في ظل الحديث عن العودة الطوعية للاجئين السوريين من قبل الحكومة التركية، سجل معبر “باب الهوى” الحدودي مع أنقرة، دخول آلاف الشبان والعوائل المرحلين من تركيا إلى إدلب، خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، لتكون الأعداد في ذلك الشهر، هي الأعلى نسبة منذ بداية العام الحالي 2022.

على كرسي العجزة

شاكر العبيد مدني من بلدة البارة بجبل الزاوية، ذهب إلى تركيا لتلقي العلاج قبل سبعة أشهر، بعد أن بترت ساقه نتيجة انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات القصف على قريته.

العبيد قال لموقع “الحل نت”، إن “السلطات التركية، أجبرته على التوقيع على ورقة لم يفهم ما بداخلها، ومكتوبة باللغة التركية، استطاع بعد مدة من الوقت معرفة أنها ورقة تتضمن الموافقة على العودة إلى إدلب بشكل طوعي”.

وأضاف العبيد، أن “السلطات التركية، ألقت القبض عليه على الطريق المؤدي إلى إسطنبول، حيث كان متجهاً من الريحانية لتلقي العلاج في أحد المشافي هناك، وعلى أحد الحواجز المنتشرة على الأوتوستراد السريع، تم إيقافه وإرساله إلى معبر باب الهوى الحدودي”

وأشار العبيد، أن “الجندرما التركية، وضعته في مخيم يحوي المئات من الشبان السوريين، وبعد سبعة أيام، نقلوا إلى المعبر”.

3500 شخص خلال آب

مازن علوش مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام في معبر “باب الهوى” قال لموقع “الحل نت”، إن “عدد العائدين من تركيا إلى سوريا، خلال شهر آب بلغ 3500 شخص، وزعوا على فئات عدة، فمنهم من دخل بشكل طوعي، وآخرون ألقي القبض عليهم من قبل الجندرما التركية ورحلوا إلى سوريا، وآخرون ممن لا يملكون أوراق ثبوتية في المدن التي يقيمون فيها.

وأضاف العلوش، أن” جميع المرحلين الذين يدخلون من معبر باب الهوى من تركيا إلى إدلب، يوقعون على ورقة تحت اسم عودة طوعية، قبل أن يتم إدخالهم إلى سوريا”

وأشار العلوش إلى أن “عدد المرحلين من تركيا إلى سوريا، منذ بداية العام الحالي 2022، وحتى 12 أيلول/سبتمبر بلغ 13 ألف شخصا، منهم شبان وعوائل”.

ولا يعتبر “معبر باب الهوى” الحدودي مع تركيا، المعبر الوحيد الذي يتم إدخال المرحلين من تركيا إلى سوريا عن طريقه فقط، بل هناك معبر “باب السلامة” بريف حلب الشمالي، ومعبر “جرابلس” شرق حلب.

وسبق أعلن نائب وزير الداخلية التركي، إسماعيل تشاتاكلي، عن عودة 514 ألفا و358 لاجئا سوريا “بشكل طوعي” إلى بلادهم.

وتشن الأجهزة الأمنية التركية حملة واسعة ضد ما سمتها “الهجرة غير الشرعية” في المحافظات الكبرى.

وساهمت تركيا بتعرّض مئات السوريين إلى خطر الموت أو الاعتقال عبر ترحيلهم قسرا إلى سوريا، حيث وثق ناشطون اعتقال “هيئة تحرير الشام” لعدد من الشبّان الذين وصلوا من تركيا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.