إسرائيل تستخدم “القوة غير المتناسبة” عمدًا في غزة لردع إيران.. وثيقة سرّية تكشف الخطة

يتعمد الجيش الإسرائيلي ومن خلفه حكومته استخدام “القوة غير المتناسبة” ضد المدنيين الفلسطينيين خلال هجومه المستمر على قطاع غزة المحاصر؛ في محاولة لاستعراض ما يسمى “قوته العسكرية” أمام إيران وجماعات “المقاومة” التابعة لإيران.

وجاء هذا الكشف في تسريب مذكّرةٍ  سرّية من السفارة الهولندية في تل أبيب، بعد تحليلٍ كامل أجراه الملحق العسكري الهولندي للاستراتيجية العسكرية للجيش الإسرائيلي في غزة، والتي أودت حتى الآن بحياة الآلاف من الفلسطينيين، بما في ذلك النساء والرجال والأطفال.

هدف عسكري

نقلت صحيفة “إن آر سي” الهولندية عن الملحق العسكري قوله، إن الجيش الإسرائيلي يستخدم القوة المميتة في محاولة للحدّ من خسائره واستعراض قوة عسكرية موثوقة ليُظهر لإيران ووكلائها أنهم لن يتوقفوا عند أي شيء.

مركبة قتال مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي تعود إلى منطقة الحدود مع غزة في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023. (تصوير كريستوفر فورلونج / غيتي)

وشدّد الدبلوماسي الهولندي على أن الحكومة الإسرائيلية لديها نيّة التسبب عمدا في إحداث دمار واسع النطاق للبنية التحتية والمراكز المدنية في غزة، من خلال استهداف المنازل والجسور والطرق، والتسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين، وهو ما يفسّر ارتفاع عدد القتلى بين الفلسطينيين.

علاوة على ذلك، قالت المذكّرة، إن النهج الإسرائيلي ينتهك المعاهدات الدولية وقوانين الحرب، ويزيد من فرصة التصعيد الإقليمي.

كما لفت الملحق العسكري بالسفارة الهولندية أيضا، إلى أن إسرائيل تحاول القضاء بشكل كامل على تهديد حركة “المقاومة الفلسطينية” (حماس) بسبب دعمها المباشر من إيران، لكنه وصف ذلك بأنه هدف عسكري يكاد يكون من المستحيل تحقيقه، واقعيا.

ما قصة انتشار نخبة “حزب الله” و”الحرس الثوري”؟

يأتي قرار إسرائيل، بعد التهديدات التي أطلقتها طهران ووكلائها في منطقة الشرق الأوسط، بالمشاركة في الحرب على مبدأ “وحدة الساحات” الذي روّجت له إيران منذ عام 2015 واستقطبت “حماس” في غزة تحت عباءتها.

جنود الجيش الإسرائيلي يعودون بعد البحث عن رفات بشرية في أعقاب هجوم 7 أكتوبر الذي نفذه مسلحون فلسطينيون من قطاع غزة، بالقرب من موقع على طول الحدود مع جنوب إسرائيل في 14 نوفمبر، 2023. (تصوير: مناحيم كاهانا/ وكالة الصحافة الفرنسية)

على سبيل المثال وما يزيد المخاوف الإسرائيلية وتعتبر هذه الحرب واستمرار وجود “حماس” قرارا مصيريا، تناقلت مؤخرا وسائل إعلامية أنباء عن انتشار قوات النخبة من “حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني في المنطقة المحاذية لجبهة الجولان السوري.

وفي وقت أكد فيه “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن 700 مقاتل من قوات النّخبة أصبحت هي المسيطرة على المنطقة القريبة من الجولان، في أرياف القنيطرة ودمشق ودرعا، نفى المتحدث باسم “المصالحة السورية” التابعة للحكومة السورية، عمر رحمون، تسجيل أي تحركات على الجانب السوري.

رحمون زعم أن الجبهة السورية مع إسرائيل تشهد حالة من الهدوء، وليس هناك أي تطور يذكر، إلا أن التقارير الميدانية تفيد بسيطرة قوات النخبة التابعة لـ”حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري” الإيراني على كامل الجبهة السورية، بمعزل عن أي تنسيق مع حكومة دمشق.

وأكد وصول قوات النّخبة التي تضم مقاتلين من “المقاومة السورية لتحرير الجولان” وعناصر سوريين وعراقيين وفلسطينيين وجنسيات أخرى، إلى المنطقة خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على دفعات، ومن دون أي تنسيق مسبق مع القيادة العسكرية السورية، التي ترفض إطلاق أي قذائف تجاه الجولان.

وعليه يراهن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على خطته في استخدام القوة من أجل ردع إيران، ولكن هل تغامر طهران وهي تعلم أن الثمن هو دمشق ولبنان وربما العراق؛ وخصوصاً بعد التحذير الإسرائيلي لـ “حزب الله” عبر فرنسا، بضرب الرئيس السوري، بشار الأسد، أو الرسائل الإماراتية التي حذّرت دمشق من التدخل بالحرب والسماح بشنّ هجمات من الأراضي السورية على إسرائيل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة