ما يزال الحديث يدور حول مستقبل روسيا في سوريا، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، الذي عقد اتفاقيات طويلة الأجل مع موسكو، أبرزها اتفاقيتا قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية.

يأتي ذلك في حين أوردت وكالة “تاس” الروسية -نقلا عن مصدر دبلوماسي- أن روسيا تسعى إلى الحفاظ على الوضع القانوني لقواعدها في اللاذقية وطرطوس في سوريا. بينما فرضت “إدارة العمليات العسكرية” حصارا على حميميم.

فلول من النظام في حميميم

أحد عناصر “إدارة العمليات العسكرية” ظهر في تسجيل مرئي من أمام قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، إذ تحدث عن تطبيق إجراءات أمنية على القاعدة لمنع دخول أي ضابط من فلول النظام المخلوع.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي خطابا خلال زيارته قاعدة حميميم في سوريا – انترنت

في حين جرى تداول أنباء، أمس الجمعة، عن دخول قوات “العمليات العسكرية” إلى قاعدة حميميم، واعتقال عدد من ضباط النظام السابق، لكن مسؤول في مكتب العلاقات العامة والإعلام في “الإدارة العسكرية” السورية نفى تلك الأخبار المتداولة، واصفاً إياها بـ “الشائعات”.

هناك وفد من “إدارة العمليات” يقوم بالتشاور مع القيادة الروسية بخصوص البقاء في سوريا وبخصوص وجود ضباط من النظام السابق داخل مطار حميميم، وفق ما ذكر مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، رامي عبد الرحمن.

وكانت أخبار جرى تداولها عن وجود ضباط من نظام الأسد في القاعدة، بينما قال موقع “صوت العاصمة” المحلي، إن ضباطا روس ينسقون لسفر ضباط وعائلاتهم عبر مطار حميميم مقابل مبالغ مالية، تصل إلى 30 ألف دولار أميركي.

الموقع المحلي أشار -نقلا عن مصادر- إلى أن العديد من التجار ورجال الأعمال وآخرين مقرّبين من النظام السابق، إضافة إلى عسكريين سابقين يُنسقون مع وسطاء في قاعدة حميميم للخروج من سوريا. ولفت إلى مغادرة ابن علي كيالي المعروف بـ “معراج أورال”، المتهم بالمشاركة بمجزة بانياس عام 2013، الأراضي السورية عبر مطار حميميم.

مباحثات مع دمشق

تسعى روسيا إلى الحفاظ على الوضع القانوني لقاعدتيها في اللاذقية وطرطوس، وفق وكالة “تاس” الروسية، حيث تُجري موسكو مباحثات مع السلطات السورية بدمشق، تتركز على ضمان عدم اعتبار الأعمال العسكرية وتغيير النظام سببا لفسخ الاتفاقيات طويلة الأجل بشأن تلك القواعد، حسب مصدر دبلوماسي روسي.

طائرة حربية روسية في قاعدة حميميم بمحافظة اللاذقية على الساحل السوري- 3 من تشرين الأول/أكتوبر 2015 – انترنت

المصدر الدبلوماسي الروسي، الذي وصفته “تاس” بأنه مطلع على المفاوضات بهذا الشأن، أكد أن السلطات الجديدة في سوريا لا تعتزم إنهاء الاتفاقيات بشأن القواعد الروسية في المستقبل المنظور.

وأشار إلى أن الأطراف تناقش أيضًا حجم القوات الروسية، وقال إن “الجانب السوري لا ينوي إنهاء الاتفاقيات حتى انتهاء المفاوضات”.

القائد الفعلي المؤقت لسوريا، أحمد الشرع، قال في مقابلة مع “BBC”، إن سوريا وروسيا تتمتعان بعلاقات استراتيجية قديمة، مضيفاً: “مهتمون ببناء علاقات استراتيجية مع روسيا على أساس سيادة سوريا واستقلال قرارها”.

وقال إن الروس يمكنهم البقاء في سوريا مبدئياً، و”لا أعتقد أن سوريا يمكن أن تنفك بشكل سريع عن روسيا”. بينما لفت إلى عدم وجود استعجال من طرفه لخروج روسيا من سوريا، وأن هناك قنوات تواصل مع الروس”، لكنه اعتبر أن “هناك اتفاقيات جائرة جرت بين النظام السابق وروسيا”.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال في مقابلة مع وسائل إعلام روسية وأجنبية، الخميس الفائت، إن روسيا تناقش مع السلطات السورية الجديدة مسائل ضمان أمن مواطنيها وسفارتها في دمشق، مع التأكيد على استعداد موسكو للحوار بشأن قضايا أخرى، وفق وكالة تاس الروسية.

واتهمت الاستخبارات الروسية أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية بمحاولة تنظيم هجمات ضد القواعد العسكرية الروسية في سوريا، بهدف دفع موسكو لإخلاء تلك القواعد، وفق وكالة “رويترز”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات