خاص- الحل العراق

بعد سيطرة تنظيم داعش، على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، ونشر فكر الكراهية والتطرف، سعى شباب موصليون إلى فتح مركزٍ ثقافي جامع لنشر السلام والتسامح في عموم المحافظة.

حاول الشباب إرواء عطش الموصل الثقافي بافتتاح مقهى ثقافي هو الأول من نوعه، باسم (قنطرة الثقافي)، وجاء الاسم تماشياً مع طراز البناء المعماري القديم الذي يأتي على شكل جسرٍ مقوّس يُبنى وسط الحواري في الموصل القديمة، كتلك التي في مدينتي دمشق وحلب في سوريا والقدس في فلسطين.

من الأنشطة التي تُقام في مقهى (قنطرة) الثقافي

ويُعبّر المقهى عن الثقافات المتنوعة التي تضمها الموصل، مع تجسيد روح المدينة بشكلٍ كبير من خلال الديكور والمعرض الذي يضم قطعاً تراثية قديمة جمعت من تاريخ الموصل القديم بعد الحرب.

مدير مقهى قنطرة الثقافي صالح إلياس يقول لـ الحل العراق، «اُفتتح المشروع في مارس آذار 2018، بعد استعادة المدينة من قبضة تنظيم داعش».

مبيناً أن «المشروع ثقافي غير ربحي، يسعى أن يكون على شكل ملتقى للصحفيين والمثقفين، في البداية كان هناك دعم جزئي من منظمة (AMS) الدنماركية».

وأضاف إلياس أن «المقهى يضم مجموعة مشاريع، إذ يحتوي على فرع من مكتبة درج التي تمتلك مجموعة فروع في العاصمة بغداد، وفرع (هاند ميد زهراء) النصرواي، ولها فرع في بغداد أيضاً، وفيه أيضاً مشروع مصلاوي، وهو عبارة عن الكتاب باللهجة المصلاوية على الملابس لغرض الترويج للهجة المصلاوية التي تعرضت للاندثار، ومشروع التقنية من أجل السلام».

جانبٌ من الحضور في مقهى (قنطرة) الثقافي

وتابع «من المشاريع المهمة في المقهى، صالون قنطرة الثقافي، وهو الذي يتولى تنظيم جميع الثقافات داخل المقهى الذي يتكفّل باستضافة جلسات أدبية في مجال المسرح، الأزياء، الفكر، الرواية، الشعر والمجالات العلمية المهمة».

يسعى المقهى الثقافي، الذي وقّع مذكرة تفاهم مع منظمة (YBB) الإيطالية التي تدعم التعايش السلمي بين جميع المكونات في محافظة نينوى، إلى التعاون وتوقيع مذكرات تفاهم مع عددٍ من المنظمات الدولية، التي تختص بمحاربة الخطاب المتطرف وخطاب الكراهية، بحسب مدير المقهى (صالح إلياس).

الأجواء التي يشهدها مقهى (قنطرة) الثقافي

وقال «حالياً لدينا تعاون مع منظمة (YSA) من أجل مشروع مهمٍ جداً هو تجهيز المكتبة العامة (المكتبة المركزية) في نينوى، ونحاول من خلال المقهى الترويج للثقافة المدنية وثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر مهما كان فكره أو شكله، وقد تم استضافة الكثير من الشخصيات الثقافية والفنية والموسيقية من خارج الموصل».

ويعتقد مدير المقهى، أن مشروعه الثقافي حقّق نجاحاً  في نينوى والعراق بصورة عامة بعد مرور عامٍ على إطلاقه، على أن يتم توسيع التعاون مع منظمات أخرى مهتمة بالثقافة والفن.

ويُعدّ مقهى (قنطرة) الثقافي من المشاريع الشبابية، يتكوّن من هيكلٍ تنظيمي، يضم مجلس إدارة مُمثلاً برئيس المجلس وأعضاءٍ آخرين، مع حضورٍ للمرأة ضمن هيكليته.


إعداد- محمد الجبوري            تحرير- فريد إدوار

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.