في سياق استمرار الغارات الإسرائيلية المكثفة على لبنان، استهدفت غارة إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء، كما أفاد مصدر أمني لوكالة “فرانس برس”، غداة غارة مماثلة في المنطقة.
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تنفيذ “ضربة محددة الهدف” في الضاحية الجنوبية معقل “حزب الله” في العاصمة اللبنانية بيروت.
وقال مسؤول إسرائيلي: “استهدفنا قياديا في حزب الله بالغارة على الضاحية الجنوبية”.
قبيسي أو حمية؟
وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإن المستهدف بالغارة الإسرائيلية على الضاحية هو القيادي بـ”حزب الله”، طلال حمية. بينما أفادت مصادر لبنانية، بحسب “العربية”، بمقتل إبراهيم قبيسي، رئيس المنظومة الصاروخية في “حزب الله”.
ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، فإن القبيسي مسؤول عن وحدات الصواريخ المختلفة التابعة لـ”حزب الله”، بما في ذلك وحدات الصواريخ الدقيقة الموجهة.
وكان قبيسي مسؤولا عن عمليات إطلاق الصواريخ “نحو الجبهة الداخلية في إسرائيل وتمتع بخبرة خاصة ومركزية في مجال الصواريخ وكان مقربا لكبار قادة القيادة العسكرية في حزب الله”.
وبحسب الوكالة الفرنسية، فإن الغارة الإسرائيلية استهدفت منطقة الغبيري في مبنى محمد خليل للزينة في الطابقين الرابع والخامس، عند أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأكدت مصادر لبنانية أن إسرائيل استهدفت قياديا في “حزب الله” بالغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقالت مصادر قناة “العربية” إن إسرائيل استهدفت منطقة الليلكي في ضاحية بيروت بعد غارة على الغبيري، مشيرة إلى مقتل شخص في الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
من هو طلال حمية؟
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد قالت يوم السبت 21 أيلول/سبتمبر الجاري إنه تم اختيار علي كركي وطلال حمية لقيادة عمليات “حزب الله” في المرحلة المقبلة.
وقال مسؤول إسرائيلي، إن “هدف الضربة هو قائد كبير في منظومة الصواريخ في حزب الله”. كما ويشتغل طلال حمية منصب قائد “الوحدة 910″ وهي وحدة العمليات والهجمات الخارجية لـ”حزب الله”.

وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، فإن طلال حمية المعروف أيضا باسم “عصمت ميزاراني”، ويُكنّى بـ”أبي جعفر” نسبة إلى ابنه البكر، هو رئيس منظمة الأمن الخارجي التابعة لـ”حزب الله” التي تتبعها خلايا منظمة في جميع أنحاء العالم.
وخلال عام 2017، عرض “برنامج المكافآت من أجل العدالة” الأميركي مكافأة مالية، تقدر بـ 7ملايين دولار لمن يقدم معلومات تسهم في القبض على طلال حمية، بحسب بيانها.
ووفق تقرير لموقع “اندبندنت عربية“، فقد عمل حمية جنبا إلى جنب مع المسؤول العسكري في “حزب الله” مصطفى بدر الدين، (اغتيل في 13 أيار/مايو 2016 بالقرب من مطار دمشق الدولي) وعماد مغنية (اغتيل بتفجير سيارته في دمشق في 12 شباط/فبراير 2008)، ووزير الدفاع الإيراني السابق أحمد وحيدي.
وكان حمية وفق معلومات “الموساد” مسؤولا عن نقل ترسانة الحزب عبر سوريا. وعمل في مطلع حياته موظفا إداريا في مطار بيروت (1982)، وباشر نشاطه في الحزب في أواسط الثمانينيات منطلقا من برج البراجنة حيث كان مسؤولا عن عناصر أصبحوا في ما بعد من أبرز القيادات العملياتية في الحزب، وكان نائبا لمغنية في شبكة “الجهاد”، وهي وحدة للبعثات الخاصة والهجمات بشكل رئيس خارج لبنان. وتتهمه إسرائيل بتنسيق أنشطة التوظيف وإرسال متطوعين إلى تنظيم “القاعدة” في العراق عن طريق سوريا.
وتضيف معلومات الاستخبارات الإسرائيلية أن حمية هو المسؤول عن تجنيد خلايا “حزب الله” في جميع أنحاء العالم، لا سيما في أميركا الجنوبية وأوروبا الغربية وأفريقيا. واتهمه “الموساد” سابقا بالتنسيق مع قائد “جيش المهدي” مقتدى الصدر والميلشيات الشيعية في العراق بعد التدخل الأميركي، وفق “اندبندنت عربية”.
ويقول “الموساد” إن الخلايا التي أسسها حمية تعتمد على السفارات الإيرانية للمساعدة في نقل الأسلحة. وعمل حمية مع الأمين العام للحزب حسن نصر الله وقائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني.
ولطالما شكّل قلقا لإسرائيل التي تتهمه بتنفيذ هجمات دقيقة وموجعة ضد قوات “المارينز” الأميركية والقوات الفرنسية التي كانت متمركزة في بيروت عام 1982، والتي أسفرت عن مقتل 241 أميركيا وجرح 128، وبالوقوف وراء تفجير السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس عام 1994، وبالتخطيط لتنفيذ هجوم في بانكوك ضد إسرائيليين عام 2012، ردا على اغتيال مغنية، واستخدام جوازات سفر مزورة وشركات وهمية وبنى تحتية بشرية في عدد كبير من دول العالم لتنفيذ هجمات انتقامية بمساعدة إيرانية وبالتعاون مع ساعده الأيمن وحارسه الشخصي، أحمد الفايد.
وتصفه إسرائيل بأنه من الشخصيات الصلبة والغامضة ويتمتع بذكاء شديد، ويتبع نهج مغنية العسكري، وكان أكثر المخلصين له. ووُصف من قبل القيادات العسكرية الإسرائيلية بالشبح لابتعاده عن الحياة الاجتماعية والتزامه قواعد التصرف الأمني المتشددة، فضلا عن عدم وجود أي أوراق رسمية له في لبنان.
نصر الله بقي وحيدا
أفاد مصدر مقرب من الحزب اللبناني، يوم أمس الاثنين لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” بأن قائد الجبهة الجنوبية في “حزب الله”، علي كركي هو المستهدف من الضربة الإسرائيلية على بيروت، أمس الاثنين. ويعد كركي الرجل الثالث عسكريا في بعد القياديين فؤاد شكر وإبراهيم عقيل اللذين قُتلا بضربات مماثلة، بينما صرح “حزب الله” أن القيادي علي كركي بخير وانتقل إلى مكان آمن.
وقال مصدر أمني لبناني أمس الاثنين، إن الضربة الإسرائيلية، التي نفذت مساء الاثنين، على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت القيادي الكبير في جماعة “حزب الله” اللبنانية، علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية، مضيفا أن مصير كركي غير معروف.
في العموم، إذا ما قُتل علي الكركي بالفعل في بيروت اليوم، فإن إسرائيل تكون قد شلت القيادة العسكرية لـ”حزب الله” بهذه الحالة، ولم يبق على قيد الحياة من القيادات الكبرى في الحزب سوى حسن نصر الله وأبو علي رضا، وفق ما يشير إليه الخبراء.
وتعيد الضربة الجديدة إلى الأذهان ما نشره الجيش الإسرائيلي قبل يومين عن أبرز قيادات “حزب الله” العسكرية التي سقطت منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، واحتدام التصعيد مع لبنان، وفق تقارير صحفية.
ويقول المنشور الإسرائيلي إنه تم تفكيك التسلسل القيادي العسكري لـ”حزب الله” بشكل شبه كامل بعد القضاء على عشرات من القادة البارزين، بمن فيهم إبراهيم عقيل.
ومن بين القيادات أيضا، فؤاد شكر القائد العسكري الأول لـ”حزب الله” وأحد مؤسسي الحزب، والذي قضى في غارة جوية نفذت بالمسيّرات نهاية تموز/يوليو الماضي بالضاحية الجنوبية.
كما اغتالت إسرائيل الجمعة الماضي، إبراهيم عقل المؤسس والقائد الحالي لـ”قوة الرضوان” وهي من قوات “النخبة” في الحزب اللبناني، ومعه أحمد وهبي الذي تولى قيادة “الرضوان” حتى مطلع العام الجاري.
وإلى جانب عقيل ووهبي وشكر، خسر “حزب الله” منذ بدء التصعيد اثنين من قادة مناطقه العسكرية الثلاث في جنوب لبنان، هما محمد نعمة ناصر الذي قتل بغارة اسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة صور في 3 تموز/يوليو، وطالب سامي عبد الله قائد “وحدة نصر” الذي اشتهر بلقب “الحاج أبو طالب” بضربة على منزل كان بداخله في بلدة جويا في 11 حزيران/يونيو، وفق تقارير صحفية.
وخسرت كذلك “وحدة الرضوان” عددا من قيادييها الميدانيين، أبرزهم وسام الطويل الذي قتل مطلع العام باستهداف سيارته في جنوب لبنان. هذا فضلا عن مقتل قائد “وحدة عزيز” محمد نعمة ناصر المعروف بـ”الحاج أبو نعمة”، في غارة على سيارة في بلدة الحوش جنوبي لبنان في تموز/يوليو الماضي.
كذلك، مقتل القيادي علي حسين برجي قائد منطقة جنوب لبنان وقائد وحدة الطائرات المسيّرة في “حزب الله” بعد استهدافه بمنطقة خربة سلم جنوب لبنان في الشهر نفسه.
تصاعد حدة المواجهات
في السياق، تصاعدت حدة المواجهات بين إسرائيل و”حزب الله” بشكل غير مسبوق منذ الأسبوع الماضي عقب سلسلة تفجيرات الثلاثاء والأربعاء التي طالت الآلاف من أجهزة اتصال “البيجر” يستخدمها عناصر الحزب وتسببت بمقتل 39 شخصا و2931 جريحا، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وتجددت الغارات الإسرائيلية منذ صباح اليوم الثلاثاء على منطقة بعلبك الهرمل والنبي شيت وطليا وشمسطار شرق لبنان. كما طالت مناطق البقاع وقرى قضاء بعلبك و الهرمل وفق ما أفادت مراسلة “العربية والحدث”.
وقال المكتب الإعلامي لحزب الله اليوم الثلاثاء إن إسرائيل تسقط منشورات عليها باركود “خطير جدا” على مناطق سهل البقاع في شرق لبنان، محذرا من أن مسح هذا الباركود بالهاتف سيؤدي إلى “سحب كل المعلومات” من أي جهاز.
بالمقابل، انطلقت رشقات صاروخية من جنوبي لبنان تجاه مناطق عديدة شمال اسرائيل في الجليل، وخليج حيفا، وفق وسائل الإعلام.
فيما لم يصدر تعليق حتى الآن من جانب الجيش الإسرائيلي. ولم يذكر المكتب الإعلامي لـ”حزب الله” ما إذا كان هذه المنشورات تحمل أي شيء آخر.
وجراء هذا التصعيد، تتوالى موجات النزوح من قرى الجنوب هربا من القصف، وتشهد بعض محطات الوقود والأفران ازدحاما.
كما نزح المئات من لبنان إلى سوريا عبر نقطتين حدوديتين. وقال مصدر أمني لـ”فرانس برس” إنه “تم تقدير عدد الأشخاص الذين اجتازوا الحدود عبر معبري القصير (شرق لبنان) والدبوسية (شمال) نحو 500 شخص بين الساعة الرابعة عصرا حتى منتصف ليل” الاثنين.
وحيال هذا التصعيد، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، عن دخول خطط الطوارئ مرحلة التنفيذ، وأن عدد القتلى وصل إلى 558 بينما وصل عدد الجرحى إلى 1835 على الأقل.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

إسرائيل تواصل التصعيد في جنوبي سوريا.. عمليات برية وغارات جوية

غارات إسرائيلية على منطقة دير علي بريف دمشق.. ماذا استهدفت؟

أبرزها سوريا.. ترامب يُعلّق المساعدات الخارجية الأميركية فما الأسباب؟

السلطات في دمشق تمنع جنسيتين من دخول البلاد
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول شرق أوسط


طهران: ندعم أي حكومة يؤيدها السوريون.. والشرع يزور تركيا غداً

سوريون يرفضون إعادة العلاقات مع روسيا.. استطلاع رأي لـ”الحل نت”

جدل وسخرية من عدم بث “خطاب النصر” لأحمد الشرع

“أول زيارة لرئيس عربي منذ سقوط الأسد”.. ماذا ناقش أمير قطر مع الشرع؟

“الاعتذار وتسليم الأسد وإعادة الأموال”.. مطالب السوريين مقابل العلاقات مع روسيا

“تسليم الأسد ومساعديه”.. تفاصيل مطالب الشرع من الوفد الروسي
