نحو 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، ومن هؤلاء نحو 60 بالمئة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ووسط تحذيرات أممية مما يعانيه السوريون في مجال الغذاء، تخرج حكومة دمشق للحديث عن أنظمة غذائية جديدة ترتبط بالسعرات الحرارية.

حرص حكومي على سعرات المواطن!

وزير التجارة الداخلية، عمرو سالم، تحدث عن حرص وزارة الداخلية وحماية المستهلك على السعرات الحرارية التي يتناولها المواطن السوري، مبينا عبر صفحة الوزارة في “فيس بوك“، يوم أمس الأحد، أن برنامج الغذاء العالمي يقوم بتحديد عدد السعرات الحرارية التي يجب على كل مواطن الحصول عليها لكي يعيش حياة صحية.

سالم، أوضح أنه يجب احتساب النسب المئوية من هذه السعرات، لكي تؤمن للمواطن تنوعا صحيا سليما، حيث أعطى أمثلة عن النشويات الناتجة عن القمح والذرة، والتي تأتي على رأس القائمة، والتي تؤمن الخبز والبرغل وغيره، إضافة إلى البروتين اللازم سواء من البقوليات مثل العدس والحمص أو من الدجاج أو الخرفان أو البقر، بحسب تعبيره.

واعتبر سالم، أنهدف الوزارة المستهلك تأمين تلك المواد الأساسية للمواطنين، بما يمكنهم من الحصول عليها بغض النظر عن دخلهم، موضحا أن الوزارة، ستحدد المواد الأساسية التي يستهلكها الفرد في اليوم والشهر والربع والسنة، بحيث تراعي في قوائمها رغبة المواطن و”ذوقه”، بحسب المنطقة السورية التي يقيم فيها، على اعتبار أن هنالك مناطق تفضل البرغل على الأرز فيها، وبالتعاون مع وزارات ومنظمات محلية، حسب قوله.

إقرأ:احتياجات السوريين من القمح والحمص ناقصة.. ما الأسباب؟

القمح لا يغطي السعرات الحرارية

بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، صرح وزير الزراعة السوري، حسان قطنا، لوكالة “سبوتنيك” الروسية يوم السبت الماضي، أن إنتاج سوريا من القمح تراجع هذا العام عن المتوقع ليبلغ 1.7 مليون طن، بسبب الظروف المناخية الاستثنائية، مبينا أن سوريا تحتاج إلى 3,2 مليون طن من القمح، ما يعني أن إنتاج العام الحالي لا يتجاوز نصف الكمية المطلوبة.

وبين قطنا أن احتياجات سوريا للقمح هذا العام تبلغ مليوني طن للخبز فقط، بالإضافة لاحتياجات أخرى كبذار القمح والبرغل والفريكة والسميد وغير ذلك.

وأما بالنسبة للبروتينات، فأوضح التقرير أن العديد من الدول التي تعتمد على البقوليات كأحد مصادر للبروتين، ومنها سوريا، تواجه نقصا في مادة الحمص، ما قد يترك آثارا سلبية على مستوى الأمن الغذائي من جهة، وارتفاع أسعار هذه المادة بشكل غير مسبوق من جهة أخرى.

ونقل تقرير “الحل نت”، عن صحيفة “الجارديان” البريطانية، يوم الخميس الفائت،أن إمدادات الحمص انخفضت بنسبة تصل إلى 20بالمئة هذا العام، وذلك بسبب الظروف الجوية الصعبة، والغزو الروسي في أوكرانيا، ما أثر على الإنتاج.

ومن جهة ثانية، بينت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، جويس مسويا، في نهاية شباط/فبراير الماضي، أن السوريين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية الآن أكثر من أي وقت مضى، موضحة أن 14.6 مليون سوري سيعتمدون على المساعدة في العام 2022، بزيادة 9بالمئة عن عام 2021، وزيادة بنسبة 32بالمئة عن عام 2020، بحسب الموقع الرسمي لـ”الأمم المتحدة”.

وأشارت مسويا، إلى أن سوريا الآن تحتل المرتبة الأولى بين الدول العشر الأكثر انعداما للأمن الغذائي على مستوى العالم، حيث يعاني 12 مليون شخص من وصول محدود أو غير مؤكد إلى الغذاء.

وأيضا، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، فإن 90 بالمئة من السوريين، يعيشون تحت خط الفقر، بينهم نحو 60 بالمئة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وذلك استنادا على أرقام “الأمم المتحدة”.

قد يهمك:أزمة غذاء كبرى تهدد العالم.. ما التوقعات؟

وكانت منظمة “الفاو”، قالت في تقرير نُشر في 16 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن سوريا تمثل جزءا من مشكلة أكبر ألا وهي مشكلة انعدام الأمن الغذائي في الشرق الأوسط، حيث أكد التقرير بأن نحو ثلث السكان في منطقة الشرق الأوسط يعيشون حالة انعدام أمن غذائي، وذلك مع ارتفاع في نسبة الجوع التي وصلت إلى 91.1 بالمئة خلال العقدين الأخيرين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.