“قبل أن تتدهور الأحوال المعيشية وترتفع أسعار كل شيء بشكل مهول في سوريا، كنا نشتري اللحوم الحمراء مرتين في الأسبوع، وأحيانا أكثر، حسب الجيبة، وكنا نشتري الفروج متى اشتهينا، لأن الأسعار كانت تتناسب مع دخلنا. أما اليوم، تعتبر اللحوم الحمراء والفروج بمثابة حلم للمواطن السوري، حيث لم يعد أحد يشتري كيلوغراما من لحم الخروف أو لحم العجل أو أي لحوم أخرى، فقد أصبح الشراء بالغرامات أو الأوقيات”، هكذا يشرح السيد أبو منير لـ “الحل نت”، الوضع الذي وصل إليه نسبة كبيرة من السوريين الذين يعيشون في الداخل، وكيف أصبحت بعض المواد الغذائية “حسرة” على الكثيرين، بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير، بحيث لم يعد يتناسب مع مستوى الرواتب والمداخيل إطلاقا.

في السابق كان أصحاب الدخل المحدود في سوريا يأخذون عظام الذبائح من الجزارين مجانا من أجل وضعها تحت الأكل ليصبح مذاقه طيبا وهذه العظام كانت تعتبر بمثابة اللحم لهم. لكن، نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار بشكل “جنوني”، ظهرت “عادات أكل” جديدة لدى السوريين عموما، إذ بات الجزارون يبيعون هذه العظام بالكيلوغرام، وبأسعار تصل للآلاف الليرات السورية، ذلك لأن نسبة كبيرة من السوريين باتوا يشترون هذه العظام كبديل للحوم.

اليوم العديد من السوريين يتحسرون على الأوضاع المعيشية التي وصلت إليه البلاد، حيث يضطر السوريون إلى التخلي عن العديد من المواد الغذائية التي كانت ضرورية في الماضي، ولم تعد كذلك مع الارتفاع المستمر في الأسعار مقابل ظهور عادات غذائية جديدة أدت إلى انتشار أصناف لم يتم بيعها من قبل في الأسواق.

تراجع استهلاك اللحوم

ما تزال اللحوم بأنواعها خارجة عن قدرة المواطن الشرائية، مع ازدياد الفجوة بين قوة الراتب الشرائية وأسعار اللحوم الرائجة في الأسواق، حيث أكد عدد من المواطنين لموقع “أثر برس” المحلي، يوم أمس الثلاثاء، أنهم تراجعوا عن شراء اللحـوم الحمراء منذ مدة، على حين أوضح أصحاب المحال أن عددا من الزبائن بات يلجأ إلى شراء كميات قليلة تتناسب مع المبلغ الذي يمكن أن يدفعوه.

رئيس جمعية اللحامين أدمون قطيش، كشف للموقع المحلي، عن تراجع كميات اللحوم المستهلكة في العاصمة دمشق لتصبح نحو 1500 رأس غنم ونحو 100 عجل يوميا، منوّها إلى أن الأسعار غير ثابتة ومتغيرة تغيُّرا شبه يومي.

أبو منير (67 عاما)، الذي يعيش في حي شعبي في ريف دمشق، يضيف في سياق عزوف الكثير من المواطنين عن شراء اللحوم، “لا يستطيع الناس شراء اللحوم أو غيرها من الأصناف التي تعتبر كماليات من وجهة نظرنا أو نتيجة لظروف مادياتنا ورواتبنا الهزيلة، ونسبة كبيرة في الحارة لا يشترون اللحوم الحمراء، ويكتفون فقط بشراء الفروج”.

أبو منير يردف في حديثه “أنا عن نفسي ما بقدر اشتري لحم الغنم أو العجل لعيلتي، لأن السعر كتير غالي، وبيحتاج ميزانية لوحدها، بس بنكتفي بأكل لحم الخروف أو العجل من سنة لسنة، وهو في رأس السنة أو أحد الأعياد التانية، وباقي أيام السنة نقضيها بلحم الفروج”.

قد يهمك: سعر مدفأة الحطب مليوني ليرة.. “السوري كيف بيدفي حالو؟”

لحوم مهربة؟

في سياق ما تتناقله بعض المواقع وحتى اللحامين عن وجود لحوم مهرّبة في الأسواق، نفى قطيش ذلك، مؤكدا للموقع المحلي أن مصدر اللحوم في دمشق من البادية، إذ يتم تجميع المواشي في ريف دمشق وتسمينها بمركز الباسل ومنطقة الرحيبة في محافظة ريف دمشق، ويوزع بعدها في أسواق دمشق، والسويداء، ودرعا.

أبو محمد، لحام ولديه محل في أحد الأحياء بدمشق، يضيف ضمن هذا السياق، هناك لحوما مهربة في السوق وسعرها أقل قليلا، بالإضافة إلى الفروج المهرب من لبنان إلى سوريا منذ عدة أشهر، وحتى الآن لم تتمكن دوريات المراقبة والتموين الحكومية من السيطرة على هذه المسألة.

اللحام أبو محمد، يشير في حديثه لـ”الحل نت”، إلى أن مصدر هذه اللحوم المهربة غير معروف، ولا يُعرف فيما إذا تم الذبح بالطرق الحلال أم لا، لعدم وجود رقابة على هذه المجموعات التي تتاجر في هذا اللحوم. وشدد أبو محمد على ضرورة قيام الحكومة بواجبها تجاه هذه المسألة حفاظا على صحة المواطنين أولا، ومن ثم ضبط الأسعار لضمان عدم التلاعب به من قِبل كبار التجار في سوق الجزارين والمسالخ في العاصمة دمشق.

لحام من سوريا “إنترنت”

أبو محمد يضيف حول ارتفاع أسعار اللحوم وتراجع القوة الشرائية لدى المواطنين، فيقول، “المشكلة ليست في عدم رغبة الناس في شراء اللحوم وإنما في تدني الرواتب والمداخيل، التي باتت في أدنى المستويات، وفي الحقيقة معظم الذين يشترون اللحوم وخاصة الغنم، هم أما مقتدري الحال أو أصحاب الدخل الجيد، أما باقي المواطنين من الموظفين الحكوميين فلا يشترون سوى بعض غرامات أو ربع كيلوغرام في أحسن الأحوال، ولولا الحوالات الخارجية لما كانوا استطاعوا شراء هذه الغرامات أيضا”، على حد تعبيره.

يُذكر أن آخر تسعيرة رسمية صدرت عن مديرية الأسعار بتاريخ 29 حزيران/يونيو الفائت، حدد بموجبها سعر كيلو لحم الغنم المسوف بنسبة الدهن 50 بالمئة بـ 26 ألف، ولحم العجل المسوف بـ 19 ألف ليرة سورية، على حين سعّرت النشرة كيلو هبرة غنم عواس نسبة دهن 25 بالمئة بـ 32500 ليرة سورية، وكيلو هبرة لحم عجل بـ 29500 ليرة سورية، أما كيلو هبرة لحم بقر فتم تسعيره بـ 24 ألف ليرة، وذلك وفقا للموقع المحلي.

قد يهمك: السجاد في سوريا.. بين الهوية الثقافية التاريخية والقدرة الشرائية الضعيفة

العظام بديلا عن اللحوم

أبو عدنان، رجل في الستينيات من عمره، يتحسر على الأوضاع المعيشية اليوم، فيقول “اللحم لم يعد متاحا للفقراء إطلاقا وباتت عظام الذبائح التي كان يرميها الجزارون سابقا، أو تُقدّم مجانا من أجل وضعها تحت الوجبات الدسمة كورق العنب والمحاشي، اليوم باتت هذه العظام تُباع بالكيلو في الأسواق وبأسعار تصل إلى الآلاف”، وفق ما نقله موقع “أثر برس” المحلي، في تقرير آخر، مؤخرا.

بحسب التقرير المحلي، فإن البسطات التي تعرُض هذه العظام تشهد إقبالا من قبل الكثيرين بعد أن أصبح من المستحيل شراء اللحوم بأنواعها نظرا لارتفاع أسعارها، وبالنظر إلى اهتمام السوريين بالحفاظ على الحد الأدنى من المكونات الغذائية التي يوفرها اللحم، فقد لجأ الكثير من السوريين اليوم لاستبداله بالعظام المسلوقة مع الشوربة أو بطهيها مع الرز والبرغل وغيرها من الوجبات التي ما تزال ممكنة.

خلال السنوات الماضية ظهرت “عادات أكل” جديدة لدى السوريين عموما، إذ بات الجزارون يبيعون العظام بالكيلوغرام، وبأسعار تصل للآلاف الليرات السورية، ذلك لأن نسبة كبيرة من السوريين باتوا يشترون هذه العظام كبديل للحوم.

من جانبه، يكشف اللحام أبو خالد، صاحب محل لبيع اللحوم في سوق سريجة بدمشق، أن العظام تعطي نفس الرائحة التي يقدمها اللحم وبعض الدسم، لذلك يلاحظ الإقبال عليها نتيجة رخصها، مبيّنا أن الاستهلاك والطلب خفيف على اللحوم الحمراء، كما أن العرض انخفض بشكل واضح، على حد قوله للموقع المحلي.

قد يهمك: “الأسعار بالعلالي”.. المكسرات في سوريا للطبقة المخملية فقط

حلول غير مجدية

على جانب آخر، المستشار الفني في غرفة الزراعة عبد الرحمن قرنفلة، قال في تصريحه للموقع المحلي، أن الحلول موجودة للتغلب على النقص وغلاء اللحوم ولكن لا أحد يأخذ بها، وأولها تشجيع استيراد أعلاف الثروة الحيوانية وتشجيع تربية الأبقار والأغنام من خلال تقديم قروض دون فوائد للمربين الذين فقدوا قطعانهم، إضافة إلى تشجيع الزراعات العلفية.

قرنفلة، أشار إلى أهمية القيام بصناعات علفية حديثة تعتمد على استثمار المخلفات الزراعية المهدورة: “قشور الفول، وقشور البازلاء، وسيقان الذرة والملوخية، ومخلفات الصناعات الزراعية”، وتحويلها إلى مواد علفية، معزّيا ذلك لتدهور العائد من الإنتاج الحيواني إلى غياب معلومات السوق واضطرابات العرض والطلب وعدم وجود رؤية تنبؤية واضحة في هذا الإطار من قِبل الجهات المعنية، كما أن هناك تراجعا واضحا في الصناعات الخاصة بمنتجات الثروة الحيوانية.

أحد أسواق سوريا “إنترنت”

هذا ويبدو أن سبب ظهور هذه العادات الغذائية الجديدة لدى السوريين، أي استبدال العظام باللحوم، ليس فقط بسبب تراجع الثروة الحيوانية، ولكن أيضا، لأن الرواتب والمداخيل لا تتوافق مع الواقع المعيشي في البلاد، حيث تُصدر الحكومة السورية بشكل دوري قرارات تتعلق برفع الأسعار، ولكن دون رفع سقف الرواتب، بالإضافة إلى حقيقة أن الليرة السورية تفقد قيمتها بين الحين والآخر نتيجة ارتفاع أسعار الصرف الأجنبي.

قد يهمك: “مازوت ما في والشتا قاسي“.. مدافئ غريبة تنتشر في الأسواق السورية

ارتفاع أسعار اللحوم

سعر الكيلو غرام من لحم هبرة الغنم مع 25 بالمئة دهن في الأسواق السورية بلغ 48 ألف ليرة سورية، في حين سعرت حماية المستهلك الكيلوغرام بسعر 33 ألف ليرة، ووصل الكيلوغرام من الهبرة الخالية من الدهن حد 54 ألفا ليرة، ووصل سعرها للحم العجل حد 43 ألفا ليرة، في حين بلغ سعرها 30 ألفا ليرة وفقا لتسعيرة التموين، كما بلغ سعر هبرة البقر الرسمي 25 ألفا ليرة، أما الشرحات والموزات 26 ألفا.

بحسب مصادر محلية، ففي دمشق بلغ سعر كيلوغرام سودة الغنم 28 ألفا، والدرن 15 ألفا واللسانات 16 ألفا، والقلوب والكلاوي والطحال بسعر 15 ألفا للكيلوغرام، وسعر النخاع الواحد 5 آلاف ليرة، ورأس الغنم بسعر 18 ألف ليرة، وبيض الغنم بسعر 28 ألفا للكيلوغرام.

كما بلغ سعر كيلوغرام النقانق في صالة السورية للتجارة 23 ألفا، ومثلها الهمبرغر، بينما بيع كيلوغرام شرحات الدجاج بسعر 21 ألفا والوردة أو الدبوس بحوالي 9500 ليرة، والفروج المذبوح والمنظف بسعر 12 ألف ليرة، وكذلك الكيلوغرام من كستا الفروج، بحسب تقارير محلية، مؤخرا.

تقرير سابق لـ”الحل نت”، تحدث عن انخفاض الطلب “بشكل واضح” على سوق اللحوم والفروج، بعد عيد الأضحى، وذلك بسبب الأسعار المرتفعة، نتيجة ارتفاع أسعار العلف ومختلف المستلزمات والظروف الراهنة، التي انعكست على استهلاك المادة في ظل وضع دخل المواطن.

حيث تستهلك دمشق يوميا من 1000 لـ 1500 خروف، و70 عجلا إضافة إلى 150 لـ 200 طن فروج، وذلك بحسب تصريح سابق لمشرف على الجمعية الحرفية للحامين، أدمون قطيش، الذي اعتبر أن هذه الكميات تعكس انخفاض الاستهلاك والطلب على اللحوم.

هذا ويعتبر الارتفاع الأخير في أسعار اللحوم جنونيا، فقبل ثلاث سنوات، كان يُباع كيلو لحم الغنم القائم “قبل الذبح” بمبلغ 3000 ليرة، أما الآن فقد ارتفعت الأسعار بمعدل يصل إلى عشرة أضعاف، وهو ما جعل معظم العائلات لا تفكر في الأصل، أو تجرؤ على شراء اللحم.

