بعد أيام من التصعيد التركي، تشهد مناطق شمالي وشرقي سوريا هدوءً حذرا، في حين طالبت “الإدارة الذاتية”، التحالف الدولي وروسيا، بالتدخل لوقف الغارات الجوية، بينما نفت “قوات سوريا الديمقراطية” علاقتها بالهجوم الذي وقع في أنقرة في 23 تشرين أول/أكتوبر الجاري.
الهجوم التركي على الأراضي السورية تبعه تحليق مكثّف لطائرات الاستطلاع التركية ودخول رتل عسكري تركي، إضافة إلى استعدادات عسكرية تركية، شملت فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من أنقرة.
عملية عسكرية محتملة
أمس الأحد، شهدت أجواء المناطق الحدودية السورية التركية، تحليقا مكثّفا لطائرات الاستطلاع التركية، حيث تزامن ذلك مع دخول رتل عسكري تركي عبر معبر “باب السلامة” الحدودي.
الرتل العسكري يضم 12 آلية تحمل معدات عسكرية ولوجستية، إذ توجّه إلى نقطة “مريمين” التابعة لمدينة عفرين بريف حلب الشمالي، ضمن منطقة “غصن الزيتون”، والتي تُعتبر إحدى نقاط خطوط التماس مع مناطق انتشار قوات “قسد” والجيش السوري.
التصعيد التركي تزامن أيضا مع استعدادات ضخمة للقوات التركية، حيث دفعت بتعزيزات كبيرة تشمل معدات حديثة وعربات متحركة مضادة للطائرات والدروع، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
العديد من فصائل “الجيش الوطني” بدأت برفع جاهزيتها استعداداً لأي تطورات ميدانية محتملة، على الرغم من عدم صدور طلب تركي بشكل رسمي للتعبئة، وفق “المرصد”.
إذ شملت التعبئة تحركات كثيفة واستعدادات لفصائل “القوة المشتركة” وفصائل “الجبهة الشامية” و”فرقة السلطان مراد” و”عاصفة الشمال” على محاور ريف منبج شرق حلب، وريف تل أبيض شمال الرقة، وريف رأس العين شمال الحسكة، مع استمرار تدفق التعزيزات العسكرية التركية إلى المنطقة وتوزيعها على جميع المحاور.
وشهدت المحاور انتشاراً مكثّفاً للقوات والأسلحة المتطورة، في خطوة تشير إلى تحضيرات لمعركة قد تبدأ قريباً، خاصة في ظل تزايد التصعيد التركي المتصاعد برّاً وجواً على مناطق شمال وشرق سوريا.
هدوء حذر
اليوم الاثنين، ولغاية نشر هذا التقرير، لم تستهدف تركيا شمال وشرق سوريا، لكن ذلك لا يعني انتهاء العملية التركية، وفق ما تحدثت مصادر محلية لـ “الحل نت”.
هذا الهدوء، جاء بعد أن طالبت “الإدارة الذاتية”، التحالف الدولي وروسيا وكل المؤسسات الحقوقية والإنسانية لوقف التصعيد التركي وتشكيل لجان تحقيق، الذي استهدف بشكل أساسي البنى التحتية.
قائد قوات “قسد”، الذراع العسكرية لـ “الإدارة الذاتية” في شمال شرق سوريا، مظلوم عبدي، نفى أن يكون منفّذو الهجوم الذي وقع قرب أنقرة، الأسبوع الماضي، دخلوا من الأراضي السورية كما تقول تركيا.
عبدي أوضح في مقابلة أجرتها معه وكالة “فرانس برس” السبت: “بعد الادعاءات التركية، قمنا بفتح تحقيق داخلي، ويمكنني التأكيد أن لا أحد من المهاجمين دخل من الأراضي السورية إلى تركيا”.
الجيش التركي شنّ 1031 هجوماً باستخدام الطائرات الحربية، المسيرة، وقذائف الهاون على مناطق متفرقة من شمال وشرق سوريا، بما في ذلك عين العرب (كوباني)، منبج، تل تمر، وعين عيسى. حيث بلغت حصيلة الضحايا 17 قتيلا و65 جريحاً، بالإضافة إلى تدمير محطات الكهرباء والمياه التي تخدم أكثر من 150 ألف عائلة، وفق “الإدارة الذاتية“.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.