اندلعت في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي احتجاجات واسعة عمّت أرجاء العراق، وشاركت النساء في الاحتجاجات بشكل فعّال ومؤثر، ما شكّل تحدياً للأعراف المجتمعية السائدة، وبدايةً لمرحلة جديدة يمكن للمرأة فيها كسر المحظورات، عبر التواجد بقوة في الميادين والساحات، والمشاركة النشطة في الحياة العامة.

«الحل نت» التقى نساءً نشطن في الاحتجاجات، كشفن الدوافع الرئيسية وراء خروجهن بالتظاهرات، والمخاطر التي رافقت ذلك، فضلا عن استعدادهن للعودة إلى ساحات التظاهر بعد انتهاء ازمة #كورونا.

 

التغيير هدفنا المنشود

أغلب النساء اللواتي شاركن في التظاهرات كن يبغين التغير المنشود، الذي يحلم به جميع أبناء الشعب العراقي، وبهذا الصدد تقول “شيماء الكمالي”، المسعفة والناشطة المدنية في تظاهرات #بغداد إن «مشاركة المرأة بالتظاهرات الأخيرة كانت ضرورية جداً وأثبتت جدواها». مبينةً أن «ماحققته الاحتجاجات الاخيرة كان ملموساً من خلال التغيرات التي حدثت في #الحكومة_العراقية».

وتضيف “الكمالي” أن «الظلم الذي وقع على العراقيين بسبب السياسيات الخاطئة لحكومات ما بعد عام 2003، دفعنا للخروج إلى الساحات للمطالبة بحياة كريمة، ودولة تحقق العدالة الاجتماعية».

من جهتها كشفت الإعلامية “آن صلاح” لموقع «الحل نت» عن سبب مشاركتها في التظاهرات، قائلة إن «هذه التظاهرات كانت شعبية بحتة، لم تقف خلفها جهة سياسية أو تيار حزبي، فضلاً عن مطالبها الحقة والمشروعة، ألا وهي الإصلاح الذي يريده جميع العراقيين».

وتابعت “صلاح” أن «الشعور بالمسؤولية دفعني للخروج مع أخواتي وأخوتي المطالبين بالاصلاح، لنقل الصورة الحقيقة للاحتجاجات، وعدم السماح بتشويه سمعة المتظاهرين والمتظاهرات».

 

تظاهرات بلا زعامات

الناشطة “هناء ادور” تؤكد ان «دور المرأة برز في هذه التظاهرات لأسباب كثيرة، قد تكون اجتماعية بالدرجة الاولى».

وتضيف “ادور” خلال حديثها لموقع «الحل نت» أن «غياب الزعامات عن هذه التظاهرات أنضج دور المرأة فيها، وجعلها تقف صفًا واحداً مع زملائها المتظاهرين، غير آبهة بالمخاطر».

وأشارت إلى أن «هناك قوى دينية غير مساندة للمرأة، ولا تعترف بحقوقها، وهذا حفّز كثيراً من النساء على  كسر القيود، والمشاركة بقوة في التظاهرات».

من جهته رأى الدكتور “جاسم الحلفي”، القيادي في “الحزب الشيوعي العراقي”، أن «مشاركة النساء في هذه الاحتجاجات جاءت إثر تراكمات كثيرة، سببتها أزمة النظام السياسي، الذي بُني على المحاصصة الطائفية».

ويبيّن الحلفي خلال حديث لـ«الحل نت» أن «مشاركة النساء بهذه التظاهرات لم تقتصر على فئة معينة، بل شملت نساءً من طبقات وفئات وأعمار مختلفة».

 

تظاهر تحت نار المليشات

نالت المتظاهرات العراقيات حصتهن من الأذى والتهديد بالقتل، نتيجة ممارسة واحد من حقوقهن، وهو التعبير عن الرأى الذي كفله #الدستور_العراقي، لكن «المليشيات، التي تعرّضت مصالحها للخطر بسبب هذه التظاهرات، لا يحدّها قانون أو واعز أخلاقي»، حسب تعبير “أميرة الجابر”، الناشطة في التظاهرات.

وتوضح “الجابر” خلال حديثها لـ«الحل نت» أن «ما تعرضت له النساء من تهديدات، ونشر فيديوهات ساخرة، من أجل دفعهن للانسحاب من التظاهرات، كان غير أخلاقي ويفتقد لشرف الخصومة».

“الجابر”، التي كانت ممن تعرضن لهذا النوع من الانتهاكات، تقول: «الجيوش الالكترونية التابعة للمليشات قامت بفبركة بعض الفيدوهات، لتجعل مني مادة ساخرة يتمّ تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي. فضلاً عن التهم المخلّة بالشرف التي تم لصقها بي، لرفضي الانسحاب من الساحات قبل تحقيق مطالبنا التي خرجنا من أجلها».

من جهتها قالت المسعفة “شيماء الكمالي”: «رسائل التهديد المباشرة وغير المباشرة التي وصلتني لا تعدّ ولا تحصى، بسبب رفضي الانسحاب من ساحات التظاهر».

وتضيف “الكمالي” أن «المهددين ألصقوا بي شتى التهم، مع مطالبتي بالانسحاب قبل تصفيتي جسدياً، في حال قررت الاستمرار في التظاهر. التهديدات طالت أفراد عائلتي، مما اضطرني للانسحاب من ساحة الاحتجاج في وقت لاحق».

 

العودة خيارنا القادم

ترجّح الإعلامية “آن صلاح” عودة التظاهرات بشكل أقوى بعد انتهاء جائحة “كورونا”، «باب التظاهرات سيبقى مفتوحا طالما لم يحصل المواطن على حقوقه المشروعة»، تقول “صلاح”، لافتةً الى أن «الوضع بحاجة إلى حلول عاجلة تُنقذ البلاد من خطر الضياع»، حسب تعبيرها.

من جهة أخرى قالت الناشطة المدنية “سفانة محمد” إن «خيارنا القادم، بعد انتهاء أزمة” كورونا”، هو العودة إلى ساحات الاحتجاج، للمطالبة بتقديم قتلة المتظاهرين إلى العدالة، وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف أممي».

وتابعت “محمد” في حديثها لـ«الحل نت» أن «الجميع مؤمن بأن خيار التظاهرات هو الوحيد لاسترداد الحقوق المسلوبة، لذا فإن التظاهرات بعد أزمة “كورونا” باتت قاب قوسين او ادنى».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.