لم تستوعب بعد حكومة دمشق والرئيس السوري بشار الأسد، انهيار الجيش السوري الكبير في حلب والسيطرة السريعة لفصائل “المعارضة السورية” عليها، فكيف أصبحت هذه المدينة نكسة للأسد وإيران؟ وما هي السيناريوهات المقبلة في سوريا؟

حلب و”تضخم نظرية المؤامرة”!

السيناريو “المفاجئ” لاستعادة “المعارضة السورية” السيطرة على مدينة حلب بسرعة غير متوقعة، يشكل “نكسة كبيرة” للأسد وإيران، على مختلف الأصعدة، العسكرية والمعنوية والسياسية واللوجستية، بحسب مقالة نشرتها صحيفة “ترك برس”، بعنوان “تحرير حلب والتحدي الصعب”.

كاتب المقالة التحليلية، مصطفى حامد أوغلو، قال إن “ضخامة الحدث” تدفع السوريين إلى ترجيح عدد من السيناريوهات، منها، التسليم لا الاستسلام، بالإضافة إلى خطط دولية معدة مسبقا، على حد تعبيره.

ويسلط الكاتب، الضوء على “تضخم نظرية المؤامرة”، مشيرا إلى أنها باتت تسيطر على أفكار الكثيرين، ما يدفعهم للشعور “باليأس والقنوط والاستسلام”، وفق قوله.

مقاتل يحمل سلاحه وهو يقف أمام مركبة عسكرية شمال حلب – (آنترنت)

وبحسب ما ورد في الصحيفة التركية فإن مبررات عدة ساهمت في أن يكون “الانهيار” للجيش السوري أمرا ليس بمستغرب، منها: عناصر المفاجئة والسرية والمباغتة والاستعداد العسكري “الذي فاق التصورات”.

السيناريوهات المقبلة: ما أكثرها خوفاً؟

حامد أوغلو، حدّد ما قد يحصل في سوريا في 4 سيناريوهات محتملة، أولها وقف العمليات العسكرية عند حدود حماة بدون دخولها، مؤكدا أن “تجميد العمليات بهذه الحدود الحالية، قد يُعد مكسبا للجميع”.

السناريو الثاني يتمثل في اتفاق روسي – عربي و”سكوت” أميركي “للقضاء على هيئة تحرير الشام، من خلال تشديد الضربات عليها في حلب وإدلب وإضعافها كما حصل بغزة”، ما سيعيد في رأيه، مسيرة الحل السلمي وسقف جديد أعلى لـ “المعارضة السورية”.

السيناريو الثالث، هو “ما يخشاه الجميع باستثناء السوريين”؛ ويتمثل باستمرار تقدم “تحرير” المناطق والمدن نحو حماة وحمص ودمشق، وتحرك الجنوب السوري والسويداء ودير الزور، ما يفسره الكاتب بأنه يعني سقوط حكومة دمشق.

منذ فجر الأربعاء الماضي، أعلنت فصائل “المعارضة السورية” المدعومة من تركيا، بدء عملية عسكرية سمّتها “ردع العدوان”، ومساء الجمعة، أعلنت دخول مدينة حلب، قبل فرض سيطرتها عليها وعلى مطارها الدولي.

كما بدأت فصائل في ريف حلب معركة “فجر الحرية”، سيطرت من خلالها على مناطق بريف حلب لتتوسع رقعة المناطق التي صارت تحت قبضة “المعارضة”.

كذلك سيطرت فصائل “المعارضة السورية”، على عشرات المدن والقرى بمحافظتَي إدلب وحماة، فيما انسحب الجيش السوري من مواقعه “بشكل مؤقت”، تمهيدا لـ “هجوم مضاد” بهدف استعادة السيطرة على حلب والمناطق الأخرى، كما يقول.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات