في ظل الفوضى التي تعاني منها أسعار مختلف السلع والخدمات في سوريا، تشهد الأسواق السورية تخبطا في أسعار التبغ والدخان المصنع محليا، إذ يشتكي السوريون من الغلاء المستمر في أسعار علب السجائر، فضلا عن الغش في محتوياتها وسط غياب الرقابة الحكومية.
انخفاض قيمة العملة المحلية، أثر بشكل مباشر على الدخان المستورد، هذا فضلا عن ارتفاع الدخان المصنع محليا نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، حيث أفاد تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، بوصول سعر “باكيت الحمراء الطويلة” إلى 4000 ليرة سورية، بعد أن كان سعره لا يتجاوز 3300 قبل أسابيع.
غلاء وسوء في التصنيع
علاوة على غلاء الأسعار، أكد تقرير الموقع المحلي ورود شكاوى من المواطنين، حول سوء جودة تصنيع التبغ المحلي، إذ غالبا ما يشتكي الزبائن من “السجائر الفارغة ونقص عدد السجائر، فأحيانا تحتوي العبوة على 18 سيجارة بدلا من 20، إضافة إلى سوء في لصق الفلتر”.
الزيادة في الأسعار شملت كذلك علب السجائر المستوردة، وتراوحت بين 200 إلى 1000 ليرة، حسب النوع، وجاءت الزيادة بقرار من موزعي الجملة، سواء للتبغ المعروف المصدر أو المهرب، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الصرف في السوق السوداء، علما أن التبغ المصنع من قبل المؤسسة العامة لصناعة التبغ لا يرتبط بسعر الصرف كونه من مصدر رسمي ولم تعدل أسعاره من قبل المؤسسة حتى الآن.
نتيجة ارتفاع أسعار التبغ سواء المصنع محليا أو المهرب وحتى المستورد بشكل نظامي، اتجهت نسبة كبيرة من المدخنين مؤخرا إلى “الدخان اللف” الذي يزيد الإقبال عليه، كلما انحدرت قيمة الليرة السورية بحسب أحد الباعة.
سعر كيلو النوع الجيد من التبغ الفرط وصل مؤخرا إلى 70 ألف ليرة، وهو يكفي لمدة تصل تقريبا إلى 6 أسابيع، لمدخن طبيعي غير شره، بمعدل 20 إلى 30 سيجارة في اليوم، بينما يحتاج من يدخن “حمراء طويلة” يوميا بمعدل علبة واحدة فقط، إلى 70 ألف ليرة كل عشرين يوم، و100 ألف ليرة كل شهر.
“تكلفة التدخين براتب”
في حال كان الموظف الحكومي يدخن أرخص نوع دخان وفق التسعيرة الجديدة بمعدل علبة في اليوم سيكون بحاجة 66 ألف ليرة شهريا، ولن يبقى من راتبه أكثر من 50 ألف ليرة، أي أنه سينفق أكثر من نصف راتبه فقط على السجائر، بينما لو كان من مدخني الحمراء الطويلة وحصل عليها وفق النشرة الرسمية، سيكون بحاجة 90 ألف ليرة.
قد يهمك: ما حقيقة وفاة الممثل محمد قنوع نتيجة خطأ طبي في دمشق؟
“لو نحرق المصاري وندخنها أرخص” قال أحمد مستو وهو سائق سيارة أجرة يعمل في دمشق، متحدثا عن الغلاء المستمر في علب السجائر بمختلف أنواعها، مؤكدا أن التدخين تحول إلى عبئ مادي ثقيل منذ سنوات.
مستو أضاف في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “كل فترة أقوم بتغيير نوع الدخان وعلبة السجائر بسبب الغلاء، وبسبب طبيعة عملي لا أستطيع شراء دخان اللف، خاصة وأنه هو الآخر أصبحت أسعاره خيالية وطعمه رديء جدا، خاصة في ظل غياب الرقابة على إنتاج هذه الأنواع من التبغ”.
رئيس “الاتحاد المهني لعمال الصناعات الغذائية والتبغ” ياسين صهيوني، كشف عن إنتاج ما قيمته أكثر من 241 مليار ليرة من التبغ من المؤسسة العامة للتبغ، وبين صهيوني في تصريح لصحيفة “الوطن” المحلية، أن الخطة الإنتاجية للمؤسسة قدرت لكامل عام 2022 بـ8000 طن قيمتها 232.499 مليار ليرة.
في المجال الزراعي بدأت المؤسسة بشراء محصول التبغ من المزارعين للموسم الحالي 2022-2023 في فرع المنطقة الساحلية، مع الإشارة إلى أنه يتم نقل محصول التبغ إلى المستودعات في سيارات المؤسسة وعلى نفقتها وذلك لتخفيف الأعباء المالية على المزارعين، وقد بلغت كمية التبوغ المشتاة من المزارعين حتى تاريخ 20/12/2022 نحو 1888 طنا قيمتها 10 مليارات ل.س بوسطي سعر شراء قدره 5200 ليرة للكيلو الواحد.
عن وضع العمال في المؤسسة أوضح صهيوني أن عدد العاملين في المؤسسة بلغ 9652 عاملا، كما تم تعيين 161 من مسرحي الجيش والقوات المسلحة من الفئتين الأولى والثانية إضافة إلى تعيين 130 مسرحا من الفئة الثالثة و156 مسرحا من الفئة الخامسة.
الحكومة في دمشق تبدو عاجزة عن السيطرة على الأزمات الاقتصادية المختلفة، ولو كان بيدها أدوات اقتصادية حقيقية، لحاولت الحفاظ على قيمة العملة المحلية من الانهيار، وبالتالي أوقفت الزيادات الخيالية في أسعار السلع والخدمات، التي لم يعد المواطن يتحملها، وكان هذا الخيار الأفضل من ترك الاقتصاد ينهار ومن ثم اللجوء إلى رفع الرواتب 20 و30 بالمئة.
- “لجأ إلى الخداع” قبل هروبه.. تفاصيل الساعات الأخيرة للأسد في دمشق
- وسط ترقب من أهالي المعتقلين.. توسيع دائرة البحث عن معتقلات سرية في سوريا
- “صديق” و”تكويع”.. مصطلحات انتشرت عربياً بعد سقوط الأسد
- لغز أموال “نظام الأسد” المجمدة في الخارج.. ما مصيرها؟
- عودة اللاجئين السوريين.. كيف ستنعكس على اقتصادات الدول المجاورة؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.