في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يعيشها السوريون، وانعدام قدرتهم الشرائية أمام ارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد، تنتشر ظواهر مثل التسول والسرقة لتزيد من معاناتهم، حيث أصبحت تلك الظواهر معتادة في الشوارع السورية خلال الأشهر الماضية.

“السوري المنتوف يسرق مثيله في الشوارع” بهذه الجملة عبّر البعض عن الحال الذي وصلت إليه البلاد مؤخرا، حيث اشتكى مواطنون من انتشار ظاهرة السرقة مؤخرا باستخدام الدراجات النارية في الشوارع، في وقت لا يملك المواطن السوري بالأصل ما يمكن أن يُسرق منه هذه الأيام، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية.

تقرير لمجلة “سالب وموجب” تحدث عن مشكلة جديدة أصبحت تواجه السوريين من جراء انتشار الدراجات النارية في الشوارع، لما تسببه من إزعاج للمارة فضلا عن الضجيج الذي تحدثه، حيث أصبحت مصدر إزعاج إضافي بالنسبة لمعظم المواطنين.

حوادث سرقة

وفضلا عن كونها مصدر إزعاج وضجيج، فإن الدراجات النارية أصبحت تُستخدم في حوادث السرقة لا سيما في أوقات المساء، حيث تصبح حركة السيارات محدودة والشوارع شبه خالية، فيستخدمها السارقون لسرقة الحقائب والموبايلات وغيرها من الأشياء التي يحملها الأهالي خلال تجوّلهم في الشوارع.

تقرير المجلة، تطرّق للحديث عن تعرّض رئيس تحريرها لمحاولتي سرقة خلال ربع ساعة من قبل شبان يستخدمون الدراجات النارية، حيث وجه الأخير دعوة إلى وزير الداخلية في الحكومة، لمنع الدراجات النارية من التّجول في الشوارع بعدما أصبحت مصدر إزعاج وقلق للمارة.

التقرير نقل عن رئيس تحرير المجلة قوله، “أعتقد أن الموضوع أصبح أكبر من عملية نشل، بل تخطاه لنصبح أمام عصابات منظّمة مستعدة لارتكاب جرائم من أجل السرقات والنشل، وهذا ما تعرضتُ له عند محاولة النشل الثانية، حيث تلقيتُ ضربة بكعب سكين حادة أصابتني في إحدى وجنتي”.

بحسب ما أورد التقرير، فإن قسم شرطة القنوات في العاصمة دمشق، ألقى القبض على عدة أشخاص يستخدمون الدراجات النارية، في عمليات السلب والسرقة في شوارع المدينة، وطالب بإصدار تعميم يمنع تحرك الدراجات النارية داخل المدن بشكل نهائي، أو على أقل تقدير في ساعات المساء.

قد يهمك: التعتيم الإعلامي.. لماذا تتعمد دمشق تجاهل الحراك في السويداء؟

الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، لها الدور الأبرز ربما في انتشار حوادث السرقة في البلاد، في ظل انعدام فرص العمل أمام الشباب وضعف الأجور في مواجهة متوسط تكاليف المعيشة، فضلا عن عجز الجهات الحكومية عن ضبط الأمن والاستقرار في شوارع المدن السورية.

ظاهرة التسول

قبل ظاهرة السرقة، تسببت الأوضاع المعيشية المتدهورة، في انتشار ظاهرة التسول في الشوارع السورية، حيث باتت ظاهرة منتشرة في عدد من مدن البلاد خلال السنوات الماضية، وقد زادت معدلات التسول في العاصمة دمشق بحسب ما رصدت وسائل إعلام محلية، الأمر الذي دفع بعض المختصين إلى إطلاق ناقوس الخطر بسبب الأسباب التي دفعت شريحة واسعة من الأشخاص للاتجاه إلى التسول بحثا عن مصدر رزق.

في العاصمة دمشق لا يكاد يخلو ركن من شوارع المدينة، إلا وينتشر فيه المتسولون، واللافت في الأمر أن معظم المتسولين هم من المراهقين والأطفال، حيث تحدثت تقارير عن وجود تنظيم لعمل المستولين لا سيما الأطفال منهم، وسط غياب شبه كامل للسلطات عن ملاحقة المنظّمينَ لهذه العمليات.

مديرية الخدمات الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، كانت قد أصدرت قرارا في منتصف آذار/مارس 2021 القاضي بخطوات العمل والأدوار الجديدة المعتمدة لمعالجة ظاهرة التسول والتشرد بتكليف قيادات الشرطة في كل محافظة لضبط المتسولينَ والمشردينَ بالتعاون بين الشرطة والشرطة السياحية.

 كما عمدت المديرية إلى تخصيص خطوط ساخنة للتواصل مع الشرطة (غرف العمليات) للإبلاغ عن أي حالة تسوّل أو تشرّد ومكان وجودها مع اتباع الإجراءات التالية، الرصد والإبلاغ، الضبط، الإحالة والمعالجة القضائية، وأن يقوم مكتب مكافحة التسول بإجراءات عرض الحالات على المحامين العامين ليقوموا بدورهم بالإجراءات اللازمة لإحالتهم إلى دور الرعاية المعتمدة، مع اتخاذ العقوبات اللازمة.

الأوضاع الاقتصادية في سوريا، تشهد تدهورا متزايدا خلال الأشهر الماضية، مع وصول سعر الدولار الأميركي في البلاد إلى نحو 15 ألف ليرة سورية للدولار الواحد، فضلا عن ارتفاع معدلات التضخم وبالتالي ارتفاع أسعار مختلف السلع والخدمات تزامنا مع ضعف الأجور والرواتب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
5 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات