بعد طرحه منذ سنوات، أعلن المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى، ‏إطلاق الخطة الأممية لاستراتيجية التعافي المبكر في سوريا للأعوام 2024 – 2028، ضمن 4 مجالات رئيسية للتدخل. 

أهمية هذه الاستراتيجية، وفق عبد المولى، تأتي من تمكين الإنسان السوري من ‏النهوض ليكسب عيشه بنفسه وإعادة بناء حياته، بالتالي تعود سوريا لاستعادة مكانتها ‏وخاصة بالتعليم والصحة. 

وقال المسؤول الأممي، إن سوريا كانت تنتج 97 بالمئة من حاجاتها الدوائية وتصدّر ‏الدواء إلى 50 دولة أخرى، ولم يكن لديها ديون خارجية، إضافة إلى اكتفائها الذاتي ‏من الغذاء، وكل ذلك يأتي من الطاقات التي يمتلكها الإنسان السوري وقدرته على ‏الإنتاج وسياسة الدولة قبل بدء الأزمة.‏ 

تغطي كامل سوريا

في مؤتمر صحفي بـ دمشق، قال عبد المولى، إن الأزمة في سوريا المستمرة منذ العام 2011 خلّفت عواقب مدمرة على سوريا والشعب السوري، خاصة الفئات الأكثر ضعفاً وتهميشاً، كالسكان النازحين، إذ نشأت عن ذلك احتياجات إنسانية طويلة الأمد ومتعددة الأوجه. 

المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى - انترنت
المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى – انترنت

مؤشرات التنمية في سوريا تراجعت، وفق عبد المولى، حيث ما يزال أكثر من مليون و700 ألف شخص في العام 2024 بحاجة إلى مساعدات منقذة للأرواح ومستدامة. 

وأضاف أن استراتيجية التعافي المبكر للأعوام 2024-2028 تغطي كامل سوريا من خلال نهج قائم على المناطق، وتنطوي على إطار متوسط الأجل ومتعدد السنوات للتخطيط وإعداد البرامج بهدف تعزيز التغيير النوعي والقابل للقياس والموائم لمختلف السياقات التشغيلية في كل المناطق السورية. 

يمكن تعريف التعافي المبكر بأنه عملية إصلاح وترميم البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والرعاية الصحية، بهدف مساعدة المتضررين على استعادة قدرتهم على الاكتفاء الذاتي بشكل مستدام. وذلك بدلاً من الاعتماد المستمر على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

وتستند الاستراتيجية إلى تدخلات التعافي المبكر التي بدأت ضمن خطة الاستجابة الإنسانية وخارجها في جميع أنحاء سوريا، مع تعزيز القدرات المحلية بشكل أكبر، وبالتالي المساهمة في التخفيف من تواتر الاحتياجات الإنسانية العاجلة وخفض تكلفة المساعدات الإنسانية على مدى أطول، ومن شأن هذا أن يتيح استدامة واستمرارية التدخلات المراعية للنوع الاجتماعي والحساسة للسياق والتي تهدف إلى تعزيز مرونة الفرد والأسرة والمجتمع. 

4 مجالات رئيسية

حددت استراتيجية التعافي المبكر 4 مجالات تدخل استراتيجية متكاملة ويعزز بعضها بعضاً، بالإضافة إلى عنصر تمكيني رئيسي باعتبارها العناصر الأساسية والمحفزة في بناء المرونة على المدى المتوسط للأشخاص والمجتمعات في سوريا، حسب عبد المولى الذي قال: «سيكون إعطاء الأولوية للصحة والتغذية أمراً لابدّ منه لإنقاذ الأرواح وتعزيز رفاه الأشخاص»، لافتاً إلى أن ضمان الوصول إلى التعليم عالي الجودة يُسهم في بناء الرأسمال البشري وتعزيز التماسك الاجتماعي.

ستبدأ الاستراتيجية بإنشاء صندوق مخصص يمكّن الأمم المتحدة ‏والجهات الفاعلة في المجال الإنساني من تقديم المنح والمساعدات للتعافي المبكر على ‏المدى المتوسط
ستبدأ الاستراتيجية بإنشاء صندوق مخصص يمكّن الأمم المتحدة ‏والجهات الفاعلة في المجال الإنساني من تقديم المنح والمساعدات للتعافي المبكر على ‏المدى المتوسط

وأضاف أن تحسين خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة سيكون ضرورياً لتعزيز الصحة العامة والحد من انتشار الأمراض.  

وستبدأ الاستراتيجية بإنشاء صندوق مخصص يمكّن الأمم المتحدة ‏والجهات الفاعلة في المجال الإنساني من تقديم المنح والمساعدات للتعافي المبكر على ‏المدى المتوسط، ليتكامل مع غيره من الصناديق المشتركة القائمة على البلدان ويتآزر ‏معها كصندوق التمويل الإنساني لـ سوريا. مشيراً إلى أن أهمية إنشاء الصندوق تأتي ‏من توجيه مصادر التمويل نحو قطاعات محددة تخدم الاستراتيجية المرجوة من إقامته ‏وإحداث تأثير نوعي وملحوظ.‏ 

ولفت عبد المولى إلى أن الصندوق بحاجة إلى تسجيل لدى المكتب المختص لتسجيل ‏الصناديق في نيويورك ليتم بعد ذلك التعاقد المباشر مع المانحين لتقديم التبرعات ‏والمساهمات، هذا من الجهة الخارجية، أما “محلياً فينحصر دورنا بإنشاء البرامج التي ‏تبدأ صياغتها من اليوم وكل ما وجدت الحاجة للتمويل يتم الإرسال إلى نيويورك لتقوم ‏بدورها بتقديم الأموال للجهة المنفذة.‏” 

وتتولى لجنةٌ توجيهية يرأسها المنسق العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية ومنسق الشؤون الإنسانية الإقليمي تحديد الاتجاه الاستراتيجي لصندوق التعافي المبكر وتقديم الرقابة الفنية وممارسة المساءلة الشاملة عن الصندوق، ويكتمل هيكل الإدارة بلجنة فنية تتألف من كبار الخبراء الفنيين من الجهات المشاركة في عموم سوريا، تتلقى دعمها من أمانة الصندوق التي تدير العمليات اليومية، وفق ما ذكر عبد المولى. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات