ما تزال الحملات الأمنية وفرض الأمن في سوريا يشكل تحديا كبيرا أمام الإدارة السورية الجديدة، بينما تشهد بعض المناطق تجاوزات وانتهاكات نتيجة بعض الأفعال غير القانونية، خاصة في محافظات الوسط.
وأطلقت القوات الأمنية في ريف حمص الغربي حملة عسكرية واسعة النطاق تهدف إلى إلقاء القبض على “عناصر خارجة عن القانون” وضبط السلاح في المنطقة، في حين تحدثت مصادر محلية عن أن العمليات شهدت تجاوزات وانتهاكات، بينها سقوط قتلى، مما دفع الجهات الرسمية لإصدار تعقيب حول الملف.
قتلى وانتهاكات
القوات الأمنية نفذت حملة تمشيط دقيقة في قرى ريف حمص الغربي، بينها قريتي فاحل ومريمين، حيث استهدفت عناصر خارجة عن القانون، بينما استمرت العملية عدة ساعات، انسحبت بعدها القوات بعد تحقيق أهدافها.

في حين نشرت ما تُعرف باسم “مجموعة السلم الأهلي” بياناً أشارت فيه إلى توثيق وقوع 13 قتيلاً في ظروف مختلفة أثناء الحملة، موضحة أن من أبرز الحالات، إلقاء القبض على الشاب “فادي ش” في قرية خربة الحمام، قبل أن يتم إعدامه ميدانياً، بينما عُثر لاحقاً على جثة المواطن “فراس ق” على تقاطع قرية الغزيلة، بعد أن تم اعتقاله أثناء عمليات التمشيط.
وحمّل البيان الإدارة السورية الجديدة مسؤولية حماية المدنيين وضمان محاسبة كل من ثبت تورطه في هذه الانتهاكات وتعويض المتضررين، بينما شدد على ضرورة التزام القوات المنفذة لحملات التمشيط بالقانون واحترام حقوق الإنسان وكرامته، وطالبت بالسماح الفوري لفرق الإسعاف بالدخول إلى المناطق المتضررة لإنقاذ المصابين.
البيان أشار إلى استخدام أساليب غير قانونية من قبل بعض الجهات العسكرية، تضمنت احتجاز أبناء المطلوبين للضغط على ذويهم لتسليم أنفسهم، إذ لم تقتصر الانتهاكات على القتل والاعتقالات التعسفية، بل شملت أيضاً الإذلال العلني والاعتداءات الجسدية.
“المرصد السوري لحقوق الإنسان” قال إن مسلحين مجهولين يرتدون الزي العسكري اقتحموا قرية فاحل في ريف حمص الغربي، وأعدموا ميدانيا 13 شخصا، كما اعتقلوا 53 آخرين، وسط مخاوف من إعدامهم، فيما سادت حالة من الذعر بين الأهالي رافقها تشديد أمني ومنع الأهالي من الاقتراب من الجثث.
وأضاف في خبر لاحق، أن “إدارة العمليات العسكرية” اعتقلت عشرات العناصر من الفصائل التي شاركت في العمليات الأمنية في ريف حمص، بتهمة ارتكاب انتهاكات في قرى ريف حمص الشمالي والغربي خلال الأيام الفائتة.
تعقيب رسمي
وكالة “سانا” للأنباء نقلت عن المكتب الإعلامي في محافظة حمص قوله، إن القوات الأمنية نفذت حملة تمشيط دقيقة في قرى ريف حمص الغربي، استهدفت عناصر خارجة عن القانون، واستمرت العملية عدة ساعات، انسحبت بعدها القوات بعد تحقيق أهدافها.

وأضاف المكتب: “ندين ونستنكر ما شهدته قرية مريمين من إساءة للمعتقدات والمقدسات الدينية وانتهاكات غير مقبولة عقب انسحاب القوات الأمنية، حيث استغلت مجموعة إجرامية هذا الظرف لارتكاب تجاوزات بحق الأهالي، منتحلة صفة أمنية، ونؤكد أن أي تجاوزات من قبل أفراد أو مجموعات سيتم التعامل معها بحزم وفق القوانين النافذة”.
وأشارت “سانا” إلى إلقاء القبض على عدد من المشتبه بهم وتحويلهم إلى القضاء المختص لينالوا جزاءهم العادل، مع استمرار التحقيقات لكشف جميع المتورطين وضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث. حيث جاء ذلك بعد تلقي الشكاوى من أهالي قرية مريمين وإجراء تحقيقات مكثفة.
“نؤكد التزامنا بإعادة الحقوق إلى أصحابها وتعويض جميع المتضررين عن الخسائر التي لحقت بهم جراء هذه التجاوزات، وسيتم تشكيل لجنة مختصة لمتابعة تقييم الأضرار والتعويض وفق آليات شفافة تضمن حقوق الأهالي كاملة، بالتنسيق مع الجهات المختصة”، أضاف المكتب الإعلامي.
وأكد على التعاون مع الأهالي على تعزيز الإجراءات الأمنية في القرية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، وذلك عبر وضع آليات رقابة فعّالة، وتعزيز التواصل المباشر مع سكان القرية لإبلاغ الجهات المعنية بأي تجاوزات بشكل فوري.
وزار محافظ حمص الدكتور عبد الرحمن الأعمى، يرافقه قائد الشرطة ومسؤول العلاقات في المحافظة قرية مريمين للقاء الأهالي، وذلك على “خلفية الأحداث المؤسفة التي شهدتها القرية نتيجة تصرفات مجموعة إجرامية”، حيث أكد المحافظ على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن والاستقرار، والاستماع لمطالب الأهالي والعمل على معالجتها بالتنسيق مع الجهات المختصة، وفق “سانا”.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة
الأكثر قراءة

وعود حكومية بلا تنفيذ.. هل توقفت بوادر حلول الأزمات السورية؟

وزير النقل السوري يتحدث عن آليات جديدة لتسعير السيارات.. ماذا قال؟

وزير الداخلية السوري: التعاون مع روسيا يخدم دمشق

وزارة الداخلية دفعت محمد الشعار إلى تسليم نفسه.. ماذا قالت؟

وثّقَ تعذيب السوريين بسجون الأسد.. تفاصيل جديدة عن “قيصر”

واشنطن تتحدث عن سحب قواتها من سوريا.. و”قسد” تؤكد عدم تلقيها خططا رسمية
المزيد من مقالات حول سياسة

درعا تُعيد بناء نفسها.. حملة تبرعات للمستشفيات والبدء بإزالة آثار الحرب

الشرع.. أول رئيس سوري يزور إدلب منذ سبعينيات القرن الماضي

طهران تتلقى “رسائل إيجابية” من الشرع.. تفاصيل

الشيباني من باريس يكشف مصير الأسد والعقود الروسية والبعثات القنصلية

السجناء السوريون بلبنان يضربون عن الطعام.. وهذا مطلبهم

وسط استياء شعبي.. روسيا تؤكد استمرار المفاوضات على وجودها العسكري في سوريا

مؤتمر باريس حول سوريا ينتهي دون موافقة أميركية.. ما توجه إدارة ترامب تجاه دمشق؟
