واقعيا، لا شك في أن منصة “تيك توك” من أكثر المنصات انتشارا حول العالم، لكن الواقعي أيضا، أن سبب انتشارها، هو ما تروج له المنصة من أفكار غير تقليدية، غير أن معظمها سلبية وخطيرة على البشرية.
وبسبب ما تحدثه “تيك توك” من شهرة واسعة، فإن الكل بات يبحث عن فرصته للانتشار عبر “الشهيرة” لا الشهرة، وهذا ما يجدونه في المنصة الصينية حصرا التي لا تهتم للأنسنَة مطلقا، فهمها الانتشار بكل الطرق دون وضع قيود تحد من المخاطر التي سببتها المنصة على البشرية من خلال مستخدميها.
هوس فتاة مغربية بمساعدة “تيك توك”
في آخر القصص الجديدة التي انتشرت عبر هذه المنصة، هو قيام تيك توكر مغربية من الدار البيضاء على استغلال وفاة حماتها بشكل بشع، وذلك عبر تصوير مقاطع فيديو توثق اللحظات الأخيرة من حياة حماتها وهي على فراش الموت، مستغلة انفرادها بها.
هذه التيك توكر، أقدمت على نشر المقاطع على “تيك توك” ثم على قناتها بموقع يوتيوب مباشرة بعد وفاة حماتها، لكن الصدمة، أنها تقدمها على أنها ما تزال على قيد الحياة وهي تعاني من مرض مزمن يتطلب علاجه مبالغ مالية مهمة، وتطلب من المتابعين التبرع بالمال لأجل علاجها.
التيك توكر أقدمت على استغلال وفاة حماتها، ونشر مقاطع لها قبل وفاتها أي أثناء احتضارها وبعد وفاتها، لتستجدي المساعدات والإحسان من متابعيها، الذين تداولوا مقطع الفيديو على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تكتشف الأمر إحدى بنات المتوفاة من قبل الأقارب والجيران، الذين أخبروها أن زوجة شقيقها تستغل فيديو يوثق لاحتضار والدتها لجمع التبرعات، فسارعت إلى تقديم شكوى ضدها.
اعتقال التيك توكر المغربية
في هذا السياق، ألقت عناصر الدرك الملكي التابعة لسرية تيط مليل في ضواحي البيضاء، القبض على التيك توكر العشرينية، بحسب صحيفة “الصباح” المحلية، مبينة، أنها لا تزال تخضع للتحقيق لمعرفة ظروف تصوير حماتها وهي تحتضر، وأيضا قيمة المبالغ المالية التي جنتها من خلال استغلال الفيديو، الذي يعتبر إساءة مباشرة لحرمة الأموات، لا سيما في لحظاتهم الأخيرة في الحياة.
الحل نت يعتذر عن نشر المقطع المتداول، كي لا يشارك أو يساهم في نشر قضايا تسيء للإنسانية
الفيديو الذي نشرته الموقوفة، البالغة من العمر 28 سنة، والتي تمتلك قناة على “تيك توك”، لاقى تعاطفا واسعا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيما شرع العديد منهم في التبرع لفائدة صاحبته تضامنا مع الحماة وأملا في تلقيها العلاج اللازم، قبل أن تفشل خطة الزوجة التيك توكر بعد وصول المقطع إلى أهل زوجها، ثم يتم إلقاء القبض عليها.
وبالطبع، فإن منصة “تيك توك” لا تبالي لكل ما جرى سواء في هذا الفيديو المنشور أو غيره؛ على عكس بقية المنصات التي لا تسمح بنشر هكذا مقاطع؛ لأنها تضع قيودا أساسها احترام القيم الإنسانية قبل كل شيء، أما المنصة الصينية فتسير في خط آخر تماما، وهو الانتشار والوصول لأكبر عدد ممكن، وما عداه لا يهم أبدا.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.