منذ أواخر التسعينيات، نشطت إيران ومنظمات “حزب الله” الشريكة لها بشكل متزايد في أميركا الجنوبية، وأقامت علاقات وثيقة مع العديد من الحكومات والمنظمات المسلحة في المنطقة. أثار وجود كلا الطرفين في المنطقة العديد من الإشارات الحمراء فيما يتعلق بنواياهم وأنشطتهم، مما أثار مخاوف جدية بشأن أهدافهم وغاياتهم.

أحد المجالات الرئيسية للنشاط المشبوه الذي لوحظ في أميركا اللاتينية هو تورط إيران في تجارة الأسلحة غير المشروعة. من الموثق جيدا أن الحكومة الإيرانية استخدمت “حزب الله” لشراء الأسلحة ونقلها إلى الجماعات المتمردة في جميع أنحاء المنطقة. تم استخدام هذه الأسلحة لتأجيج الصراعات داخل دول أميركا اللاتينية، وكذلك لدعم الحركات الإسلامية الراديكالية في المنطقة. علاوة على ذلك، يُعتقد أن إيران مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالعديد من منظمات تهريب المخدرات في المنطقة، حيث تقدم الدعم المالي واللوجستي لهذه الجماعات.

عندما يتعلق الأمر بإيران، فكل شيء ليس كما يبدو. فبين عامي 2005 و2020، أفادت عدة تقارير بأن إيران تنتج صواريخ في فنزويلا ما زاد من اهتمام الباحثين والحكومات التي تبحث عن أدلة على أن النظامين كانا ينسقان لخرق العقوبات. وفي الوقت الذي غفل فيه الغرب، عمقت إيران وفنزويلا علاقتهما من خلال الشبكات السرية التي ربما عملت على دعم البرنامج النووي السابق ونقل المواد والأشخاص والموارد المالية والتكنولوجية بين النظامين.

على غرار تورط إيران و”حزب الله” اللبناني في أزمات المنطقة المتفاقمة لا سيما “العراق وسوريا واليمن”، فقد تمكنت الاستخبارات المكسيكية ونظيرتها الكندية عام 2016 من الكشف عن تحركات أفراد تابعين لهما في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض دول أمريكا اللاتينية، وحاليا بعد إطلاق طهران لأكبر سفنها لترسو في البرازيل فإن التساؤلات تحوم حول الأنشطة المشبوهة لإيران و”حزب الله” في أميركا اللاتينية وهل ستكون مصدر قلق كبير، وما إذا كانت الأنشطة النووية بالقرب من واشنطن دليل على توسع إيراني محتمل.

سفن إيران في أميركا الجنوبية

أكبر السفن الحربية الإيرانية أبحرت في أيلول/سبتمبر الفائت، برفقة إحدى فرقاطاتها عبر المحيط الهادي في رحلة من المرجح أنها الأولى من نوعها، والتي تهدف إلى إظهار القوة البحرية المتنامية لطهران أمام أصدقائها وأعدائها على حد سواء.  

يبدو أن السفينتين هما الفرقاطة “إيرينز دينا” وسفينة “القاعدة الإمامية إيرينز مكران”. وقد تم رصدهم من قبل القوات البحرية الفرنسية والأسترالية في أوائل كانون الثاني/يناير الفائت، أثناء إبحارهم عبر جنوب المحيط الهادئ. وبحسب التقارير المتواردة، فقد منحت السفينتان إذنا بالرسو في ريو دي جانيرو في 23 كانون الثاني/يناير الفائت. 

في كانون الأول/ديسمبر، قال قائد البحرية الإيراني الأدميرال شهرام إيراني، إن السفينتين الحربيتين اللتين غادرتا إيران في أيلول/سبتمبر 2022 سوف تبحران حول العالم لـ “إظهار سلطة الشعب الإيراني العزيز للعالم أجمع”، مضيفا بأن: “الوجود في البحار يعني القوة والسلطة”.  

على الرغم من أنها ليست سفينة قتالية، إلا أن “إيرينز مكران” هي أكبر سفينة حربية إيرانية، كذلك هو الحال بالنسبة لسفينة “القاعدة الإمامية” الوحيدة لدى إيران. وقال قائد البحرية الإيرانية السابق إنه يمكن لسطحها، الذي تم تحويله من ناقلة نفط في عام 2020، استيعاب ست إلى سبع طائرات هليكوبتر. 

الباحث ليوناردو كوتينيو في مقال على موقع “ناشونال إنترست”، ذكر أنه بعد تنصيب الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في البرازيل، أعلنت إيران أنها سترسل اثنتين من سفنها الحربية إلى الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية. وأعلنت وكالة الأنباء الحكومية الروسية “سبوتنيك” عن الحدث قبل يومين فقط من الموعد المقرر لوصول السفينتين.

قبل سبعة أيام من وصول السفن الإيرانية إلى ميناء ريو دي جانيرو، أرسل سلاح الجو الأميركي طائرة “WC-135R” إلى أميركا الجنوبية، بغرض تحديد العلامات الجوية للنشاط النووي.  إرسال مثل هذه الطائرة في مهمة غير مسبوقة لجمع قراءة أساسية لظروف الغلاف الجوي العادية في أمريكا الجنوبية يثير الدهشة. وأقلعت الطائرة من بورتوريكو وجمعت بيانات الغلاف الجوي قبالة سواحل فنزويلا، وجيانا، وسورينام، وجويانا الفرنسية، وجزء من البرازيل.

كما اجتازت الطائرة منطقة من الشمال حتى منطقة ريو دي جانيرو، حيث كان من المقرر أن ترسو السفن الحربية الإيرانية. ولم يقصد الجيش الأميركي أن تكون المهمة سرية، فقد كانت بيانات جهاز الإرسال والاستقبال للطائرة متاحة للجمهور عبر منصات مراقبة الطيران. وهنا ينوه كوتينيو بأنَّه قد يكون هذا المسح الإشعاعي فوق أميركا الجنوبية تحذيرًا لإيران ما خلق مشكلات لطهران. ومن الممكن أن يصبح رصد مستويات الإشعاع الطبيعي في المنطقة عائقًا، إذا كان لدى إيران خطط لاستخدام أميركا الجنوبية لإجراء التجارب النووية.

إيران تؤسس نموذج نفوذ خاص؟

الاستخبارات الدولية بين الفينة والأخرى تتبع تحركات جماعات “إرهابية” داخل دول أميركا اللاتينية ما فتح الطريق أمام المراقبة المستمرة لما يجري داخل أراضيها، خاصة بعد تأكدها من جمع عناصر “حزب الله” وإيران معلومات داخل المناطق ذات الأهمية بالنسبة إليهما. وتجزم الاستخبارات أيضا أن هذه التحركات قد تكثفت في أعقاب التدخل الروسي إلى الصراع الدائر في سوريا. لكن اللافت هو الكشف عن تنقل هذه العناصر بحرية تامة داخل دول أميركا اللاتينية بعد التثبت من حملها جوازات سفر بواسطة دول لاتينية مثل فنزويلا والإكوادور بمساعدة مباشرة من كوبا.

الخبير في السياسة الخارجية الإيرانية ومعلومات العمليات العسكرية، بيير بهلوي، أوضح لـ”الحل نت”، أنه بالإضافة إلى تورطها في تهريب الأسلحة والمخدرات، تشمل أنشطة إيران المشبوهة في أميركا اللاتينية أيضًا إنشاء شبكات استخبارات وعلاقات مع عناصر متطرفة في المنطقة. 

إذ تبين التقارير أن إيران تعمل بنشاط على تجنيد وتدريب الأفراد المرتبطين بـ “حزب الله” والحركات المتطرفة الأخرى لتعزيز أجندتهم. علاوة على ذلك، يُعتقد أن الحكومة الإيرانية متورطة بشكل مباشر في تمويل المنظمات السياسية والاجتماعية الإسلامية المتطرفة في المنطقة.

بالإضافة إلى أنشطة إيران و”حزب الله” الأخرى، هناك أيضا أدلة طبقا لحديث بهلوي، على أن الحكومة الفنزويلية سمحت للجماعتين بإقامة بنية تحتية عسكرية وسياسية في المنطقة.

التقارير تشير إلى أنهم تمكنوا من إقامة علاقات وثيقة مع الجيش الفنزويلي ، مما أدى إلى تواجد عملاء المخابرات الإيرانية وعناصر حزب الله في المنطقة. وهذا يثير المزيد من المخاوف بشأن نطاق عملياتهم في المنطقة وأنواع العمليات التي يقومون بها.

ثمة من يرى أيضا وفقا لتقارير الاستخبارات الأميركية بأن وزير الداخلية الفنزويلي آنذاك، ذا الأصول السورية طارق العيسمي، ساهم بشكل كبير في خلق شبكة لغسل الأموال لجماعات تابعة لإيران و”حزب الله”. حتى باتت هذه الجماعات تعبر العديد من القارات والدول لتصل إلى العراق وسوريا ولبنان، وفنزويلا وغيرها، الأمر الذي عزز من أواصر العلاقة التجارية وتبادل عمليات غسيل الأموال وتجارة المخدرات، وفقا لتقرير نشره موقع “ساسة بوست”.

تبعا لما ذكره بهلوي، فإن التقارير الأخيرة تشير إلى أن نشاط إيران داخل أميركا اللاتينية أصبح مقلقا بشكل متزايد. مع وجودها المرتفع في دول مثل فنزويلا وبوليفيا وحاليا البرازيل، ويبدو أن إيران مصممة على تعزيز نفوذها الإقليمي الذي قد يكون له تداعيات واسعة على المنطقة.

نشاط مفرط في أميركا اللاتينية

وجود إيران في أميركا اللاتينية يتجلى بعدة طرق. حيث تقدم الحكومة الإيرانية المساعدة في مجالات مثل المساعدة التكنولوجية، والمساعدة في التنقيب عن النفط واستغلاله، وتطوير البنية التحتية، والاستثمار الزراعي وشحن الأسلحة. تم تصميم هذا الشكل من الدعم مثل الاستثمار المباشر ونقل التكنولوجيا والتدريب التعليمي لتسهيل علاقة صحية بين إيران ودول المنطقة. 

على سبيل المثال، أنشأت إيران وجودا مهما في فنزويلا مع إعادة فتح سفارتها في كاراكاس في عام 2009 وسط الاضطرابات السياسية في البلاد في ذلك الوقت. وأعقب هذا التطور زيادة كبيرة في عدد المواطنين الإيرانيين الذين زاروا البلاد وارتفاع مماثل في استثمار رأس المال الاستثماري الإيراني في مشاريع البنية التحتية والطاقة.

نمو وجود إيران في أميركا اللاتينية تسبب في قلق كبير داخل المنطقة والمجتمع الدولي ككل بحسب حديث الصحفي المتابع للشؤون الإيرانية والمقيم في الولايات المتحدة، جمال الزعبي، لـ”الحل نت”. إذ إن هناك مخاوف من أن إيران تستخدم نفوذها في المنطقة لتعزيز أجنداتها الاقتصادية والنووية. فالشكوك تحوم حول أن أنشطة إيران تهدف إلى إضعاف نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، بينما يخشى البعض الآخر من أن إيران ربما تحاول إنشاء مسارات لتجارة الأسلحة والأموال غير المشروعة. وغني عن القول إن هذه الأنشطة تثير قلق الكثيرين في المنطقة، خاصة أنها تأتي وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

البصمة الإيرانية في المنطقة تهدد بأن يكون لها تداعيات جيوسياسية عميقة. هناك قلق حقيقي من أن أنشطة إيران هي في الواقع جزء من محاولة لإنشاء قوة مسلحة نوويا في أميركا اللاتينية. قد يؤدي ذلك إلى مزيد من عدم الاستقرار الإقليمي ويدفع لاعبين آخرين، مثل الولايات المتحدة، إلى القيام بدور أكثر نشاطا في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة. وبالفعل، تتخذ الولايات المتحدة خطوات لزيادة وجودها في أميركا اللاتينية في محاولة لمواجهة أنشطة إيران، وفقا للزعبي.

وجود إيران بشكل مكثف في أميركا اللاتينية بنظر الدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية اليمنية، محمد العدني، مثير للقلق. ويؤكد خلال حديثه لـ”الحل نت”، أنه يجب مراقبته عن كثب. إذ قد يؤدي ذلك إلى تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة وقد يؤدي إلى توترات إضافية بين الولايات المتحدة وإيران. مضيفا “يجب على المجتمع الدولي إيلاء اهتمام وثيق للوضع، واتخاذ خطوات للتخفيف من أي تهديد محتمل تشكله إيران في المنطقة”.

النشاط النووي ونموذج التأثير الإيراني

الأنشطة النووية بالقرب من واشنطن العاصمة أثارت مخاوف من التوسع الإيراني وتسببت في الذعر خصوصا بين المشرعين والمواطنين على حد سواء. فعلى بعد ما يزيد قليلا عن 350 ميلا من العاصمة الأميركية، يعتقد أن  إيران باتت تمتلك العديد من القوى النووية، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة التوترات.

لطالما كان المجتمع الدولي قلق بشأن طموحات إيران النووية، ويرجع ذلك أساسا إلى رفضها المستمر للتعاون مع مفتشية الأمم المتحدة النووية ورفضها الالتزام بالبروتوكولات المنصوص عليها في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لعام 1970. فحاليا تمتلك إيران عدة محطات نووية على طول حدودها الشرقية، فضلا عن العديد من مراكز البحث والاختبار المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.

إن قرب إيران من واشنطن العاصمة باعتقاد العدني سيثير قلق الحكومة الأميركية بشكل خاص، لأن أي تطوير للأسلحة النووية يحدث هناك يمكن أن يصل بسهولة إلى مبنى “الكابيتول” الأميركي. لذلك سابقا وردا على التهديدات السابقة، نفّذ “الكونجرس” الأميركي عقوبات اقتصادية إضافية ضد إيران وعزز الأمن في المنشآت الدبلوماسية الأميركية في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، انخرطت حكومة الولايات المتحدة وأعضاء آخرون في المجتمع الدولي في مفاوضات مع إيران للحد من أنشطتها النووية وفرض قيود على انتشار الطاقة الذرية في المنطقة. تم تصميم هذه الاتفاقيات لتقليل التوترات والمساعدة في خلق بيئة أكثر أمانا بالقرب من واشنطن العاصمة. لكن بحسب الزعبي تم انتهاك العديد من هذه الاتفاقيات، وحتى الآن، لا تظهر إيران أي علامات على التراجع عن طموحاتها النووية.

على الرغم من الجهود المستمرة لوقف الطاقة النووية في المنطقة، فإن الواقع هو أنه لم يتم إحراز أي تقدم حقيقي في إجبار إيران على احترام الأنظمة الدولية. وقد تسبب هذا في قدر كبير من القلق في واشنطن والمنطقة المحيطة بها، وأصبح يخشى بشكل متزايد من هجوم صاروخي أو نووي محتمل.

خيارات واشنطن للتعامل مع إيران في أميركا الجنوبية

الولايات المتحدة الأميركية شاركت في برامج ومبادرات مختلفة لضمان أن يكون وجودها وتأثيرها محسوسا في أجزاء مختلفة من العالم. يتركز هذا الاهتمام في المقام الأول على الشرق الأوسط. وبشكل أكثر تحديدا، هناك تركيز متزايد على إيران نظرا لوجودها المتزايد في أميركا الجنوبية.

نتيجة لذلك، يؤكد بهلوي أن على الولايات المتحدة تنفيذ استراتيجيات مختلفة كالسابقة من أجل ضمان عدم تمكن إيران من تأسيس موطئ قدم ثابت في هذه المنطقة الحساسة من العالم.

الاستراتيجية الأولى هي استخدام العقوبات الاقتصادية والضغط. حيث يجب على واشنطن فرض عقوبات على المؤسسات والشركات المالية الإيرانية من أجل حرمانها من الوصول إلى الأموال التي قد تحتاجها للعمل في أميركا الجنوبية، فضلا عن انخراط واشنطن بطريقة موازية في عزل إيران من خلال الضغط سياسيا على دول أميركا اللاتينية لعدم التعامل مع طهران وزيادة الحد من قدرة إيران على التأثير على أميركا الجنوبية.

الاستراتيجية الثانية عبر تعزيز الوجود العسكري لواشنطن في المنطقة. مع أن البحرية الأميركية تتواجد في المنطقة منذ سنوات، إلا إن تعزيز وجودها حاليا هو مطلوب من أجل مواجهة أي تهديد محتمل تشكله إيران، وذلك عبر زيارات روتينية إلى الموانئ، وإجراء التدريبات، والمشاركة في أنشطة أخرى لإثبات الوجود الأميركي في المنطقة.

أما الخيار الثالث هو زيادة المشاركة في السياسة الإقليمية. من خلال زيادة واشنطن من مشاركتها في النزاعات الإقليمية، مثل النزاعات الحدودية القائمة بين كولومبيا وفنزويلا والإكوادور. وهذا يؤدي إلى تحسين الاستقرار الإقليمي، ويسمح للولايات المتحدة ببناء علاقات دبلوماسية أوثق وأكثر موثوقية مع دول المنطقة.

أخيرا، على واشنطن المحاولة في بناء علاقات تجارية أفضل مع دول المنطقة، على أمل تحسين الظروف الاقتصادية في أميركا الجنوبية والحد من نفوذ إيران. الاتفاقات التجارية بين واشنطن والمكسيك وكولومبيا، على سبيل المثال، كانت مفيدة لكلا البلدين وأضعفت سابقا محاولات إيران لتوسيع نفوذها في المنطقة.

بشكل عام، أصبح وجود إيران و”حزب الله” في أميركا اللاتينية مقلقا بشكل متزايد بسبب الحجم الهائل لأنشطتهما. ويشكل تورطهم في تجارة الأسلحة غير المشروعة وعلاقاتهم بالجماعات والمنظمات المتطرفة مصدر قلق خاص، لأنه يشير إلى أنهم يحاولون متابعة أجندتهم الجيوسياسية في المنطقة. وهذا ليس فقط تهديدا لاستقرار دول أميركا اللاتينية، ولكن أيضا للأمن القومي للولايات المتحدة ودول المنطقة. لذلك، من الضروري أن يتخذ المجتمع الدولي الخطوات اللازمة لمعارضة وتعطيل أنشطة هاتين المنظمتين في المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.