لليوم الثاني على التوالي، استهدفت الطائرات الحربية الروسية منطقة “خفض التصعيد”، بريفي إدلب واللاذقية، في ظل الحديث عن تحضيرات لمعركة مرتقبة في الشمال السوري، واستقدام تعزيزات عسكرية، فيما نفت مصادر وجود معركة في المدى المنظور. 

الطائرات الحربية الروسية اليوم، استهدفت منطقة “بوتين – أردوغان”، إذ شنّت 5 غارات على المنطقة، بعد استهدافها أمس الاثنين، بـ 28 غارة، وفق ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. 

بينما أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الثلاثاء، أن وحدات من القوات المسلحة العاملة على اتجاه ريفي اللاذقية وإدلب تمكّنت من إسقاط وتدمير 9 طائرات مسيّرة.  

المناطق المستهدفة 

4 غارات روسية استهدفت، اليوم الثلاثاء، تلال الكبينة بريف اللاذقية الشمالي، بينما شنّت الطائرات الحربية غارة خامسة على منطقة عين الزرقة قرب دركوش، بريف إدلب الغربي، بينما لم ترد معلومات عن وقوع خسائر بشرية، وفق “المرصد“. 

قصف الطيران الحربي الروسي على إدلب
غارت جوية روسية على إدلب – انترنت

تلال الكبينة تُعدّ نقطة تماس ساخنة بين الجيش السوري و” هيئة تحرير الشام”، حيث حاول الجيش السوري في السابق السيطرة عليها، إلا أن وعورة التضاريس الجبلية وشدّة التحصينات في المنطقة حالت دون تحقيق تقدم.  

أمس الاثنين، استهدفت الغارات الروسية بـ 28 غارة منطقة “بوتين – أردوغان”، حيث أسفرت عن مقتل 4 عناصر من “هيئة تحرير الشام” بمحيط قرية مرعند بريف جسر الشغور، يعملون في المجال الطبي، وفق ما ذكر “المرصد السوري”. 

وتبع ذلك استهداف جرافة آلية بقذائف مدفعية، أثناء توجّهها لمكان الغارات الجوية لانتشال جثث القتلى من تحت الأنقاض، وسط تحليق لطائرات الاستطلاع في الأجواء واستنفار كثيف لعناصر “الهيئة”، بينما طالت الغارات محيط قريتي الكندة والشيخ سنديان بريف جسر الشغور. 

رسائل روسية 

التصعيد الروسي على ريفي إدلب واللاذقية، يأتي في ظل تحركات عسكرية لـ “هيئة تحرير الشام” مؤخرا، فيما يبدو أنه تحضير لمعركة مرتقبة ضد مواقع الجيش السوري، بينما شهدت المنطقة استقدام تعزيزات عسكرية ضخمة من الطرفين، إضافة إلى تعزيز الجيش التركي نقاطه في المنطقة.  

جنود من الجيش السوري - انترنت
جنود من الجيش السوري – انترنت

وسائل إعلام سورية، اعتبرت أن الضربات الجوية الروسية، بمثابة “رسالة تحذير للإرهابيين من مغبة الإقدام على أي تهوّر”، في ظل حشد المقاتلين على جبهات القتال بهدف “شنّ عدوان واسع” باتجاه نقاط الجيش السوري والمناطق الآمنة. 

“التصعيد العنيف يُراد منه توجيه رسائل نارية توضح ردّ فعل سلاح الجو الروسي في حال شنّ عمل عسكري من قبل هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) على نقاط انتشار الجيش السوري والتجمعات السكنية الآمنة”، وفق ما ذكرت صحيفة “الوطن” المحلية.  

استمرار التحشيد 

في ظل الرفض القاطع لأنقرة بفتح معركة، نقلت وسائل إعلام سورية معارضة، عن ثلاثة مصادر، اثنان من الجناح العسكري لـ “هيئة تحرير الشام” والثالث من “الجبهة الوطنية للتحرير”، تأكيدها عدم وجود معركة مرتقبة في المدى المنظور، لكن ما يثير التساؤل هو استمرار الجيش التركي باستقدام تعزيزات عسكرية. 

رتل عسكري تركي يتجه نحو محافظة إدلب يوم 19 آب/أغسطس 2019 - أ ف ب
رتل عسكري تركي يتجه نحو محافظة إدلب يوم 19 آب/أغسطس 2019 – أ ف ب

القوات التركية، استقدمت أمس الاثنين، رتلاً عسكرياً مؤلفاً من 70 شاحنة تحمل معدات عسكرية ولوجستية وأسلحة وجنود من “معبر باب الهوى” باتجاه النقاط التركية المتواجدة في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، بالإضافة لمدفعية ثقيلة متطورة، وراجمات صواريخ متوسطة المدى من صناعة تركية، وفق “المرصد“. 

وقابل ذلك، استمرار الجيش السوري، إرسال التعزيزات العسكرية إلى محاور التماس مع مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” في ريفي إدلب وحلب، حيث دفعت بتعزيزات ضخمة من عناصر وآليات عسكرية خلال الـ 24 ساعة الماضية توزعت على عدد من جبهات القتال.  

إذا، التوتر في منطقة “خفض التصعيد” هو سيد الموقف حاليا، لكن لم يتبين بعد ما هي الغاية من تحصين الجبهات، واستقدام الجيش التركي تعزيزات عسكرية ضخمة في الأسابيع الأخيرة، بينما حذّر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت الماضي، دمشق، من إسرائيل، بينما وجّه رسائل مغازلة إلى موسكو! 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات