نشرت شبكة ميديا لاين الإخبارية منذ أيام تقريراً عن الخطر الإيراني الذي يقترب رويداً رويداً من أبواب إسرائيل. فقد يكون نشاط إيران الأخير المناهض لإسرائيل، وإن كان محدوداً حتى الآن، دليلاً على الأزمة التي تمر بها إيران اليوم في مواجهة العقوبات الأمريكية الجديدة من جهة والتحالف الإقليمي ضدها من جهة أخرى. فإسرائيل اليوم على يقين بأن صواريخ حماس والجهاد الإسلامي تنطلق بأوامر من دمشق وعلى وجه التحديد من الحرس الثوري الإيراني الذي يستوطن دمشق.

ويبين التقرير أن العديد من المحللين يعزون عدوانية الجهاد الإسلامية إلى رغبة طهران التي تحاول استغلال حالة عدم الاستقرار في المنطقة. فهذا النشاط يأتي بعد تسليم روسيا لأنظمة الدفاع الجوية S-300 للنظام السوري. الأمر الذي حدّ من حرية إسرائيل في التحرك لاستهداف البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا. لاسيما أن التقارير المتواترة تؤكد على تزويد إيران لحزب الله بأجهزة متطورة لتحديد المواقع GPS ستمكنه من تحويل قذائفه غير الدقيقة إلى صواريخ موجهة بدقة. مما يزيد من تهديدها لإسرائيل ومن ورائها مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.

ويضيف التقرير أن الأقمار الصناعية قد كشفت عن ثلاثة مواقع في بيروت تدّعي إسرائيل بأن إيران قد أنشأت فيها منشآت لتصنيع صواريخ قادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل. هذا بالإضافة إلى ما كشف عنه جيش الدفاع الإسرائيلي من مجموعات شيعية تعمل تحت غطاء منظمات بيئية غير حكومية بهدف الحفاظ على وجود مراقبين “جواسيس” في المنطقة العازلة بين لبنان وإسرائيل بشكل غير رسمي. كما أن حزب الله يعمل ومنذ فترة ليست بالقصيرة على بناء قواعد عمليات متقدمة في مرتفعات الجولان السورية على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل. وهو ما يثير شكوكاً جدية بشأن ما يسمى بضمانة موسكو بمنع عسكرة الحدود مع إسرائيل. وبالرغم من أن ذلك يثير بشدة قلق إسرائيل، إلا أن بعض المراقبين يجدون في ذلك يأس ملالي طهران في مواجهة الاضطرابات الداخلية والعقوبات الأمريكية وكذلك التحالف الإقليمي في مواجهة إيران والذي تمثل بزيارة بينيامين نتنياهو إلى عُمان وميري ريغيف إلى أبو ظبي.

وبحسب الدكتور علي رضا نوري زاده، مدير مركز الدراسات الإيرانية والعربية ومقره لندن، فإن ملالي طهران اليوم أشبه بقط محصور في الزاوية. وهم يحاولون ضمان بقائهم بكافة الوسائل المتاحة، فهم يواجهون “انتفاضات صغيرة” داخلية بشكل يومي. ولذلك فهم قلقون للغاية. كما أن الإجراءات التي سيتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحق إيران في هذا الشهر تشكل، كابوساً حقيقياً يقض مضجع الملالي لأنه لا يعرف على وجه اليقين ما سيضعه ترامب على الطاولة ولا إلى أي مدى سيذهب. هل سيكون هناك حظر كامل على صادرات النفط الإيرانية بما في ذلك الهند واليابان وبلدان أخرى؟ لا شيء واضح حتى الآن، بينما الخلافات بدأت تكبر بين فريق الرئيس الإيراني حسن روحاني وفريق المرشد الأعلى للثورة الإسلامية أية الله خامنئي.
ويبين التقرير بأن التدخل العسكري الإيراني في سوريا واقتراب إيران، وإن كان بالوكالة، من أبواب إسرائيل، يثير قلق هذه الأخيرة بشكل أكبر بكثير من قلقها من حماس وحركة الجهاد الإسلامي في غزة! فلأمر يتعلق بالأمن القومي لإسرائيل. وإن كان جيش الدفاع الإسرائيلي يتميز في السابق بأن قدراته متفوقة على قدرات إيران وحلفائها، فإن ذلك يمكن أن يتغير بعد أن أصبحت أنظمة الدفاع الجوي S-300 في متناول النظام السوري. والسؤال الكبير هو ما تأثير ذلك على قوة جيش الدفاع الإسرائيلي؟ وهناك قلقٌ من أن هذا الجيش لم يرد بقوة على الصواريخ الأخيرة المنطلقة من غزة من خلال الاستهداف المباشر للمنشآت والقواعد الإيرانية في سوريا!

وتختم ميديا لاين تقريرها بالقول على لسان الكولونيل أفرايم كام، زميل أبحاث في مركز الدراسات الأمنية في تل أبيب، بأن مشكلة إيران لا بد وأن تمت مناقشتها في زيارة بنيامين نتنياهو لـ عُمان. لكن مسقط قد لا تملك أن تساعد إسرائيل كثيراً. من ناحية أخرى، فإن سياسة دونالد ترامب تجاه إيران تزيد الوضع تعقيداً. ولعل أكثر ما يزيد نشاط إيران العدواني ضد إسرائيل في سوريا ولبنان ومؤخراً في قطاع غزة هو الخوف المتزايد لدى ملالي طهران من تزايد ضعفهم وبالتالي خطر زوالهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.