شهد سعر صرف الليرة السورية تحسّنًا ملموسًا أمام الدولار الأميركي في السوق الموازية، اليوم الثلاثاء، حيث تراجع سعر الصرف بنحو 12بالمئة مقارنة بالأسعار المسجلة يوم أمس. 

وافتتحت التداولات اليوم بسعر صرف بلغ 9,500 ليرة مقابل الدولار الواحد بالسوق الموازية، وهو أفضل مستوى تصل إليه العملة منذ 23 شباط/ فبراير الماضي، وحتى كتابة هذا التقرير تحرك سعر الصرف ووصل إلى 9,900 للمبيع، و9600 للشراء. 

أسباب وراء التحسّن 

تأثر سعر الصرف بالاتفاق الذي جرى مساء أمس بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، والذي يقضي بدمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لـ “لإدارة الذاتية الكردية” في إطار الدولة السورية. 

كما تأثر أيضًا بإعلان المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، انتهاء العملية العسكرية في محافظتي اللاذقية وطرطوس بمنطقة الساحل غربي البلاد، واستئناف المؤسسات العامة العمل، ذلك بعد أن شهد الساحل السوري اشتباكات في مناطق عدة واقتتالا داميا، اعتُبر الأعنف في سوريا منذ الإطاحة بنظام الأسد. 

وبحسب مصدر عامل في “مصرف سوريا المركزي” وصلت الدفعة الثالثة من الأموال السورية قادمة من روسيا إلى مطار دمشق الدولي والمقدرة بـ 600 مليار ليرة سورية، وفق موقع “صوت العاصمة” دون تعليق رسمي. 

وكان سعر الدولار وصل أمس الإثنين 11,200 ليرة، بالسوق الموازي، فيما أبقى “مصرف سوريا المركزي”، السعر الرسمي لصرف الليرة السورية مقابل الدولار، دون تغيير، وحدد المصرف في نشرتَي، “المصارف والصرافة”، و “النشرة الرسمية”، شراء الدولار بـ 13200 ليرة.  

وسجلت الليرة السورية انخفاضاً حاداً في الفترة الماضية، حيث تجاوز سعر الصرف عتبة 15 ألف ليرة مقابل الدولار بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية، إلا أنها بدأت لاحقاً في التعافي التدريجي، لتلامس 10,000 ليرة مقابل الدولار. 

استمرار ارتفاع الأسعار 

يرى مراقبون أن السعر الجديد ليس حقيقيًا، وإنما ناتج عن مضاربات في السوق السوداء، إذ لا يزال “مصرف سوريا المركزي” ثابتًا على سعر الصرف الرسمي البالغ 13,200 ليرة سورية لكل دولار منذ 9 آذار/ مارس الجاري. 

على الرغم من التحسّن الملموس في سعر صرف الليرة السورية، إلا أن الأسواق شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المواد الغذائية بنسبة تجاوزت 15بالمئة، مع دخول شهر رمضان المبارك، مما زاد من صعوبة الأعباء المعيشية التي تتحملها الأسرة السورية. 

وارتفعت أسعار الخضراوات والفواكه في العديد من الأسواق السورية أكثر من 100 بالمئة خلال الأسبوع الثاني من شهر رمضان، لتصل إلى مستويات قياسية في ظل الطلب الزائد على المواد والسلع.  

فيما ارتفعت أسعار المواد التموينية بنسبة تراوحت بين 1,000 و2,000 ليرة لكل كيلوغرام، ما زاد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين. 

يشار إلى أنه خلال الفترة الماضية أصدرت “الإدارة السورية الجديدة” قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة