بعد تقارير إعلامية تحدثت عن نية واشنطن سحب قواتها من سوريا، أكدت “قوات سوريا الديمقراطية” عدم تلقيها أي خطط رسمية بشأن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من شمال وشرق البلاد.

إذ أكدت شبكة “إن بي سي نيوز” أن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، تعمل على وضع خطط لسحب جميع قواتها من سوريا. في حين أعلنت الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية والتنظيمات النسائية، والإدارة الذاتية الديمقراطية، انضمامهم كمجموعة إلى صفوف “قوات سوريا الديمقراطية”.

خطط الانسحاب

الشبكة الأميركية، نقلت عن مسؤولين في “البنتاغون” أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ومسؤولين مقربين منه أعربوا مؤخراً عن اهتمامهم بسحب القوات الأميركية من سوريا، مما دفع مسؤولي البنتاغون إلى البدء في إعداد خطط للانسحاب الكامل خلال 30 أو 60 أو 90 يوماً.

بحسب مسؤولين دفاعيين أميركيين، أمضى مستشار الأمن القومي الجديد، مايك والتز، يوم الجمعة الماضي في مقر القيادة المركزية الأميركية بولاية فلوريدا، حيث التقى كبار القادة العسكريين وحصل على إحاطات حول الأوضاع في الشرق الأوسط. 

وفي تعليقه على تلك الاجتماعات، قال مسؤول في البيت الأبيض إن الخفض المحتمل للقوات الأميركية في سوريا لم يكن موضوع الإحاطة أو الهدف من زيارة والتز. 

“من الجيد أن يزور والتز القيادة المركزية الأميركية للحصول على فكرة شاملة عن المنطقة”، بحسب المسؤول الأميركي.

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زار البيت الأبيض يوم أمس الثلاثاء، ومن المقرر أن يزوره الملك الأردني عبد الله الثاني الأسبوع المقبل. 

وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت في وقت سابق، عن اتفاق محتمل بين أنقرة وواشنطن يقتضي بسحب القوات الأميركية من شمال سوريا في حال وافقت أنقرة على شرط أميركي، وهو ما أثار قلقاً في الأوساط الإسرائيلية.

الرئيس الأميركي،  علَّق على التقارير التي تفيد بعزمه سحب القوات الأميركية من سوريا، إذ قال في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: “لا أعلم من قال هذا، إلا أننا سنتخذ قراراً بشأن سوريا”.

يأتي ذلك بينما أقرّ وزير الدفاع الأميركي الأسبق، آشتون كارتر، خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأميركي بأن “قوات سوريا الديمقراطية” تتبع “حزب العمال الكردستاني”، بحسب ما قال الناطق السابق باسم “قسد” العقيد طلال سلو، خلال مقابلة عبر قناة “العربية“، إذ تعتبر واشنطن “الحزب” منظمة إرهابية.

وتقول الولايات المتحدة منذ سنوات إن لديها 900 جندي في سوريا، ضمن “التحالف الدولي” ومع “قوات سوريا الديمقراطية” لمنع عودة تنظيم “داعش” والحد من النفوذ الإيراني في المنطقة. لكن وزارة الدفاع الأميركية كشفت أنها ضاعفت عدد قواتها في سوريا، قبل سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، إلى نحو 2000 عنصر.

ماذا قالت “قسد”؟

“قوات سوريا الديمقراطية” قالت إنها لم تتلقَّ أي خطط رسمية بشأن انسحاب القوات الأميركية من شمال وشرق سوريا، وذلك عقب تقارير إعلامية عن إعداد وزارة الدفاع الأميركية خططاً لسحب جميع قواتها من البلاد.

وقال المتحدث باسم “قسد”، فرهاد شامي، لوكالة “رويترز” للأنباء، إن “داعش والقوى الخبيثة الأخرى ينتظرون فرصة الانسحاب الأميركي لإعادة النشاط والوصول إلى حالة 2014”.

يأتي ذلك بينما أعلنت الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية والتنظيمات النسائية، والإدارة الذاتية الديمقراطية، الانضمام كمجموعة إلى صفوف “قوات سوريا الديمقراطية”، تلبيةً لقرار التعبئة العامة.

وأكدت في بيان أدلت به في مدينة القامشلي، أن “هذه مسؤولية تقع على عاتق جميع مواطنينا والإداريين والشبيبة. في هذه المرحلة التاريخية، يجب أن نلبّي النداء ونتحمل مسؤوليتنا.”

ولم تفض المفاوضات بين دمشق و”قسد” إلى نتائج ملموسة حتى الآن، بينما قال الرئيس السوري، أحمد الشرع، في مقابلة مع صحيفة “الإيكونوميست”، إنه غير متفائل بالتوصل إلى اتفاق مع “قسد”، مشيراً إلى إحدى النقاط الخلافية الهامة والمتمثلة بعدم موافقة الشعب السوري على فكرة الفيدرالية.

وتطالب “قسد” بالدخول إلى الجيش السوري الجديد تحت مظلة وزارة الدفاع ككتلة واحدة، الأمر الذي ترفضه دمشق بشكل قاطع.

• “قتل وحرق ودمار”.. شهادات جديدة توثق مجازر الساحل السوري
• تفاعل واسع مع محمد رمضان وبائع مناديل سوري
• وزيرة خارجية ألمانيا تطّلع على الدمار في حي جوبر بدمشق
• استمرار الاعتصام المفتوح لموظفي شركة كهرباء السويداء.. ما المطالب؟
• وسط الغلاء وتآكل القدرة الشرائية.. كيف يشتري السوريون “كسوة العيد”؟