دفعت الحرب السورية نسبة كبيرة من الأيتام والفقراء الذين ليس لديهم معيل إلى التسول، ازداد تواجدهم في شوارع المدن السورية خلال الآونة الأخيرة، فباتت ظاهرة التسول منتشرة بشكل كبير في عدة مدن سورية، وذلك في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تخيّم على السوريين.

الأطفال المتسولين أدوات للعصابات!

اعتبر عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق، سمير الجزائري، أن “الأطفال المتسولين هم من أدوات العصابات والمافيات الذين يديروهم ويتعاملون معهم بأسوأ الألفاظ، ويأخذون منهم ما كسبوه أثناء التسول طوال اليوم”، وأضاف الجزائري خلال مداخلة في مجلس محافظة دمشق في جلسته الأولى للدورة الثانية لهذا العام 2022 “لا يتعين علينا تأمين السكن لهم ولسنا مضطرون لفعل ذلك أساسا، ويجب علينا مكافحة ظاهرة التسوّل دون أن نصنع المتسولين”.

وشدد الجزائري، على “ضرورة رفع توصية لتعديل قوانين تشغيل المتسولين وتشديد العقوبات”، وفق ما نقلته وسائل الإعلام المحلية.

ومن جانبه، اقترح عضو مجلس المحافظة ماهر قريط، تفعيل قانون التعليم الإلزامي والتعاون بين مديريتي التربية والشؤون الاجتماعية والعمل، إلزام ذوي المتسول بإرساله إلى المدرسة بدلا من ذهابه إلى التسول، مشيرا إلى ضرورة أن “يكون لهؤلاء الأطفال أولوية” فبدلا من إقامة “الحفلات وتصليح آليات” ليس هناك أي ضرورة لإصلاحها يجب تأمين أماكن تتسع لهؤلاء الأطفال المتسولين، وفق قوله.

قد يهمك: الحرب الأوكرانية شماعة جديدة للتجار.. إلى أين وصلت الأسعار؟

آلاف الأطفال المتسولين في دمشق فقط!

في السياق ذاته، تساءل رئيس المجلس عن إمكانية إنشاء دور لرعاية وحماية الأطفال المتسولين، خاصة وأن أحد أعضاء مجلس الشعب أشار إلى وجود 100 متسول فقط داخل منطقة الحميدية بدمشق.

من جانبها أكدت مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في دمشق دالين فهد، عدم وجود آلية جديدة للحد من ظاهرة التسول، فما زالت عناصر الشرطة تلقي القبض على المتسولين وتسليمهم للقضاء للتعامل معهم، وإيداع الأطفال منهم في دور الرعاية الاجتماعية، لافتة إلى وجود 3 مراكز لرعاية المتسولين في قدسيا وباب مصلى والكسوة بدمشق، وفق ما نقلته تقارير صحفية محلية.

فيما اقترح بعض أعضاء مجلس الشعب، “إيلاء مهام جديدة لنادي المحافظة تتعلق بإجراء دورات لهؤلاء الأطفال وتعليمهم مهنة ليعتاشوا منها، لأن هذا المتسول سيعود مرة أخرى إلى الشارع إذا لم يكن لديه مهنة ليعمل بها”.

هذا ويتزايد معدل الفقر بين السوريين، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، حيث يعيش أكثر من 85 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر، بينهم نحو 65 بالمئة في حالة فقر مدقع، بحسب تقارير أممية.


وبحسب وسائل إعلام محلية، قال مدير نادي “المحافظة” محمد السباعي، وفقا لآخر إحصائية في دمشق فقط، تضم 61 ألفا و 800 طفل وطفلة من بينهم أطفال مشردون، لذا من الممكن أن يعمل النادي على تأهيلهم وإرسال الأطفال الذين يصعب تأهيلهم إلى مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل لإيداعهم في الدور، وفق تعبيره كحل للحد من هذه الظاهرة.

أسباب ظاهرة التسول

وبحسب متابعين، فإن ظاهرة التسول باتت منتشرة بشكل كبير خلال السنوات الماضية في سوريا، ورغم تفعيل مكاتب مكافحة التسول في مختلف المحافظات السورية، فإن ظاهرة تسول الأطفال والنساء والشيوخ تنامت إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة؛ بسبب الفقر وغلاء المعيشة وتدني مستوى الليرة السورية مقابل العملة الأجنبية من جهة، ومن جهة أخرى عدم توافر الأوراق الثبوتية لعدد كبير من الأطفال؛ بسبب فقدانهم الأب، وبالطبع ذلك يحرمهم من الحصول على بعض المساعدات من قبل الجمعيات والمنظمات الإنسانية الخاصة التي تقدم المساعدات الغذائية، وغيرها من حاجيات الإنسان الأخرى كالأدوية والألبسة، حتى ولو بنسبة قليلة.

وفي ظل الفوضى الأمني والتهاون القضائي في المؤسسات الحكومية في هذه القضايا، اندفعت بعض العصابات والمافيات لاستغلال عدد كبير من الأطفال الذين ليس لديهم معيل أو مسؤول، عبر تشغيلهم في مهنة التسول، مقابل إعطاء الطفل أو الطفلة مبالغ ضئيلة جدا وتأمين أكله وإقامته ونومه.

قد يهمك: الفقر والجوع يقتربان أكثر من السوريين بعد إلغاء الدعم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.