في حين أعلنت فصائل “المعارضة السورية”، السيطرة على قرى جديدة بريف حلب الشمالي، قال الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، إن سوريا تقف على منعطف تاريخي يستدعي إنهاء الصراع وإيقاف آلة القتل التي حصدت أرواح السوريين وتسببت بتشريدهم وتهجيرهم على مدار سنوات، في سياق تعليقه على التطورات الأخيرة التي تشهدها الشمال السوري في حلب وريف إدلب وحماة.
وشدد الهجري في بيان، اليوم الأحد، على حق أصحاب الأرض في العودة إلى ديارهم واستعادة حقوقهم المشروعة، في إشارة إلى أهالي حلب وحماة وريف إدلب، وفق ما نقلته “السويداء 24”.
سوريا.. الهجري يدعم السوريين
وأكد الهجري على أن المواطن السوري هو من دفع الثمن الأكبر للصراع الممتد، مشددا أن “سوريا يجب أن تكون لجميع أبنائها دون تمييز أو إقصاء، مع احترام مبادئ الحرية والكرامة”، وفق “السويداء 24”.
ووجه الهجري “دعوة صادقة لجميع الأطراف لتجنب أي عمليات انتقامية، سواء ضد المدنيين أو العسكريين”، وأضاف بالقول: “مثل هذه الأفعال لن تؤدي إلا إلى تعميق الجراح وتعطيل جهود السلام والمصالحة الوطنية”.
كما ودعا الهجري المجتمع الدولي والأطراف المعنية بالشأن السوري إلى العمل الجاد لتحقيق انتقال سياسي شامل وعادل، يعالج جذور الأزمة السورية، ويضع البلاد على طريق التعافي، مشيرا إلى أن “هذا الانتقال يجب أن يفتح الباب لبناء دولة جديدة قائمة على الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان”.
وخلص في بيانه بتجديد التزامه بدعم السلام والاستقرار في سوريا، قائلا: “نحن ملتزمون بالدعوة إلى أن تكون سوريا وطنا آمنا يحتضن جميع أبنائها دون استثناء. ندعو الجميع إلى العمل من أجل سوريا جديدة، قائمة على العدالة والاحترام المتبادل”.
آخر التطورات الميدانية
ميدانيا، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، بقتل 5 أشخاص بغارات روسية قرب جامعة حلب.
بينما أعلنت فصائل “الجيش الوطني” السيطرة على قرى مرعناز وناحية الخفسة وبرج القاص وتل عجاز بريف حلب.
وقالت وسائل الإعلام المحلية، إن العميد عدي غصة رئيس فرع الأمن العسكري بحماة، قد قتل جرّاء هجوم بطائرة مسيّرة فصائل “المعارضة” بمكان تواجده.
فيما أكدت مصادر أمنية أن غصة قتل قرب مدينة صوران بريف حماة الشمالي، مشيرة إلى أنه كان في جولة تفقدية على محاور المنطقة مع رئيس أركان قوات الجيش السوري اللواء عبد الكريم إبراهيم.
كما وقد أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” التابعة لفصائل “المعارضة” عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الجيش السوري بعد استهدافهم بين مدينتي صوران وطيبة الإمام.
وبحسب مصادر لقناة “العربية”، فقد بدأ فصائل “الجيش الوطني السوري” اقتحام مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي.
وأشارت مصادر إعلامية، تقدم الفصائل في منطقة تل رفعت بريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وأعلنت قيادة عملية “فجر الحرية” التابعة لفصائل “المعارضة” السيطرة على قرى المالكية وشواغرة وطاط مراش والجوز.
وكان “المرصد السوري”، قد أكد في وقت سابق من اليوم الأحد، أن الفصائل سيطرت على مدينة حلب بالكامل، باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الكُردية، ما يجعل المدينة لأول مرة خارج سيطرة قوات حكومة دمشق منذ اندلاع النزاع” عام 2011.
“الإدارة الذاتية” تعلن حالة “التعبئة”
وعلى إثر هجمات فصائل “المعارضة” لمناطق تل رفعت، أعلنت “الإدارة الذاتية” الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، التعبئة العامة في مناطقها.
واعتبرت “الإدارة الذاتية” في بيان أن عمليات المعارضة “تهدد كل سوريا، وتستهدف مشروع الإدارة الذاتية”، معتبرة أن هجوم الفصائل “يمثل استكمالا للمخطط الذي فشلت في تحقيقه تركيا من خلال تنظيم داعش، وهدفه احتلال سوريا وتحقيق حدود (الميثاق الملي) الذي سعت الدولة التركية مرارا لتنفيذه”.
ولفتت “الإدارة الذاتية” في بيانها إلى أن هذا الهجوم “يستهدف احتلال وتقسيم سوريا، وتحويلها إلى بؤرة للإرهاب الدولي، الهجوم الذي بدأ في حلب وحماة لا يقتصر على منطقة معينة فحسب، بل يهدد كل سوريا”.
ودعت “الإدارة الذاتية”، المجتمع الدولي لإيقاف هذا الهجوم “الذي سيتسبب في كوارث إنسانية كبرى، حيث يمثل تهديدا ليس فقط لسوريا، بل هو شكل جديد من الإرهاب الداعشي الذي ستكون له تداعيات إقليمية وعالمية خطيرة”.
هذا وجاء دخول الفصائل إلى مدينة حلب الاستراتيجية بشكل مباغت، وبعد هجوم شنته يوم الأربعاء الفائت تحت عملية “ردع العدوان”، استهدف أولا قرى وبلدات تقع في ريف حلب الغربي، وكذلك ريفها الجنوبي.
والفصائل المشاركة في هذه العملية هي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) الفصيل الأساسي، بالإضافة إلى فصائل أخرى تدعمها تركيا، ومجموعات عسكرية أخرى في شمال غربي سوريا.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.