طبق الزيت والزعتر، كان في السابق من أشهر الأكلات الشعبية التي يعتمد عليها أصحاب الدخل المحدود خاصة على مائدة الفطور، لكن الغلاء غير المنطقي و”الفاحش” في مادة الزيت، قد يحرم شريحة واسعة من العائلات هذه الأكلة خلال الفترة القادمة.

فأسعار زيت الزيتون في سوريا، باتت تشكل عبئا ثقيلا على السوريين نتيجة الارتفاعات المتكررة في أسعاره مؤخرا، وعدم قدرة العائلات على الاستغناء عن هذه المادة كونها المكون الأساسي لمعظم وجباتهم اليومية بعدما أصبحت اللحوم بعيدا عن متناول معظم السوريين منذ سنوات.

خلال أشهر قليلة فقط قفزت أسعار زيت الزيتون بنسبة تجاوزت 500 بالمئة، الأمر الذي يطرح التساؤلات حول أسباب هذا الارتفاع، الذي تجاوزت نسبته نسبة الارتفاع بباقي المواد الغذائية في الأسواق السورية، وقد سجلت عبوة زيت الزيتون التي تحوي 16 كيلو غرام نحو مليون ومئتي ألف ليرة سورية.

طبق الزيت والزعتر مهدد

“حتى الزيت والزعتر رح ننحرم منه” تقول هبة الآغا وهي أم في عائلة مكونة من خمسة أفراد، مؤكدة أن أسعار زيت الزيتون جعلت من المادة بعيدة عن قدرة عائلتها على الشراء، هذا فضلا عن الارتفاع العام الذي شهدته جميع المواد الغذائية مؤخرا.

الآغا، قالت خلال اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “ما زلت حتى الآن أستخدم من الزيت الذي اشتريناه العام الماضي، كانت وقتها العبوة بسعر 130 ألف ليرة، الآن الأسعار تضاعفت عدة مرات، الكيلو اقترب من مئة ألف ليرة، حتى أكلة الزيت والزعتر التي كانت تعتبر أكلة الدراويش، أصبح وجودها مهدد”.

من المواد الأساسية التي يتم استهلاكها بشكل أساسي في المنازل السورية وشهدت ارتفاعات متتالية خلال الفترة الماضية، زيت الزيتون الذي أصبح استهلاكه يشكل عبئا ثقيلا على العائلات السورية، الا أنها لم تتجه إلى الاستغناء عن هذه المادة، كونها مكون رئيسي في العديد من وجباتهم اليومية، خاصة وأنهم استغنوا عن مواد كثيرة في السابق واستبدلوها بزيت الزيتون.

فئة واسعة من الأشخاص في سوريا، تحولوا من شراء العبوات الكبير إلى شراء كميات محدودة من الزيت تكفي تحضير طبخة أو طبختين، وهذه الكميات عادة لا تتجاوز 100 غرام، ويعزي كثيرون سبب هذا الارتفاع إلى نشاط التجار في جمع المادة من المعاصر وتصديرها بعد أن سمحت الحكومة بذلك، بحيث أصبح الطلب أكثر من العرض بكثير إضافة إلى استغلال هذا الارتفاع لاحتكار المادة.

زيت الزيتون، يُعتبر من أبرز المواد الأساسية الموجودة في كل منزل، وهو يُستخدم في تحضير معظم الطبخات السورية، كما يدخل في العديد من الأطباق التي يتم تحضيرها على الفطور، كالزيت والزعتر واللبنة والمكدوس، ويستخدم في العديد من الوجبات الأخرى، لذلك فإن ارتفاع أسعاره لم تدفع العائلات إلى العزوف عن شرائه.

“كل شي غالي”

أمّا عن مادة الزعتر التي توصف بأنها “قوت الفقراء” بسبب انخفاض ثمنها، فقد وصل سعر الكيلو منه في أسواق حلب إلى 30 ألف ليرة سورية للنوع الأول و 22 ألف ليرة للنوع التجاري، كذلك شمل ارتفاع الأسعار زيت الزيتون، الذي وصل سعر العبوة منه نحو 600 ألف ليرة سورية وتحوي 16 كيلو جرام.

في مدينة حلب تنتشر العديد من أصناف الزعتر، وذلك بحسب خلطة المواد الداخلة في تصنيعه، حيث تختلف أسعار كل خلطة عن أخرى، ويتراوح سعر الكيلو حاليا بين 25 إلى 35 ألف ليرة، بحسب نوع الخلطة التي يتكون منها.

بحسب مصادر محلية فإن أسعار المواد الداخلة في خلطة الزعتر ارفعت هي الأخرى خلال الفترة الماضية، حيث وصل سعر كيلو السمسم إلى 30 ألف ليرة، والزعتر الأخضر 25 ألف للكيلو، والسماق وصل إلى 25 ألف للكيلو، والشمرة واليانسون 20 ألف، والكزبرة 16 ألف، والكمون بلغ 45 ألف، والقضامة 15ألف والبزر المحمص 30 ألف، والحنطة المحمصة 5 آلاف، فضلا عن ارتفاع تكاليف حوامل الطاقة وأجور العمال وغيرها. 

قد يهمك: سوريا أصبحت “دولة مستوردة للغذاء“.. الحرب ليست السبب الوحيد والرئيسي

بحسب تقارير متخصصة فإن رواتب العاملين والموظفين في سوريا الثابتة منذ بداية العام الجاري، فقدت نحو 35 بالمئة من قيمتها منذ مطلع العام، حيث واصلت أسعار السلع والخدمات في البلاد ارتفاعها، أم ردود أفعال الحكومة فاقتصرت على اقتراح خطط تتعلق بزيادة الرواتب دون إقرارها حتى الآن.

هزالة الأجور السورية وصلت إلى حدّ تهديد الأمن الغذائي بالنسبة للعاملين، خاصة أولئك الموظفين في القطاع الحكومي، الذين أصبحوا غير قادرين على تحمّل تكاليف الغذاء بمختلف أنواعه، بعد أن خرجت العديد من المواد من قائمة مشترياتهم لا سيما اللحوم والمكسرات وبعض أنواع الفواكه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات