محمد صالح من شاعر “تأملات” إلى وزير “تحريضات”: “فصيح العرب” شاعر البلاط الجديد؟

محمد ياسين صالح، اسم لمع في سماء الإعلام والثقافة السورية، قبل أن يتبوأ منصبًا رفيعًا في الحكومة السورية الانتقالية التي عيّنها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع نهاية الشهر المنصرم، فمن هو وزير الثقافة السوري؟ وكيف وجد نفسه مؤخرًا في قلب عاصفة من الجدل عقب تصريحاته؟

مسيرة إعلامية وأدبية صاعدة!

محمد صالح، صحفي وإعلامي وشاعر سوري، ولد عام 1985، ويبلغ من العمر 40 عامًا. حصل صالح على درجة البكالوريوس في علم اللسانيات من جامعة لندن “متروبوليتان” وماجستير في الترجمة من “جامعة وستمنستر” البريطانية.

ويمتلك سجلًا حافلًا في عالم الإعلام، حيث عمل في العديد من الصحف والمحطات التلفزيونية قبل أن يلتحق بشبكة “الجزيرة” عام 2012، وخلال مسيرته في القناة القطرية، تألق كمذيع وقدّم برامج لاقت صدى واسعًا مثل “مرآة الصحافة” و”المرصد”، قبل أن يطلق برنامجه الثقافي “تأملات” الذي يُعنى بالأدب ومكانة اللغة العربية.

لم يقتصر شغف صالح على الإعلام فحسب، بل امتد ليشمل اللغة العربية وآدابها، وهو ما تجلى في فوزه بلقب “فصيح العرب” في برنامج “فصاحة” الذي أنتجه “تلفزيون قطر” عام 2016، كما أثمرت تجربته الأدبية عن ديوان شعري حمل عنوان “القرية التي كنا فيها” صدر عام 2023. ويُعرف عنه أيضًا ولعه الخاص باللغة العربية.

محمد صالح وزيرًا للثقافة.. وتصريحات جدلية حول اللغة السريانية!

في 29 آذار/ مارس المنصرم، خطا محمد ياسين صالح خطوة جديدة في مسيرته بتوليه حقيبة وزارة الثقافة في الحكومة السورية الانتقالية، إلا أن هذا التعيين، الذي رآه البعض تتويجًا لمسيرته الثقافية، سرعان ما تبعه جدل واسع النطاق بسبب تصريحات أدلى بها حول اللغة السريانية مؤخرًا، فضلًا عن قصيدة اعتُبرت تحريضية، ناهيك عن تصريحه المثير حول المجازر التي حصلت في الساحل السوري.

وأكد المنتقدون، أن اللغة السريانية تنتمي إلى الفرع الآرامي من اللغات السامية، وهو فرع مستقل تمامًا عن الفرع العربي، رغم وجود علاقات تاريخية وتأثير متبادل بينهما، نافين بشدة ادعاءه حول أصل تسمية سوريا، ومعتبرين أن التقليل من شأن اللغة السريانية هو “إساءة مباشرة لتاريخ وهوية الشعب السرياني”.

قصيدة تُشعل نار الطائفية!

قبل أن يبدأ الجدل حول تصريحاته اللغوية، كانت وتيرة الانتقادات قد طالت محمد صالح بالتزامن مع تسنمه وزارة الثقافة، وذلك عقب انتشار مقطع فيديو يُظهره وهو يلقي قصيدة احتوت على أبيات اعتُبرت تحمل لغة تحريضية وطائفية، ومن بين الأبيات التي أثارت سخطًا واسعًا: “خذوا ثأر الكنائس والمساجد وأرضكم التي ظلت تجاهد.. أعيدوا للمجوس الصاع ألفاً وقولوا جاء أحفاد خالد”.

هذه الأبيات أثارت موجة عارمة من الاستنكار من قبل نشطاء ومثقفين ومنظمات حقوقية، الذين رأوا فيها خطاب كراهية صريحًا وتحريضًا على العنف الطائفي، خاصة في ظل الأوضاع المضطربة التي تشهدها سوريا والمنطقة.

واعتبر المنتقدون، أن مثل هذه اللغة لا تليق بشخصية عامة تتولى منصبًا وزاريًا، وأنها تتعارض بشكل مباشر مع مبادئ التسامح، وقد وُصفت القصيدة على نطاق واسع بأنها تحمل لغة تحريضية وطائفية تساهم في تأجيج الصراعات الدينية والمذهبية.

محمد صالح شاعر البلاط.. غضب من نفيه لمجازر الساحل السوري!

بالإضافة إلى كل ذلك، ازداد الجدل حول وزير الثقافة السوري، حين تداول ناشطون مقطع فيديو للوزير صالح، يثير القلق بشأن توجهاته، فقد جرى تداول فيديو نشره عبر منصة “إكس” يظهر فيه وهو يتحدث بالإنجليزية، مُشكّكًا بصحة الروايات حول المجازر التي ارتُكبت في الساحل السوري في آذار/ مارس الماضي بحق الطائفة العلوية، نافيًا وجود عنف طائفي.

إلى ذلك، عُرف عن صالح، آراؤه ذات التوجه الإسلامي، حيث صرح في أحد البرامج بأن “كل مكان يضع فيه سجادة صلاته هو وطنه”، ويُشير في تصريحات أخرى إلى السلطة الجديدة في سوريا بوصفهم بـ “الفاتحين”، معتبرًا أن “مدح الحاكم العادل انتقام من الطغاة”.

كما سبق وأن أثارت أبيات أخرى له ألقاها إبّان توزيره للثقافة في “قصر الشعب’، مثل “دمشق لنا إلى يوم القيامة”، جدلًا حول ما إذا كان يتبنى شعارا موازيًا لشعار «إلى الأبد» الذي رفعه النظام السابق، فبدا كأن سوريا أمام شاعر جديد للبلاط، لا مجرد وزير تقليدي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
1 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة