بعد تحذير إيران عدّة مرات من مغبة إرسال صواريخ باليستية إلى موسكو، أقرَّ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، عقوباتٍ على إيران بسبب توريد صواريخ باليستية لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا، إذ يرى أن هذه الخطوة تنتهك محظورا جديدا.
في حين نفت إيران بشدة توريد الأسلحة لروسيا، إذ تقول طهران، إن لديها تعاون استراتيجي مع موسكو، وهذا لا يتعلق بالحرب في أوكرانيا، بينما تشير إلى أن تقديم المساعدات العسكرية للأطراف المتحاربة أمرٌ غير إنساني.
ماذا تستهدف العقوبات؟
العقوبات الأوروبية تستهدف شركاتٍ وأفراداً متورطين في برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، بالإضافة إلى إرسال أسلحة أخرى إلى روسيا. إذ شملت العقوبات 7 أفراد و7 كيانات على صلة بنقل صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا.
من بين مَن استهدفتهم العقوبات أيضا 3 شركات طيران إيرانية، ونائب وزير الدفاع الإيراني، بحسب وكالة “رويترز”، بينما أعلنت بريطانيا، في وقت لاحق، إدراج 9 عناصر في نظام العقوبات على إيران.
الاتحاد الأوروبي ضمّ إلى قائمة عقوباته 3 شركات طيران إيرانية، هي: “إيران إير”، و”ماهان إير”، و”ساها إيرلاينز”، بالإضافة إلى شركتين لوجستيتين، إذ يتّهم الاتحاد هذه الشركات بأنها مسؤولة عن نقل وتوريد الطائرات المسيّرة الإيرانية وأجزاء وتكنولوجيا ذات صلة إلى روسيا، حيث تُستخدم هذه الأسلحة في الحرب الأوكرانية.
كما شملت قائمة العقوبات شركتين تصنّعان منصات إطلاق الصواريخ، والتي تُستخدم في إطلاق الصواريخ والقذائف.
عقوبات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تجميد الأصول المحتفظ بها في الكتلة وحظر السفر على الأفراد، ستدخل حيّز التنفيذ فور نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، وهي سجّلٌ لقوانين الاتحاد الأوروبي.
في هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أمس الأحد، في منشور على منصة “إكس”: “أؤكد مجددا بشكل واضح أنّنا لم نرسل صواريخ باليستية إلى روسيا”، مضيفا أنه إذا كان الأوروبيون “يبحثون عن وسيلة لإرضاء إسرائيل، فعليهم أن يجدوا ذريعة أخرى”.
حسب الفرع الفارسي لإذاعة “أوروبا الحرة”، قال أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي، قبل 3 أيام، إن عراقجي أقرّ، خلال محادثاته مع جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، بإرسال صواريخ إلى روسيا، موضحا أن الصواريخ كانت “قصيرة المدى أقل من 250 كيلومترا”، وبالتالي لا يعتبرها المسؤول الإيراني صواريخ باليستية.
التركيز على إيران
في الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ اليوم الاثنين، كان دور إيران وجماعاتها الوكيلة، خاصة “حزب الله” في لبنان وحركة “حماس” في غزة، محورا رئيسيا للنقاش. إذ تُعتبر هذه الجماعات، أو على الأقل أجنحتها العسكرية، “تنظيمات إرهابية” في نظر الاتحاد الأوروبي.
وأعرب الدبلوماسي الأعلى في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن إحباطه إزاء خلاف الكتلة بشأن صراع الشرق الأوسط المتوتر بشكل متزايد، وخاصة فيما يتعلق بانتقاد إسرائيل.
في إشارة إلى بيانٍ مشترك للاتحاد الأوروبي بشأن الهجمات الأخيرة على بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، والذي صُدر عشية الاجتماع، قال إنه “من الواضح تماما أنّنا يجب أن نكون ضد الهجمات الإسرائيلية على اليونيفيل، وخاصة لأن جنودنا موجودون هناك”.
بوريل أضاف أن دول الاتحاد الأوروبي على خلاف بشأن تسليم الأسلحة إلى إسرائيل، بعد أن دعت إسبانيا إلى فرض حظر.
الدول الأعضاء منقسمة بشدة، إذ إن دول الاتحاد الأوروبي الأخرى تؤيد تسليم المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل، وفق بوريل.
ويجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط وجهود الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي، على الرغم من المقاومة المَجَرية.
الكتلة تخطط أيضا لفرض عقوبات جديدة على الجهات والمنظمات الروسية المتّهمة بزعزعة استقرار الديمقراطية والأمن في مولدوفا قبل استفتاءٍ حاسم على عضوية الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من هذا الشهر.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.