في قرار مفاجئ أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والثقافية السورية، أعلنت نقابة الفنانين في سوريا – فرع دمشق، عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك”، عن شطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي من سجلات النقابة.

تفاصيل شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين

قرار شطب سلاف فواخرجي، حمل توقيع نقيب الفنانين السوريين مازن الناطور، وحمل رقم /34/ق، وجاء استناداً إلى القانون رقم 40 لعام 2019 والنظام الداخلي للنقابة.

وكشف نص القرار، عن أن سبب هذا الإجراء الصارم يعود إلى ما وصفه البيان بـ “خروجها عن أهداف النقابة”، مستنداً في ذلك إلى المادة 58 من قانون النقابة، البند الثاني الفقرة “ب”.

واتهم القرار الفنانة فواخرجي، بالإصرار على “إنكار الجرائم الأسدية” والتنكر لـ “آلام الشعب السوري”، وهو ما اعتبرته النقابة خروجاً واضحاً عن المبادئ والقيم التي يُفترض أن يلتزم بها أعضاء النقابة.

انقسام حاد في الرأي العام

قرار شطب اسم سلاف فواخرجي من سجلات نقابة الفنانين السوريين، أحدث انقساماً حاداً في الرأي العام، فبينما رأى فريق من الجمهور أن القرار يحمل طابعاً سياسياً واضحاً ويهدف إلى تضييق الخناق على حرية التعبير وتكميم الأفواه، اعتبره فريق آخر خطوة ضرورية للحفاظ على ما وصفوه بـ “الخط الوطني” للنقابة والتأكيد على مواقفها تجاه الأحداث الجارية في البلاد.

وحتى لحظة كتابة هذه المقالة، لم يصدر عن الفنانة سلاف فواخرجي أي تعليق أو رد رسمي على قرار نقابة الفنانين السوريين، ويُتوقع أن تواجه فواخرجي تحديات مهنية كبيرة في الفترة المقبلة، خاصة وأن عضوية النقابة تعتبر شرطاً أساسياً لممارسة العمل الفني بشكل رسمي وقانوني داخل سوريا.

تأييد سابق وتحولات لاحقة

لم تكن سلاف فواخرجي بمنأى عن الأحداث السياسية المتسارعة التي شهدتها سوريا على مدى السنوات الماضية، فقبل سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، عُرفت بتأييدها العلني والصريح للنظام السابق.

وظهرت فواخرجي في العديد من المناسبات والمقابلات للدفاع عن النظام السابق، معتبرة إياه صمام أمان لسوريا، ووجهت انتقادات لاذعة للمعارضة السورية في تلك الفترة، كما كشفت عن لقاءات جمعتها ببشار الأسد وزوجته أسماء، مؤكدة أن الحديث كان يدور حول قضايا فنية بحتة.

وبعد سقوط نظام الأسد، غادرت فواخرجي دمشق، غير أنها أكدت على هويتها السورية وأملها في مستقبل أفضل لبلادها، داعية إلى الوحدة الوطنية وطي صفحة الماضي، وأعربت عن تعاطفها مع جميع السوريين المتضررين من الأزمة، ورفضت التصنيفات السياسية التي طالت الفنانين بناءً على مواقفهم السابقة.

وفي تطور لافت، اعترفت فواخرجي مؤخراً بوجود فساد وأزمات في مختلف المجالات خلال فترة حكم بشار الأسد، موضحة أن دعمها السابق لم يكن دفاعاً شخصياً بقدر ما كان تأييداً لسيادة الدولة السورية في مرحلة معينة، وأكدت أنها دفعت ثمناً باهظاً بسبب آرائها السياسية السابقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة