مع استمرار الاحتجاجات في محافظة السويداء للأسبوع الثالث على التوالي، ضد السياسات الحكومية والمطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، تتعمد وسائل الإعلام الرسمية تجاهل الحراك في المحافظة بشكل كامل عن نشراتها الإخبارية وتقاريرها المكتوبة.

تجاهل وسائل الإعلام الرسمية للحراك في السويداء، يطرح العديد من التساؤلات أبرزها تتعلق بمدى اهتمام السلطة السورية بمطالب المحتجين، فهل تتجه الحكومة لعدم الاكتراث إلى مطالب المحتجين التي ينادي بها قسم واسع من أهالي السويداء خلال الأسابيع القليلة الماضية.

على وسائل الإعلام الرسمي غاب اسم السويداء خلال الأيام الماضية، وخلت صفحات أبرز الصحف الرسمية بينها “الوطن” و”تشرين” من اسم السويداء، أو أية خبر يتحدث عن الاحتجاجات والمظاهرات التي لا تتوقف بشكل يومي منذ السادس عشر من شهر آب/أغسطس الماضي.

السويداء في الصحف الرسمية

اسم “السويداء” حضر لمرة واحد فقط على صحيفة “تشرين” المحلية، لكن بدون أي ذكر للمظاهرات أو الحراك ضد الحكومة السورية، حيث تحدثت صحيفة “تشرين” في تقرير نشرته الأربعاء، عن ضغط كبير يشهده الفرع الوحيد لشركة “تكامل” الموكلة بإصدار البطاقات الذكية لافتة إلى “الإرهاق الجسدي للمراجعين، وخاصة لكبار السّن والنساء منهم من جراء وقوفهم لساعات طويلة على باب المركز للحصول على البطاقة الإلكترونية أو إجراء تعديل على البيانات”.

الصحيفة أشارت إلى أن الضغط الحاصل على المركز “دفع مواطني المحافظة للمطالبة بضرورة إحداث مركزين آخرين في كلٍّ من مدينتي شهبا وصلخد، لكون إبقاء العمل محصورا بمركز واحد، أرغم مئات المراجعين من أهالي السويداء، على الذهاب أكثر من مرة من وإلى المركز للحصول على البطاقات الإلكترونية، أو لاستكمال بياناتهم الشخصية عليها”.

أما صحيفة “الوطن” المحلية، فغاب اسم السويداء عنها حتى صباح اليوم الخميس، حيث أوردت تقريرا يتحدث عن “استعادة السويداء لعافيتها وحياتها الطبيعية”، لكن المتابع للصحيفة قد لا يعلم أصلا لماذا تستعيد السويداء عافيتها، حيث لم تورد الصحيفة أي خبر عن حراك أو توتر في المدينة خلال الأيام الماضية.

قد يهمك: فاتورة بنحو مليونين ونصف.. من يزور المطاعم الفخمة في سوريا؟

بهذا يكون الحراك في السويداء قد غاب عن أي تغطية إعلامية من قبل وسائل الإعلام الرسمية، بشكل مصوّر أو حتى مكتوب، باستثناء بعض مقالات الرأي التي يتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتتحدث عن وجود مؤامرة أو نوايا انفصال لدى المحتجين، وغالبا ما يكون محتوى هذه المقالات قائم على مهاجمة المتظاهرين واتهامهم بالعمالة للخارج.

تجاهل متعمد

هذا التجاهل من قبل وسائل الإعلام الرسمية، بالتأكيد هو مقصود من قبل السلطة، وقد يعني بحسب محللين، أن القيادة المركزية في دمشق، لا تلقي بالا أبدا لمطالب المحتجين، وبالتالي لا يوجد هناك أي توجه حكومي للاستماع إلى مطالب الأهالي ومعالجتها.

الاحتجاجات في السويداء دخلت أسبوعها الثالث، وبدأت تأخذ صدى واسع بين المنظمات الدولية، حيث قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأمم المتحدة “تتابع بقلق” ما يجري من احتجاجات في السويداء ودرعا، مشيرا إلى أنه من المهم “السماح للناس في أي مكان بالتظاهر بحرية وسلمية بما يتماشى مع حقوقهم”.

من جانبها بدأت الصحف العالمية بالاهتمام أكثر ورصد الاحتجاجات الدائرة منذ نحو أسبوعين في محافظة السويداء، معتبرة أن “الاستياء من الأسد لايزال عاليا في سوريا”، وبأن هذه الاحتجاجات “ستزيد من صعوبة خروجه من العزلة الدولية”.

صفحات محلية بثّت خلال الساعات الاخيرة تسجيلات مصورة، تظهر تنظيم مظاهرات مسائية في عدد من قرى وبلدات المحافظة، كذلك تجمّع عشرات المحتجين في ساحة “الكرامة” الأربعاء، مطالبين برحيل الرئيس السوري، كما رفعوا لافتات تندد بفساد الحكومة وعجزها عن التعامل مع الأزمة الاقتصادية في البلاد.

تزامنا مع استمرار التظاهرات ضد السلطة، فقد أفادت شبكات محلية منها “السويداء 24″، بإخلاء قوات الأمن والجيش السوري حواجزها العسكرية في بعض مناطق المحافظة، وبحسب المصادر فإن الإخلاء شمل حواجز في قرية الرحى شرقي المحافظة، وثكنات على طريق السويداء صلخد جنوب المحافظة، ولم تُعرف حتى اللحظة الأسباب التي تقف وراء هذا الإخلاء.

هذا الاستمرار في عليات التظاهر، ما يزال حتى الآن منحصرا في محافظة السويداء، فعلى الرغم من مشاركة بعض المناطق كدرعا وجبلة في أول أيام الدعوات للتظاهر، إلا أن زخم الاحتجاجات تراجع كثيرا في هذه المناطق، واستمرت السويداء وحدها في هذا المنحى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات