يبدو أنها مؤشرات إيجابية على التوصل إلى اتفاق في ملف ترسيم الحدود اللبنانية مع إسرائيل، فلغة الحوار والدبلوماسية تتجاوز لهجة التصعيد العسكري حتى الآن، فما هي آخر التفاصيل؟
في الجديد، قال مسؤول أمني لبناني “كبير”، البارحة، إن محادثات ترسيم الحدود اللبنانية البحرية مع إسرائيل، توشك على الانتهاء بعد نحو عامين من المفاوضات.
بدوره ذكر مدير عام الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، لقناة “الجديد” اللبنانية: “نحن نتحدث عن أسابيع، لا بل عن أيام للانتهاء من ملف الترسيم. وأنا أميل لأن تكون الأمور إيجابية”.
وحضر إبراهيم، اجتماعات الأسبوع الماضي مع الوسيط الأميركي، آموس هوكشتاين، الذي قال إن زيارته التي استمرت لساعات لبيروت في 9 أيلول/ سبتمبر، أظهرت بأن المحادثات تحقق “تقدما جيدا للغاية”.
في السياق، ووفقا لمسؤولين إسرائيليين ولبنانيين، فإن اقتراحا إسرائيليا سيسمح للبنان بتطوير احتياطيات الغاز في منطقة متنازع عليها، مقابل الموافقة على خط ترسيم إلى الشمال.
تقدم بين لبنان وإسرائيل
مصدر سياسي مطلع على المحادثات، قال بحسب وكالة “رويترز” البريطانية، إن المسؤولين اللبنانيين طالبوا بنسخة مكتوبة من الاقتراح قبل تقديم رد نهائي.
الجمعة، أعلن هوكشتاين أن “تقدما” أحرز في مفاوضات ترسيم الحدو اللبنانية مع إسرائيل، لكن التوصل الى اتفاق “لا يزال يتطلب مزيدا من العمل”، على حد تعبيره.
وتتولى واشنطن منذ عامين، وساطة بين لبنان وإسرائيل، بهدف التوصل إلى اتفاق يهدف لترسيم الحدود البحرية بينهما، وإزالة العوائق أمام استخراج الغاز من حقل كاريش النفطي المتنازع عليه.
وترى بيروت، أن حقل كاريش يقع في قسم من المياه المتنازع عليها مع إسرائيل، في حين تعتبره تل أبيب، أنه يقع في منطقتها الاقتصادية الخالصة.
هوكشتاين، الذي وصل الجمعة الماضية إلى لبنان، في زيارة هي الثالثة منذ حزيران/ يونيو المنصرم، قال: “أشعر فعلا بأننا أحرزنا تقدما في الأسابيع الأخيرة”.
وأضاف إثر لقائه الرئيس اللبناني، ميشال عون، ورئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري: “لدي أمل كبير بترسيم الحدود اللبنانية مع إسرائيل (…) خاصة بعد المحادثات التي أجريناها”.
الميار الأكثر رجحانا
تقرير سابق لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، قال إن لبنان أمام مسارين لا ثالث لهما، إما الحرب مع إسرائيل أو ترسيم الحدود بين بيروت وتل أبيب.
بحسب الصحيفة، فإن المسار الآول، يعني دخول بيروت في مرحلة هدوء متوسطة الأمد لعقد أو أكثر بين إسرائيل و”حزب الله” وحلفائه.
المسار الآول، وهو ترسيم الحدود لو حصل فعلا، يعني تكريس غلبة “حزب الله” على القوى السياسية المناهضة له في لبنان، مسيحية كانت أم إسلامية، وفق “الشرق الأوسط”.
المسار الثاني، وهو الفشل في ترسيم الحدود بين بيروت وتل أبيب، فإن ذلك سيعني وقوف لبنان على عتبة “حرب طاحنة لا تبقي ولا تذر، تسقط أمام مآسيها وويلاتها ونتائجها كل الأدوار والمبادرات”.
الصحيفة لفتت، إلى أن المسار الأول، هو الأكثر رجحانا، وفيه ستكون الاستحقاقات المقبلة ترجمة للتفاهمات بين إسرائيل و”حزب الله”، عبر الوساطة الأميركية، وقد تؤدي إلى نوع من الاستقرار القسري.
ذلك الاستقرار، سيسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وتسمية رئيس حكومة وتأليفها لتواكب المستجدات وتوقّع على اتفاقات التنقيب وتتابعها، ويدخل معها لبنان واللبنانيون في “السلام الإيراني”.
تهديد “حزب الله”
بحسب مصادر لبنانية رسمية، فإن الجانب الإسرائيلي، قدم مقترحا، ينطلق من إحداثيات الخط “23″ وينحرف شمالا وصولا إلى خط الوسط بين لبنان وقبرص، ويمنح المقترح الإسرائيلي لبنان كامل حقل “قانا”، مقابل حصول تل أبيب على مساحة شمال الخط “23″.
وكالة “رويترز“، نقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمِّه قوله، إنه إذا جرى التوصل إلى اتفاق، فسيتمكن اللبنانيون من إجراء بعض التنقيب في المنطقة المتنازع عليها، وفق الوكالة.
ومنذ بداية حزيران/ يونيو الماضي، تسارعت وتيرة التوتر بين بيروت وتل أبيب، بشأن ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، وذلك بعد وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش، الذي يعتبره لبنان داخل المنطقة المتنازَع عليها، تمهيدا لبدء استخراج الغاز منه.
مفاوضات ترسيم الحدود التي انطلقت بين لبنان وإسرائيل عام 2020 بوساطة أميركية، توقفت في أيار/ مايو عام 2021، جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها بين البلدين.
وقبل استئناف المفاوضات قال رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، في بيان منتصف تموز/ يوليو المنصرم، “لقد حددنا آلاف الأهداف في لبنان بينها منظومات صواريخ يمتلكها العدو وسندمرها في حال نشوب حرب“، في إشارة منه لـ “حزب الله” اللبناني.
تصريحات كوخافي، جاءت حينها بعد أيام من إعلان “حزب الله” اللبناني، أنه قادر على منع إسرائيل من استخراج النفط والغاز من المنطقة البحرية المتنازع عليها جنوبي لبنان، عبر العمل العسكري إن لم يحصل اتفاق ترسيم الحدود.
- عاصمة سياسية واقتصادية للمعارضة: ما مكاسب السيطرة على حلب؟
- عمل عسكري على القرى السبع بدير الزور.. ما دور “التحالف الدولي”؟
- “قلوب مكسورة”.. معتصم النهار وجيني إسبر يتفاعلان مع أحداث حلب
- انهيار كبير لليرة السورية أمام الدولار في حلب
- واشنطن: على سوريا تغيير سلوكها.. وطهران تلمح لعقد جولة “أستانا” بالدوحة
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.