زيارة الوفد الروسي إلى العاصمة دمشق، والتي كانت الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد، واللقاء مع رئيس الإدارة الجديدة في سوريا، والذي استمر نحو 3 ساعات، خفاياه تبدو وكأنها تنكشف تدريجيا.

فقد قالت وكالة “رويترز” نقلا عن مصدر سوري مطلع، اليوم الأربعاء إن رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع “طلب من موسكو تسليم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد”، الذي فر إلى روسيا عندما أطاحت به فصائل “المعارضة السورية” في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي.

“تسليم الأسد”

وأضافت “رويترز” أن أحمد الشرع طلب من روسيا تسليم مساعدي الأسد المقربين الذين فروا معه إلى موسكو، وذلك خلال محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف.

لقاء أحمد الشرع مع الفود الروسي في العاصمة دمشق- “إنترنت”

وأشارت “رويترز” إلى أن المتحدث باسم “الكرملين” دميتري بيسكوف رفض التعليق على إذا ما كانت الإدارة في دمشق تطالب بتسليم الأسد.

كذلك، أحجم “الكرملين” عن التعليق على سؤال بشأن تقرير سوري يفيد بأن دمشق تسعى إلى الحصول على تعويض من روسيا.

وقال “الكرملين”، اليوم الأربعاء، إن روسيا تعمل على بناء حوار مع الإدارة الجديدة في سوريا، وسط مساعي موسكو إلى تأمين مستقبل قاعدتين عسكريتين هناك.

ولفت “الكرملين”، إلى أن حوار موسكو مع السلطات السورية الجديدة سيستمر، مشددا على أهمية تواصل الوفد الروسي مع السلطات السورية الجديدة.

تابع المتحدث باسم “الكرملين”، دميتري بيسكوف: “هذه زيارة مهمة، وتواصل مهم، لأن من الضروري بناء حوار مستمر مع السلطات السورية والحفاظ على ذلك (الحوار)، وهذا ما نقوم به، وسنواصل العمل بذلك”.

“دفع تعويضات”

وضغطت الحكومة السورية الجديدة على روسيا للحصول على تعويضات، خلال أول محادثات لها مع وفد “الكرملين”، منذ الإطاحة بنظام الأسد.

وبحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”، فإن دمشق تريد من روسيا التي دعمت الأسد خلال الحرب الدموية في البلاد، “إعادة بناء الثقة من خلال تدابير ملموسة، مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي”.

وأضاف البيان أن “الإدارة الجديدة شددت أيضا على أن استعادة العلاقات يجب أن تعالج الأخطاء الماضية”، بينما لم يوضح البيان نوع التعويض الذي تطالب به سوريا من روسيا.

فيما سبق لروسيا أن أشارت إلى مفاوضات جارية مع إدارة أحمد الشرع، خاصة مع ملفات تبدو استراتيجية، تتصل بالتواجد العسكري الروسي وقواعدها في غرب سوريا، فهناك قاعدة جوية في حميميم وأخرى في طرطوس البحرية. 

وهي ملفات بحاجة إلى حسم لن يكون سهلا أو سريعا في كافة الأحوال، وبحاجة إلى إرادة سياسية لأخذ موقف تام ونهائي بصدده. ومن ثم، تحديد شكل العلاقة مع موسكو تكون قائمة على التعاون والمصالح المشتركة، بخلاف ما كان واقعا في السابق، وأن ينتهي الفضاء السوري كمجال حيوي لإدارة المصالح الروسية على حساب دمشق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
1 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة