تركز إسرائيل على استهداف المعابر الحدودية، الشرعية وغير الشرعية، بين سوريا ولبنان، بهدف قطع طرقِ إمداد “حزب الله” اللبناني بالأسلحة والذخائر عبر إيران مروراً في الأراضي السورية، حيث تُعتبر مدينة القصير بريف حمص الجنوبي، المعقل الأبرز لـ “الحزب”.
الجيش الإسرائيلي، هاجم مساء أمس الأربعاء، طرق التهريب من سوريا إلى لبنان، بينما قالت وكالة الأنباء الرسمية “سانا“، إنّ “عدواناً إسرائيلياً استهدف منطقة القصير في ريف حمص الجنوبي”، فيما حاولت الدفاعات الجويّة السورية اعتراض الصواريخ الإسرائيلية.
هذه الغارات جاءت بعد ساعات من إعلان روسيا، أنّ ضبط مرور الأسلحة الإيرانيّة عبر الحدود السورية إلى “حزب الله” في لبنان ليست من مهام الجيش الروسي.
مواقع عسكرية مشتركة
الغارات الإسرائيلية على مدينة القصير، استهدفت مواقع عسكرية مشتركة لـ الجيش السوري و”حزب الله” اللبناني، إلى جانب جسور على الحدود السورية اللبنانية، بحسب مصدر عسكري سوري.
الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت حاجز الضبعة لـ الجيش السوري وحاجز المشتل لـ “الفرقة الرابعة”، قرب مدينة القصير على طريق ربلة، وحاجز أمن “الفرقة الرابعة” على جسر بقرية الجوبانية، وجسر الدف وجسر العدار في ريف القصير قرب الحدود السورية اللبنانية، وفق “المرصد السوري”.
وتجددت الغارات الجوية على جسر تل مندو وجسر العرجون وجسر بيت خضر على الحدود بين سوريا ولبنان.
وكالة “سانا” ذكرت أن أضراراً مادية كبيرة وقعت في عدد من الجسور والطرقات على الحدود مع لبنان بريف حمص الغربي “جراء عدوان جوي إسرائيلي”، ما أدّى إلى خروجها من الخدمة.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة “إكس”، قال إن طائرات حربية أغارت، بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية، على “محاور نقل تابعة للنظام السوري على الحدود السورية اللبنانية والتي تم استخدامها لنقل وسائل قتالية إلى حزب الله.”
بيان أدرعي، اعتبر أنّ استهداف المحاور بمثابة ضربة أخرى لقدرات “الوحدة 4400″، التابعة لـ “حزب الله“، على نقل الأسلحة “التي يتم استخدامها في مخططات إرهابية ضد قوات جيش الدفاع والجبهة الداخلية الاسرائيلية.” إذ إن هذه الوحدة هي المسؤولة عن نقل الوسائل القتالية من إيران عبر سوريا إلى لبنان.
ونقل موقع “+963” المحلي، عن المصدر العسكري، تأكيده وقوع قتلى وجرحى في صفوف “حزب الله” والجيش السوري جراء الهجمات الإسرائيلية الواسعة بريف حمص، بينما قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن 15 عنصراً، من “الفرقة الرابعة” و”حزب الله” وآخرين من جنسيات مجهولة، أُصيبوا في الغارات.
القصير في مرمى النيران
بعد الحرب على لبنان، ارتفعت وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية لمدينة القصير، القريبة من الحدود اللبنانية، إذ تقول تل أبيب، إنها تريد قطع طرق إمداد “حزب الله“، القادمة من إيران عبر سوريا.
ورصدت الأمم المتحدة 47 غارة جوية نفذها الجيش الإسرائيلي على الأراضي السورية منذ 26 أيلول/سبتمبر الماضي.
29 غارة جوية إسرائيلية على الأقل استهدفت الريف الجنوبي لمحافظة حمص السورية وسط البلاد، وما لا يقل عن 18 غارة على نقاط العبور الحدودية بين لبنان وسوريا، وفق تقرير لـ “وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (الأونروا).
التقرير أوضح أنّ القصف شمل القصير في ريف حمص ومنطقة السيدة زينب في ريف العاصمة دمشق، حيث تستضيف أعدادا كبيرة من العائلات النازحة. وقد اضطرت الأونروا إلى تأجيل بعثتين إلى دمشق لأسباب أمنية نتيجة هذه الغارات.
موسكو تخلي مسؤوليتها
المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، قال أمس الأربعاء، إن مطالب إسرائيل بضبط مرور الأسلحة الإيرانية عبر الحدود السورية إلى “حزب الله” في لبنان ليست من مهام الجيش الروسي.
وجاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة “نوفوستي” الروسية، إذ قال لافرنتيف إن “رغبة إسرائيل في الحصول على ضمانات من الجانب الروسي بشأن وقف أي نقل محتمل للمواد العسكرية عبر سوريا إلى لبنان لصالح الجماعات الشيعية، ستتطلب إقامة نقاط تفتيش جديدة على الحدود، وهي مهمة ليست ضمن تفويض القوات الروسية في سوريا.”
القوات الروسية توجد في سوريا حصراً لمحاربة الإرهاب، و”ليس من ضمن مهامها، وليس من خصائص مهمتها، مراقبة الحدود أو إقامة نقاط تفتيش”، بحسب لافرنتيف.
وأضاف أن “هذه المهام يجب أن تقع على عاتق السلطات اللبنانية والنظام السوري بشكل مباشر”، مؤكداً أنه “لا نستطيع التأثير في هذا الأمر، وضمان تنفيذ هذه التعهدات أمر في غاية الصعوبة”.
وأشار المسؤول الروسي إلى أنه “حتى من الناحية العملية، لا يمكننا ضمان ذلك، فنحن أولاً في أرض سورية ذات سيادة ومستقلة، ولا يمكننا إقامة حواجز مادية لضمان إغلاق كل هذه الطرق”.
وكان لافرنتيف أكد في وقت سابق أمس الأربعاء، أن روسيا لا تسمح باستخدام قاعدة حميميم الجوية من قبل إيران لنقل السلاح إلى “حزب الله” في لبنان، واصفاً المعلومات بشأن ذلك بأنها “مجرد شائعات”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.