توالت عمليات اغتيال قيادة جماعة “حزب الله” الواحد تلو الآخر، وكان آخرها مقتل زعيمها حسن نصرالله، الاغتيال الذي وصف بأنه “سيغير مسار الشرق الأوسط”، لكن مقتل نصرالله أثار حالة من الجدل في آراء الشارع وشخصيات بارزة في المنطقة، حيث اتهم بعضهم إيران بخيانة نصرالله و”بيعه”، فيما سخر البعض الآخر من تصريحات إيران وبياناتها الهشة حيال تصفية نصرالله. ويبدو وكأن طهران لن تخوض حربا مع إسرائيل إثر كل ما حدث ويحدث لوكلائها وقياداتهم، الذين تم القضاء عليهم الواحد تلو الآخر كتساقط أحجار الدومينو، سواء “حماس” أو “حزب الله”.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمحمد علي الحسيني، الأمين العام لـ”المجلس الإسلامي العربي”، خلال برنامج “ساعة حوار” على قناة “العربية”، يحذر فيه ويتنبأ بمقتل حسن نصر الله قبل 48 ساعة من اغتياله.

اتهام إيران بخيانة نصرالله

هذا ويحذر الحسيني في مقابلته التلفزيونية، حسن نصرالله من اغتياله، وقال إن إيران باعته، وأن عليه تجهيز وصيته، وأضاف قائلا: “أقول لك اجمع شملك واعهد عهدك وجهز وصيتك فمن اشتراك باعك اليوم.. ولو تعلم ماذا قالت إيران عنك وماذا أوصلت من معلومات وماذا أرادت مقابل رأسك لانقلبت المعادلة، ولكن من الليلة أصبحت الهدف الأول، وهذا ليس تهديد، ولكن جهز وصيتك… وما جرى في 2006 كان متفق عليه أما اليوم فلا سياسة والإسرائيلي سيدمر كل شيء”.

وعقب إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل حسن نصرالله، حتى قام محمد علي الحسيني، الأمين العام لـ”المجلس الإسلامي العربي”، بنشر تغريدة على حسابه الشخصي على منصة “إكس/تويتر” مكررا ما قاله في حديثه لـ”العربية”، إذ يؤكد أن إيران “خانته وباعته”.

وقال الحسيني في تدوينته: “بدأنا معا، وسرنا معا، وحررنا الجنوب معا، وانتصرنا معا  ولكن فرقنا الولاء بقيت أنا مع العروبة والأمة، في الحضن العربي الوفي، ومع الأمان قرب الاشقاء العرب، ومع اليقين الوفاء العربي، وأنت ذهبت بعد التحرير إلى الحضن الإيراني، ومنحتهم الولاء المطلق والطاعة العمياء، ووضعت نفسك بخدمتهم وما قصرت، فتخلوا عنك وتاجروا فيك…”.

وأشار الحسيني إلى أنه نصح وحذر حسن نصرالله من “بيعه” والتخلص منه من قبل مرجعيته. فقال: “نصحتك مرارا وتكرارا وقلت لك انتبه، كي لا تقول لاحقا لو كنت أعلم، وحذرتك مما سيأتي عليك وعلى اللبنانيين من تدمير وتهلكة، وقلت اللهم اني بلغت، فقد كان واجبي الشرعي أن احذرك وانبهك وقلت لك يمكن التوبة والعودة. هذا درس لكل من تخلى عن وطنه وعروبته وأمته لمصلحة أمة اخرى، ودرس لكل من أخطأ في الولاء لغير أهله واشقائه”.

كذلك، اتهمت الصحافية اللبنانية ديما صادق، التي كانت من أشد المعارضين لنصرالله، إيران بـ”بيع” نصرالله، وكتبت على حسابها الرسمي على منصة “إكس/تويتر”، “إسرائيل: “تلقينا معلومة ذهبية عن مكان نصرالله”. تفسير واحد ماله ثاني هو الذي  يفسر ما حصل: إيران باعت حزب الله. إيران باعت حسن نصرالله”.

كما تم تداول مقطع آخر لأحد اللبنانيين الموالين لـ”حزب الله” وهو يبكي ويصرخ، ويحمّل إيران مسؤولية مقتل حسن نصرالله، ويقول إن إيران باعت نصرالله لإسرائيل.

وفي سياق آخر متصل، كتب وزير البيئة اللبناني السابق، ورئيس “حزب التوحيد العربي”، وئام وهاب، على حسابه الشخصي على منصة “إكس/تويتر” أن تصريحات إيران هشة وتثير الضحك، قائلا: قائلا: “مقتل نصرالله التصريحات الإيرانية تذكرني ببيانات قوى الأمن الداخلي. ارحموا الناس في هذا الوقت وتوقفوا عن طق الحنك”.

“غاضبون يتهمون إيران”

خلال الفترة الماضية، تعرّض “حزب الله” في لبنان لضربات عديدة موجعة، بدأت بهجوم أجهزة “البيجر” واللاسلكي، ثم استهداف أرفع قياداته حتى الضربة الكبرى التي تمثلت أمس باغتيال أمينه العام، حسن نصرالله.

وبحسب قناة “العربية”، فإنه بتلك الفترة، انتشرت أخبار تفيد بعتب أعرب عنه عناصر الحزب خلال محادثات مع مسؤولي “الحرس الثوري الإيراني” بشأن عدم تدخل طهران لدعم حليفها اللبناني.

بيد أن هذا العتب لم يتوقف، بل تحول اليوم إلى اتهامات بعد اغتيال نصرالله. وقد شهدت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم حالة غضب كبيرة، حيث اتهمت حسابات إيران بالتخلي عن حليفها الأهم والأبرز عبر تزويد إسرائيل بمكانه.

أتى هذا بعد أيام قليلة من كشف تقرير أميركي أن “حزب الله” كان حثّ في الأسابيع الأخيرة، إيران على شن هجوم ضد إسرائيل، لكنها لم توافق، بحسب ما ذكره موقع “أكسيوس”.

وذكر التقرير حينها أن مسؤولين إيرانيين أبلغوا نظراءهم في “حزب الله” أن التوقيت ليس مناسبا لشن هجوم على إسرائيل لأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان موجود في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وحتى الآن لم تخرج المواقف الإيرانية التي شجبت اغتيال أمين عام “حزب الله”، حسن نصرالله، الذي يعتبر أقوى فصائلها المسلحة في المنطقة، و”درة تاجها”، كما يقال عن المألوف، وفق “العربية“.

يشكل مقتل نصرالله ضربة مدمرة لـ”حزب الله” الذي يعاني من حملة مكثفة من الهجمات الإسرائيلية- “رويترز”

فمن المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى رئيس البلاد مسعود بزشكيان بقيت التصريحات، اليوم السبت، بعيد تأكيد حزب الله اغتيال زعيمه، تحت سقف الاستنكار، والتأكيد على أن “المقاومة مستمرة ولن تسقط رايتها”.

هذا وأطلق مسلحون أعيرة نارية في الهواء وأغلقوا المحال التجارية في أجزاء من بيروت، اليوم السبت، بعد تأكيد مقتل نصرالله من قبل حزبه.

وقال أنصار “حزب الله”، وفق “رويترز”، إنهم كانوا في حالة من الصدمة وعدم التصديق. ويشكل مقتل نصرالله ضربة مدمرة لـ”حزب الله” الذي يعاني من حملة مكثفة من الهجمات الإسرائيلية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة