الفواكه الاستوائية.. لماذا ازداد الإقبال عليها رغم غلاء الأسعار في سوريا؟

في ظل الارتفاع بتكاليف الزراعة في سوريا، تشهد الأسواق السورية إقبالا مفاجئا على الفواكه الاستوائية وذلك على الرغم من الارتفاع الكبير في أسعارها، فهناك فئة يدفعها الفضول لتجربة هذه الفواكه عَبر شرائها بالحبة، وأخرى هي الطبقة الغنية التي تستهلكها بشكل دوري.

خلال السنوات الماضية، كان هناك إقبال على زراعة هذا النوع من الفواكه، وذلك بسبب العائد الجيدة التي تعود بها على المزارع، مقارنة بزراعة الخضار والفواكه المحلية، إذ إن ارتفاع تكاليف الزراعة، جعلت من المزارع غالبا الطرف الخاسر، في ظل غياب الدعم الحكومي لعمليات الإنتاج.

تقرير لموقع “بي تو بي” المحلي، أكد أن الفواكه الاستوائية أصبحت منتشرة بشكل واسع في الأسواق السورية، ومعظم زبائنها من الطبقة الغنية، حيث أن متوسط سعرها يصل إلى 150 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، وتتوفر في معظم متاجر بيع الخضار والفواكه.

متوفرة في الأسواق

من بين هذه الفواكه وأشهرها “الأفوكادو” الذي يتراوح سعره بين 20 إلى 35 ألف ليرة سورية حسب الصنف والجودة، في حين يبلغ سعر كيلو الكيوي 35 ألف ليرة بدمشق، أما المانجا فسعرها يتدرج للكيلو الواحد بين 35 إلى 50 ألف، وحبة الدراغون فروت الواحدة تتراوح بين 10 إلى 15 ألف والكيلو بـ 150 ألف.

بحسب تقرير الموقع المحلي، فإن فضول التجربة يدفع معظم السوريين إلى تجربة بعض الأنواع التي تُعتبر جديدة على الأسواق السورية، لذلك فإن المتاجر تبيع العديد من الأصناف بـ”الحبة”، ويشتريها الأهالي بدافع التجربة فقط، حيث أن استهلاكها يُعتبر مكلف جدا مقارنة بالأصناف المحلية.

مؤخرا سجلت مناطق الساحل السوري، إقبالا واسعا على زراعة الفواكه الاستوائية، حيث تُعد أسعارها مرتفعة، بسبب صفتها الاستوائية، وأيضاً لأجور النقل الكبيرة بين الساحل ودمشق، حيث ازدادت أجور النقل 100 بالمئة بعد رفع أسعار المحروقات.

الخضار والفواكه كانت من بين المواد الأكثر تأثّرا بالانهيار الاقتصادي خلال الأسابيع الماضية، وذلك نتيجة تأثّرها بارتفاع المحروقات، خاصة وأن الخضار والفواكه تتعرض للنقل كثيرا من مكان إلى آخر، ما يعني أن المواد النفطية مساهمة بتكاليفها بشكل رئيسي.

الأسعار في الأسواق

بحسب تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، فقد وصل سعر مبيع كيلو الثوم الصيني إلى أكثر من 30 ألف ليرة سورية، وتراوح سعر كيلو البطاطا بين 3500 و4500 ليرة، والبندورة بين 3000 و3500 ليرة، إضافة للبصل الذي تراوح سعر الكيلو منه بين 2500 و 3500 ليرة ناهيك عن الفواكه بمختلف أنواعها التي تجاوزت أسعارها التوقعات وباتت بمعظمها فوق 10 آلاف للكيلو الواحد.

قد يهمك: خطوات قادمة لتضييق الفجوة بين الدخل والأسعار.. إصرار حكومي على خداع السوريين؟

كذلك سجلت الفواكه مؤخرا أسعار مرتفعة متأثرة بانهيار قيمة العملة المحلية، حيث بلغ سعر كيلو العنب نخب أول 10 آلاف ليرة سورية، والنخب المقبول المتوسط مبلغ 8 آلاف للكيلو الواحد، أما التين سعر الكيلو الواحد منه بلغ 12 ألف، والإجاص والدراق 8 آلاف، أما الخوخ 4 آلاف.

حول العوامل التي أثّرت بشكل كبير على أسعار الخضار والفواكه، بيّن عضو لجنة تجار ومصدّري الخُضر والفواكه بدمشق موفق الطيار، أن ارتفاع أجور النقل بعد صدور قرار رفع أسعار المحروقات كان من أبرز العوامل التي ساهمت بارتفاع أسعار الخُضر والفواكه في السوق مؤخرا.

الطيار أكد انخفاض معدلات استهلاك الفواكه هذا الموسم في سوريا بشكل كبير نتيجة ارتفاع الأسعار، حيث انخفض الاستهلاك بنسبة 50 بالمئة مقارنة بالموسم الماضي، فضلا عن انخفاض حركة مبيعها بشكل واضح في السوق، حسب قوله.

زيادة الرواتب والأجور كانت بمثابة قنبلة فجّرت أسعار السلع والخدمات خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ إن الزيادة بنسبة مئة بالمئة على الرواتب، كانت انعكاساتها مضاعفة على الأسواق، حيث شهدت معظم السلع ارتفاعا وصل إلى 200 و300 بالمئة، فضلا عن القرارات الحكومية الخاصة برفع الدعم عن بعض المواد الأساسية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات