت” أكدت في وقت سابق أن معظم الأجهزة معطلة ولا تقدم الخدمة بالشكل المطلوب.

بدوره أكد الطبيب المشرف على قسم الأشعة في مشفى المواساة بدمشق خالد الخطاب، أن المشفى يعاني من ضغط كبير على أجهزة المرنان المغناطيسي، حيث تشكل هذه المشكلة عبئا على المشافي الحكومية، والمرضى على حد سواء.

وقال الخطاب في تصريحات نقلتها صحيفة “البعث” المحلية الجمعة: “عدد الأجهزة قليل، وخلال السنوات الماضية، خرجت لعديد من المشافي عن الخدمة، وبالتالي ازدياد الضغط على ما بقي منها، بما فيها مشفى المواساة، الذي يحتوي ستة أجهزة إيكو، إضافة إلى أجهزة الطبقي المحوري، والماموغرام، والأشعة، وجهاز مرنان، يُخدِّم شهرياً ما بين 500 إلى 600 مريض، لاستقباله عدداً كبيراً جداً من المرضى من مختلف المحافظات، وخاصة تلك التي تفتقر بشكلٍ نهائي لجهاز مرنان، كمدينة اللاذقية التي ونتيجة تعطل جهازها الوحيد والأساسي فيها، باتت مشافي العاصمة وجهة مرضاها الوحيدة“.

قد يهمك: ارتفاع كشفيات الأطباء في سوريا.. العيادة لا يزورها الفقير أبداً؟

وأشار الخطاب إلى وجود حالات فساد في المشفى، “إذ اضطر بعض المرضى، لدفع 50 ألف ليرة، للموظفين الذين يستغلون حاجة المريض للحصول على خدمات الطبقي المحوري، ما دفع إدارة المشفى لتدشين منصة، أو تطبيق عبر الموبايل يُمَكِّن المواطن من حجز دور بشكلٍ مباشر، وبالتالي ضبط كل التجاوزات الحاصلة من قِبل البعض، لحصر الأمر بشكل كليّ بالإدارة“.

عدم استقبال الحالات الإسعافية

مشكلة جهاز “الطبقي المحوري”، عادت في عدد من المشافي إلى الواجهة مجددا، حيث تؤكد المعلومات، أن مشفى “الأسد الجامعي”، يستقبل الحالات المقبولة ضمن المشفى، وغير مخصص للحالات الإسعافية الحرجة (يستقبل حالات إسعافية معينة)، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، قبل أيام.

ووفق التقرير المحلي، يتم تحويل المرضى من المحافظات مثل السويداء، ودرعا، وبعض مشافي ريف دمشق، لمشافي دمشق لإجراء الـ“طبقي محوري“، الغير موجود أساسا في العديد منها، ليبقى المريض في الإسعاف ساعات وساعات بانتظار تأمين مشفى خاص، وتأمين مبلغ لإجراء “الطبقي”، ليخرج بسيارة إسعاف لإجراء طبقي ويعود، وبعد ساعة يذهب المرافق لإحضار نتيجة الصورة، وكل هذا الوقت، ينتظر المريض في الإسعاف.

انقطاع مستلزمات غسيل الكلى

من حين لآخر، يتكرر انقطاع بعض مستلزمات غسيل الكلى، لمرضى محافظة درعا، ما يفرض عليهم أعباء مالية كبيرة لا يمكنهم الاستمرار في تحمّلها في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها عموم البلاد.

والنواقص اللازمة الآن، بحسب ما أفاد به بعض المرضى وذويهم، لصحيفة “تشرين” المحلية، مؤخرا، هي (الأنبوب والفلتر والخرطوشة)، مما يضطرهم لشرائها من السوق بقيمة تتراوح ما بين 70 و 75 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ كبير خاصة، وأن المريض يحتاج شهريا إلى 8 جلسات دورية باستثناء الرعاية الطارئة عند الحاجة، مما يعني أن المريض يحتاج لشراء هذه النواقص حتى تتم جلسة غسيل الكلى إلى حوالي 600 ألف ليرة، في الشهر الواحد، وهو مبلغ لا يستطيع معظم المرضى تحمّله.

هذا، ولا ينتهي مسلسل العقبات التي يواجهها القطاع الطبي في سوريا بين الحين والآخر، سواء تلك التي تتمثل في تعطل الأجهزة الطبية، أو نقص المستلزمات الطبية والأدوية، فضلا عن غياب الدعم الحكومي لهذا القطاع، ولعل من أكثر المتضررين من هذا الأمر هم المرضى والمراجعين.

قد يهمك: العودة إلى المدارس في سوريا.. “العين بصيرة والإيد قصيرة”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.