لحّامون في سوريا، يقولون، إن” الغلاء الفاحش أصاب هذا القطاع بنسبة عالية من الجمود، ما أدى لتوقف العديد من زملاء المهنة عن العمل، بعد بيعهم لمعداتهم، وتسليم المحال المستأجرة لأصحابها.

كما وألغت معظم العائلات السورية اللحوم الحمراء، من قائمة المواد الغذائية في منازلهم، واتجهوا إلى البدائل، لا سيما لحم الدجاج الأبيض الذي يُعد أرخص، نوعا ما، من اللحوم الحمراء، فيما يؤكد البعض أنه لا يقوى حتى على شراء لحم الدجاج في ظل الارتفاع المستمر، في أسعاره هو الآخر.

قد يهمك: تكاليف زيت الزيتون ترهق المزارع بسوريا.. مع التصدير وبدونه هو الخسران

تلاشي الطبقة الوسطى

لطالما كانت الطبقة الوسطى في المجتمع السوري هي الطبقة الأهم والأوسع والتي كانت تسبب استقرارا اقتصاديا واجتماعيا، وتُعتبر الطبقة الوسطى عادة المحرك الأهم لعجلة أي اقتصاد، ولكنها بدأت بالتلاشي شيئا فشيئا خلال سنوات الماضية.

صحف محلية نقلت في وقت سابق عن خبراء اقتصاديين قولهم، أن نسبة الطبقة الوسطى من المجتمع بلغت 1 بالمئة، بينما بلغت نسبة الثراء الفاحش نحو 3 بالمئة وهم من فئة “الحيتان” أي تجار الحرب والذين استغلوا سنوات الحرب وصعدوا على أكتاف المواطنين وبتقاعس مع مسؤولي الحكومة السورية.

هذا بالإضافة إلى الطبقة الغنية إلى حد ما وهي نحو 10 بالمئة ومعظمهم من فئة الأطباء والمهندسين والتجار المخضرمين، بينما تُعتبر بقية النسبة وهي 85 بالمئة من الفقراء، وهم من فئة الموظفين الحكوميين والذين يعملون في أعمال عادية.

الخبراء، أوضحوا أرجعوا تلاشي الطبقة الوسطى إلى الحرب في سوريا ومن ثم تلاها الحرب الاقتصادية، إضافة إلى غياب أية إجراءات حكومية لمواجهة انهيارات القدرة الشرائية لليرة السورية، وتغول التجار، والفساد المستشري، كل ما سبق أدى لتراجع الطبقة الوسطى وتحوّلها إلى طبقة فقيرة، وأن كل القرارات الحكومية من رفع الدعم، وعدم استقرار الأسعار وندرة المواد وخاصة المحروقات ومادة الخبز، تؤدي لتوسع الشرائح الفقيرة.

كما وأشاروا إلى حدوث ما يشبه سكتة اقتصادية نتيجة كسر سلاسل المستهلكين، فلم تعد هناك قدرة لاستهلاك المواد المنتجة، ما أدخل البلد في مرحلة تضخم وكساد، ومع كل الآثار التي يلمسها المواطن اليوم لهذه المتغيرات، إلا أن النتائج ستكون أخطر مستقبلا، وقد تكون التبعات الاقتصادية أخطر من قبل إذا استمر التعامل مع المتغيرات على ما هو عليه، وفق ما نقلته صحف محلية في وقت سابق.

تاليا، ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية يوما بعد يوم في سوريا، واستمرار ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، فضلا عن انهيار الليرة السورية مقابل النقد الأجنبي، وعجز حكومة دمشق في حلحلة الأزمات، الأمر الذي حوّل قيمة رواتب، ومداخيل السوريين بشكل عام في البلاد إلى أدنى المستويات. لدرجة أن راتب الموظف الحكومي اليوم لا يخوّله شراء 100 غرام من اللحوم يوميا، ولا حتى أسبوعيا، لوجود المتطلبات والمستلزمات الحياتية الأكثر ضرورة، إلى جانب متطلبات الحياة العامة الأخرى، التي ظهرت بعد عام 2011، وزادت من أعباء المواطنين بشكل أكبر، وهي شراء المياه أحيانا، والغاز من السوق السوداء وبطاريات الإنارة، وغيرها من الأمور الحياتية التي أصبحت عبئا على المواطنين مقارنة مع مستوى الرواتب، والمداخيل “الشبه المعدوم”.

قد يهمك: ملابس “البالة” خارج قدرة السوريين الشرائية.. الشتاء يرفع كل الأسعار

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.