بينما لم يصدر “حزب الله” أي بيان بشأن مصير زعيمه، أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا اغتيال الأمين العام للحزب اللبناني حسن نصرالله.

وقُتل حسن نصرالله نتيجة الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقر قيادته في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، مساء أمس الجمعة، وهي الضربة التي وصفت بـ”المدمرة” للجماعة اللبنانية. فماذا نعرف عن حسن نصرالله، الشخصية البارزة في ما يسمى بـ”محور المقاومة” المدعوم من إيران؟

حسن نصرالله.. الملقب بـ”سماحة السيّد”

ولد الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن عبد الكريم نصرالله في 31 آب/أغسطس 1960. وهو الأمين العام الثالث لـ”حزب الله” منذ 16 شباط/فبراير 1992، حيث شارك في تأسيس “حزب الله”. تولّى المنصب خلفا للسيد عباس الموسوي. الذي اغتالته إسرائيل في 16 شباط/فبراير 1992.

رأس مسقط حسن نصرالله هو برج حمود-حي الكرنتينا الفقير في بيروت. وتعود أصوله إلى بلدة البازورية.

انخرط في النشاط السياسي واكتسب خبرة في صفوف “أفواج المقاومة اللبنانية” (حركة أمل)، لكنه انفصل عنها مع كثير من زملائه عام 1982 وشارك في تأسيس “حزب الله”، إذ تولى مسؤوليات شملت تعبئة المقاتلين وإنشاء الخلايا العسكرية. وتدرج في المهام وصولا إلى الأمانة العامة.

رأس مسقط حسن نصرالله هو برج حمود-حي الكرنتينا الفقير في بيروت. وتعود أصوله إلى بلدة البازورية، حيث اضطر والده للنزوح إلى بيروت بحثا عن فرصة للعمل. ويلقّب عادةً بـ”سماحة السيّد”.

وبلدة البازورية، قرية ذات أغلبية شيعية في جنوب لبنان الذي يشكل اليوم المعقل السياسي لـ”حزب الله”. وهو واحد من 9 أبناء لأسرة متواضعة نزحت من بلدة البازورية في جنوب البلاد.

وينتمي نصر الله إلى جيل من الشبان الشيعة اللبنانيين الذين شكلت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 نظرتهم السياسية، وفق “رويترز“.

تلقى حسن نصرالله، العلوم الدينية في حوزة النجف بالعراق، قبل أن يُطرد منها، ويتوارى عن الأنظار منذ 2006 ولديه 5 أبناء.

حسن نصرالله متزوج من فاطمة ياسين وله منها 5 أبناء. وقبل أن يتولى قيادة الجماعة، كان يقضي الليالي مع مقاتلي الجبهة الأمامية الذين يقاتلون الجيش الإسرائيلي. وقُتل ابنه الشاب هادي، في معركة عام 1997، وهي الخسارة التي منحته مكانته بين القاعدة الشيعية في لبنان. كما وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل ابنته زينب، حيث أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” بمقتل زينب نصرالله في ضربة أمس الجمعة 27 أيلول/سبتمبر 2024.

وقاد حسن نصرالله العديد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل بين عامي 1985 و2000. وفي تموز/يوليو 2006، شنّت إسرائيل هجوما عسكريا على “حزب الله” في لبنان بعد قيامه بأسر جنديين إسرائيليين ضمن عملية “الوعد الصادق”. استمرت العمليات القتالية 34 يوما وعرفت بـ”حرب تموّز”، وانتهت بقرار “مجلس الأمن الدولي”. 

يعد حسن نصرالله أحد قادة الشيعة في لبنان، وكان نصرالله وحزبه يحظى بشعبية كبيرة، خاصة في دول المنطقة، على اعتبار أنه كان يقدم نفسه على أنه رمزا من رموز “محور المقاومة” ويقود جماعة ضد “المشروع الإسرائيلي الصهيوني”، كما وتعزّزت شعبيته خلال حرب 2006، لكن ولاءه لإيران ومشاريعها العدائية في المنطقة، و ثم اتُهم باغتيال العديد من الشخصيات السياسية والحقوقية والصحفية اللبنانية المعارضة لـ”حزب الله”، وتاليا دخوله عام 2012 كطرف أساسي في الحرب السورية كأحد حلفاء الحكومة السورية في دمشق، وتلطخ أيادي عناصر “حزب الله” بدماء السوريين، وأيضا اتسعت الشريحة المعارضة له خصوصا بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020 وتقارير عن ضلوع الحزب في عرقلة التحقيق لمعرفة ظروف الحادث المدمر، تلاشى حجم حاضنة حزبه كثيرا.

يعيش حسن نصرالله منذ سنوات في الخفاء، ولم يتعد ظهوره العلني سوى مرات قليلة. كما روى مسؤولون وصحفيون التقوا به، إنهم لم يعرفوا المكان الذي اقتيدوا إليه، وسط تدابير أمنية مشددة.

حيث وجّهت محكمة دولية إلى “حزب الله” أصابع الاتهام باغتيال رئيس الوزراء السابق والزعيم السني رفيق الحريري بتفجير ضخم في شباط/فبراير 2005 في بيروت.

ومع مرور الوقت، تدخل الحزب في شؤون الدولة اللبنانية، ثم توغل في هياكلها، وعليه بات “حزب الله” عنصرا أساسيا في الحياة السياسية اللبنانية ويشارك في مختلف الحكومات واللجان النيابية اللبنانية. واللافت أن “حزب الله” صار تقريبا هو الحاكم في لبنان.

نصرالله.. خطيب ماهر

قاد حسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني الذي قالت إسرائيل يوم السبت إنها قتلته، الحزب عبر عقود من الصراع مع إسرائيل وأشرف على تحول حزبه إلى قوة عسكرية ذات نفوذ إقليمي وأصبح أحد أبرز الشخصيات العربية منذ أجيال بدعم من إيران.

حسن نصرالله يلقي خطابا- “وكالات”

وأشرف حسن نصرالله على زعامة “حزب الله” لمدة 32 عاما، وعمل على تطوير قدرات “حزب الله” القتالية بدعم رئيسي من إيران، ويقول أن عدد مقاتليه 100 ألف،وله ترسانة أضخم من أسلحة الجيش اللبناني، بحسب خبراء. ويملك الحزب مؤسسات تربوية واجتماعية وصحية تؤمن خدمات لأنصاره وتحصّن شعبيته. 

وتجلى نفوذه الإقليمي منذ تفجر صراع أوقدت شرارته الحرب على قطاع غزة قبل ما يقرب من عام، إذ دخل “حزب الله” على خط المعركة بإطلاق النار على إسرائيل من جنوب لبنان “إسنادا” لحليفته حركة “حماس”، وتبعته مجموعات يمنية وعراقية، تعمل تحت مظلة “محور المقاومة”، وفق وكالة “رويترز”.

وكان حسن نصرالله، الذي اعترف به حتى أعداؤه باعتباره خطيبا ماهرا، يتابعه الأصدقاء والأعداء على حد سواء.

وحسن نصرالله، الذي كان يرتدي العمامة السوداء التي يرتديها السادة، أو أحد أحفاد النبي محمد، كان يستخدم خطاباته لحشد قاعدة “حزب الله”، ولكن أيضا لإطلاق تهديدات محسوبة بعناية، وكثيرا ما كان يهز إصبعه أثناء قيامه بذلك، وفق العديد من المصادر.

صنّف “حزب الله” كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى حليفة لها، إما بشكل كامل أو جزئي. فيما ترفض روسيا هذه التوجهات وتعتبر الحزب منظمة سياسية اجتماعية شرعية.

وعندما أصبح الأمين العام لـ”حزب الله” في عام 1992، كان عمره 35 عاما فقط، وهو الوجه العلني لمجموعة غامضة أسسها “الحرس الثوري الإيراني” في عام 1982 لمحاربة “قوات الاحتلال الإسرائيلي”.

وعندما قتلت إسرائيل سلفه السيد عباس الموسوي في هجوم بطائرة هليكوبتر. وصار نصر الله زعيما للجماعة حينها، نجح مقاتلوها في نهاية المطاف في إخراج القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، وهو ما أنهى احتلالا استمر 18 عاما، وبذلك صعد نجمه وصار يملك شعبية واسعة في المنطقة.

وبين حين وآخر، تُنشر له صور مع قياديين مما يسمى “محور المقاومة” الذي تقوده إيران يزورون لبنان، ويتحدث بانتظام في مناسبات عدة دائما عبر الشاشة، وغالبا أمام آلاف من مناصريه، الذين يعلّقون أنظارهم به ويقاطعونه بالتصفيق والهتاف.

نصرالله.. يعيش منذ سنوات في الخفاء

يعيش حسن نصرالله منذ سنوات في الخفاء، ولم يتعد ظهوره العلني سوى مرات قليلة. كما روى مسؤولون وصحفيون التقوا به، إنهم لم يعرفوا المكان الذي اقتيدوا إليه، وسط تدابير أمنية مشددة وفي سيارات أسدلت على نوافذها ستائر سميكة، وفقا لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”.

أقرّ نصرالله، في آخر خطاب له الأسبوع الماضي، بتلقي حزبه “ضربة كبيرة” بعد تفجير إسرائيل آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكية- “رويترز”

وبالفعل لم تتعدّ ظهورات حسن نصرالله علنا أصابع اليد الواحدة، مثل تلك التي فاجأ فيها الآلاف من أنصاره في عام 2011، خلال مسيرة عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومشى بينهم لدقائق قليلة، قبل أن يعود ليخطب فيهم عبر شاشة عملاقة، ويقول إن حزبه “يزداد تسليحا وتدريبا يوما بعد يوم”، و”المقاومة ستبقى وتستمر” في وجه إسرائيل، وفق “الشرق الأوسط”.

يقول عارفوه وخبراء يتابعونه إن رجل الدين المعمّم الذي غزا الشيب لحيته الكثيفة يتمتع بمعرفة واسعة، خاصة في الشؤون الدينية والسياسية. وهو متحدث فصيح قادر على التحدث لوقت طويل من دون أن يتردّد أو يتلعثم.

أما خصومه فينتقدون لهجة التحدّي التي يتكلّم بها، والتي تقترن غالبا برفع سبّابته اليمنى، ويعدّونها ترهيبا للداخل اللبناني.

أقرّ نصرالله، في آخر خطاب له الأسبوع الماضي، بتلقي حزبه “ضربة كبيرة” بعد تفجير إسرائيل آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكية “البيجر” بيد عناصر الحزب.

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل حسن نصر الله اليوم السبت 28 أيلول/سبتمبر 2024- “أ ف ب”

صنّف “حزب الله” كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى حليفة لها، إما بشكل كامل أو جزئي. فيما ترفض روسيا هذه التوجهات وتعتبر الحزب منظمة سياسية اجتماعية شرعية، في حين يحظى بدعم إيراني دائم. تبقى الصين محايدة بهذا الخصوص، وتحافظ على علاقات عامّة مع الحزب.

يذكر أن نصرالله كان هدفا أمس الجمعة لقصف إسرائيلي عنيف لبيروت، وذلك في أحدث حلقات سلسلة ضربات تصاعدت حدتها على مدى 10 أيام هزت الجماعة التي حاول نصرالله لأن تصبح قوة إقليمية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات