تعتبر الحوالات المالية ذات أهمية كبيرة للتحويلات المالية القادمة من الخارج للسوريين في داخل سوريا، فهي بمثابة العامل الأهم لاستمرار حياتهم وقدرتهم على مواجهة التضخم الكبير للاقتصاد السوري وانخفاض الليرة السورية المستمر منذ سنوات الماضية أمام الدولار.

مسار إرسال الحوالات للداخل السوري

يعيش نحو 13 مليون سوري داخل سوريا في ظل أوضاع اقتصادية صعبة للغاية، ولذلك يلجأ هؤلاء إلى ذويهم في دول اللجوء والاغتراب لدعمهم بمبالغ مالية شهرية لا تتجاوز في أغلب الأحيان 100 دولار، وهو ما يعتبر مبلغا بسيطا لكنه جيد لمن هو داخل سوريا بعد تحويله لليرة، وحسب دراسات فإن نحو 70 بالمائة من الحوالات الواردة إلى سوريا تأتي من دول الجوار الخمسة، بينما ما تبقى من بقية دول اللجوء وخاصة الأوربية، حسب متابعة “الحل نت”.

وحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، فهناك طريقين رئيسيين لإرسال الحوالات إلى داخل سوريا، الأول إرسالها عبر شركات حوالات رسمية، أبرزها ” وسترن يونيون ” وهي المستخدمة من غالبية السوريين ممن يفضلون استخدام التحويل الرسمي، وشركات مثل ” أكسبرس ” للمغتربين في دول الخليج، ولهذه الشركات وكلاء داخل سوريا أبرزها، “تواصل للحوالات المالية – بنك البركة – دليل سوريا – الفؤاد للصرافة وتحويل الأموال – الديار”، وهي شركات مرخصة من الحكومة السورية.

والثاني، إرسال الحوالات عبر ما يعرف بمكاتب ” التحويل الأسود ” ، وهي عبارة عن مكاتب حوالات منتشرة في كل دول العالم، تقوم بتحويل الأموال بشكل غير رسمي وغير مسجل في تلك الدول، ويتم التسليم من قبل أشخاص عاديين في الغالب في سوريا، وقلما يتم التسليم في شركات الصرافة الرسمية، و يفضل المواطنون السوريون داخل سوريا استلام حوالاتهم عن طريق التحويلات غير الرسمية، سواء كان الاستلام بالليرة السورية، أو بالعملات الأخرى وعلى رأسها الدولار، من أجل محاولة ادخار جزء منها.

إقرأ:بعد تراجع قيمة الليرة السورية.. البنك المركزي يعدّل شروط الحوالات

هل ينافس المصرف المركزي على الحوالات؟

نقلت إذاعة “ميلودي إف إم” المحلية عن الباحث الاقتصادي عمار يوسف قوله، أنه على المصرف المركزي تعديل سعر الصرف للحوالات المالية وغير ذلك فهو الخاسر، مضيفا أن كل الناس تقوم بالتحويل عن طريق قنوات غير شرعية لأن سعر الصرف يصل إلى 3800 ،وبهذا يترك المصرف المركزي ليجعل من يقوم بالتصريف بشكل غير قانوني بالاستفادة.

وأضاف يوسف، أنه ليس من المعقول أن يخسر المواطن ثلث مبلغ حوالته المالية وهو لديه إمكانية لاستلام المبلغ كاملا، ومطالبا بأن أن يعدل المصرف المركزي سعر الصرف للحوالات المالية ليكون هو المستفيد خاصة أنها قطع أجنبي يدخل إلى سوريا.

من جهته يرى الخبير الاقتصادي، حسن سليمان خلال حديثه لـ”الحل نت”، أنه يعتمد سعر الصرف على حاجة السوق المحلية للاستيراد والدفع بالعملة الأجنبية “الدولار” وعلى حاجة السوق الخارجية للدفع مقابل البضائع السورية المصدرة، السوق السورية تفتقر لمعظم المواد وتستورد بكميات كبيرة، لذلك من صالح البنك المركزي تحويل العملات الأجنبية بسعر صرف منخفض وأقل من سعر صرف السوق السوداء وبهذا يكسب فرق سعر الصرف وبيع العملة الأجنبية بسعر منخفض، هذا من وجهة نظر اقتصادية.

بينما ما يحدث في سوريا مخالف للقانون الاقتصادي هذا، ففرق سعر الصرف يستفيد منه “حيتان” السوق والمسؤولين الفاسدين، لذلك من مصلحة هؤلاء شراء الدولار بسعر منخفض بحجج مختلفة منها الاستيراد، والتجارة الخارجية، وحقيقة الأمر هو جمع ثروات من هذه العملية، حسب سليمان.

قد يهمك:لماذا رفع “المركزي السوري” دولار الحوالات؟

وختم سليمان أن قرار البنك المركزي السوري ليس بيده، أي أن هناك فاسدين يتحكمون بقرارات مصيرية في الحكومة، ومن هناك لا يمكن للمصرف المركزي المنافسة في موضوع الدولار الخاص بالحوالات المالية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.