في حين لا يزال تنظيم “داعش” الإرهابي يشكل تهديدات عسكرية وأمنية شديدة، بل ويبعث بتحديات عنيفة، ومحاولاته المتكررة للظهور من جديد، هرب 5 سجناء من عناصر تنظيم “داعش” من جنسيات مختلفة أثناء نقلهم من سجن المطاحن، إلا أن القوى الأمنية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، تمكنت من إلقاء القبض على اثنين منهم، أحدهما يحمل الجنسية الباكستانية والآخر أذربيجاني.

وتواصل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوى الأمن الداخلي “الأسايش” حملتها الأمنية في مدينة الرقة لليوم الثامن على التوالي، بحثاً عن 3 سجناء ينتمون لخلايا تنظيم “داعش” الذين تمكنوا من الفرار قبل 8 أيام خلال عملية نقلهم من سجن المطاحن إلى سجن آخر، وفق “المرصد السوري” لحقوق الإنسان.

هروب عناصر من “داعش”

وبحسب مصادر “المرصد السوري” الحقوقي، فقد كان هناك تكتم عن هروبهم على أمل أن يتم إلقاء القبض عليهم، ونشر “المرصد السوري” خبر هروبهم بعد الإعلان عنه في 31 آب/أغسطس الماضي.

ولا تزال عمليات البحث جارية عنهم، حيث وصل فريق من المخابرات الأميركية إلى مدينة الرقة للمشاركة في عمليات البحث.

هذا ونشر “المرصد السوري” التفاصيل الكاملة لحادثة الفرار، كما تحدث عن اعتقال متعاون مع تنظيم “داعش” الإرهابي يعمل على مساعدة السجناء للفرار من مراكز احتجازهم.

“سنتكوم” تعلق الحادثة

بعد حادثة فرار سجناء من “داعش” من سجن الرقة، أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، اليوم الثلاثاء، إلقاء القبض على قيادي في تنظيم “داعش” والذي يعتبر أحد الميسرين  لتقديم الدعم  لعناصر التنظيم بعد فرارهم من سجن في مدينة الرقة.

وكشفت “سنتكوم” فرار خمسة عناصر من “داعش”، فضلاً عن كشف جنسياتهم، وهم روسيان وأفغانيان وليبي من سجن في الرقة.

وبحسب بيان القيادة المركزية الأميركية، فقد تمكنت “قوات سوريا الديمقراطية” من إلقاء القبض على الروسي عبد الواحد إخوان وعلى الليبي محمد نوح محمد، بينما  يستمر البحث عن الثلاثة الباقيين.

في حين لم تعلق “قوات سوريا الديمقراطية” على حادثة الفرار أو إعادة القبض على الفارين، حتى الآن.

وأشارت القيادة المركزية الأميركية في بيانها إلى أنها وبالتعاون مع “قسد”، ألقت القبض على خالد أحمد الدندل، وهو أحد الميّسرين لتنظيم “داعش” والذي تم تقييمه على أنه يساهم في الجهود المقدّمة لمقاتلي “داعش” المعتقلين بما في ذلك المقاتلين الهاربين مؤخراً، مضيفة أن العملية تمت خلال الساعات الأولى من صباح يوم الأحد 1 أيلول/سبتمبر الجاري.

وطبقاً لبيان القيادة المركزية الأميركية، فإن البحث لا يزال جارياً عن الروسي تيمور تالبيركن عبداش، والأفغانيان شعب محمد العبدلي وعطال خالد زار.

ونوّهت القيادة المركزية الأميركية إلى أن الهدف الأساسي لتنظيم “داعش” سيبقى تحرير مقاتليه المحتجزين حالياً لمواصلة أنشطة التنظيم، مشددة على أن قوات القيادة المركزية الأميركية وبالتنسيق مع “قوات سوريا الديمقراطية” ستواصل ضمان تحقيق أدنى مستوى من التهديد لفرص الهروب في المستقبل وضمان الهزيمة الدائمة لـ”داعش”.

وقال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، وفقاً للبيان: “ما يزال هناك أكثر من 9000 معتقل من تنظيم داعش في أكثر من 20 منشأة احتجاز تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في سوريا، وهو ما يُعَد جيش بالمعنى الحرفي لتنظيم داعش قيد الاحتجاز. في حال هروب عدد كبير من مقاتلي داعش، فان ذلك سيشكل  خطراً محدقاً على المنطقة وخارجها. سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لإعادة مقاتلي داعش إلى بلدانهم الأصلية للبت النهائي في أمرهم”.

وخلصت القيادة المركزية الأميركية بيانها بالقول: “تظل القيادة المركزية الأميركية ملتزمة بدعم شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية لضمان الهزيمة الدائمة لداعش وتعزيز الاستقرار الإقليمي”.

ضرورة معالجة ملف “داعش”

هذا ومع استمرار احتجاز الآلاف من سجناء تنظيم “داعش” الإرهابي في سجون “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا، بما في ذلك مئات السوريين والآلاف من الجنسيات الأجنبية. يؤكد “المرصد السوري” على ضرورة معالجة هذا الملف بما يحقق العدالة ويحفظ أمن واستقرار المنطقة.

“تظل القيادة المركزية الأميركية ملتزمة بدعم شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية لضمان الهزيمة الدائمة لداعش وتعزيز الاستقرار الإقليمي-“إنترنت”

كما ويدعو “المرصد السوري” إلى الإسراع في ترحيل السجناء من غير السوريين إلى بلدانهم الأصلية لمحاكمتهم هناك، حيث يتوجب على الدول التي ينتمي إليها هؤلاء الأفراد تحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها. وتقديم السجناء السوريين إلى محاكمات عادلة.

ويشير “المرصد السوري” إلى أن ترك هؤلاء السجناء في سجون “الإدارة الذاتية” دون حل دائم يشكل خطراً كبيراً على أمن واستقرار المنطقة، مما قد يحولها إلى قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة، وتعيد إلى الذاكرة المجازر والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها هذا التنظيم الإرهابي بحق المدنيين السوريين في المناطق التي سيطر عليها سابقاً.

وبحسب معلومات “المرصد السوري”، يتوزع قرابة 11,600 سجيناً من جنسيات سورية وعربية وآسيوية وأوروبية على 8 سجون في المنطقة، هي: “سجن غويران بالحسكة، سجن الشدادي بريف الحسكة، سجن آخر بالشدادي، سجن رميلان، سجن جتين بالقامشلي، سجن بمدينة الرقة، سجن الطبقة بريف الرقة، سجن بمنطقة الباغوز بريف دير الزور”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات