لم تكتفِ إيران بإنشاء ستة سجون لها ضمن مناطق سيطرتها في محافظة دير الزور شرقي سوريا، تودع فيها المعتقلين المدنيين والمخالفين من عناصرها، بل أنشأت سجونا أخرى سرية لتمارس فيها التحقيق بعيدا عن أعين الجميع، حيث كان آخرها سجنا أنشأته، منتصف تموز/يوليو الفائت، بالقرب من حقل التيم النفطي في الريف الشرقي للمحافظة.

للتمويه من الطيران

مصدر خاص أكد لـ “الحل نت” بأن السجن تمّ تجهيزه بعد طرد عناصر يتبعون لـ “الفرقة الرابعة” التابعة للجيش السوري من المكان، حيث كانوا يتخذوه موقعا لهم، والسجن الآن محاط بالقناصة وعناصر إيرانيين وعراقيين.

لافتا إلى أن ميليشيا “الحرس” اختارت مكان السجن بالقرب من حقل نفطي، للتمويه على أنه نقطة عسكرية تابعة لـ “الفرقة الرابعة”، إضافة لوجود نقاط تابعة للروس بداخل الحقل، وذلك ضمان كبير لهم بعدم التعرض للاستهدافات الجوية. 

أضاف المصدر، بأن السيارات المحملة بالذخائر وأجهزة المراقبة المختلفة التابعة لـ “الحرس” باتت تأتي إلى السجن بشكل دوري، مشيرا إلى أن السجن يضم أيضا سيارات رباعية الدفع، حيث بدأ العمل في حفر الخنادق وتكديس السواتر لحمايته من الاعتداءات الخارجية ومنع السجناء من الهرب، هذا ويشرف على إدارة  السجن المباشرة  جنرال إيراني.

وأشار المصدر إلى أنّ السجن مقسوم إلى قسمين، قسم مدني والآخر عسكري، حيث يُفرج عن المدنيين فقط من خلال وساطة عشائرية أو بكفالة بعد انضمامه لصفوف إحدى الميليشيات الإيرانية، كما يُسجن عناصر من ميليشيات “الحرس” أو إحدى الميليشيات التابعة له بسبب عدم الانضباط، وأحيانا أخرى توجه لهم تهم العمالة للاستخبارات الأجنبية وتنظيم “داعش” الإرهابي.

سجون عدة

في سياق متصل، أفاد مراسل “الحل نت” بأن “الحرس الثوري” لديه عدة سجون في المنطقة، منها سجن مطار الحمدان في البوكمال، وسجن بداخل مطار دير الزور العسكري، وسجن بجوار معسكر الطلائع في دير الزور، وآخر في مدينة الميادين، وواحد آخر في قلعة الرحبة ببادية الميادين، ويتكون الأخير من سبع زنازين، ويترأس إدارته قيادي عسكري من الجنسية العراقية يشغل منصب أمني في ميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي في المنطقة.

لافتا إلى أن جميع سجون ميليشيات “الحرس الثوري” ترفع أعلام الحكومة السورية، لأغراض التمويه لتجنب استهدافها بالضربات الجوية.

والجدير ذكره تتعرض مواقع وقواعد المليشيات الإيرانية في محافظة دير الزور، لقصف جوي متكرر، تنفذه طائرات مجهولة يعتقد أنها إسرائيليّة أو تابعة لقوات التحالف الدولي، غالبا ما تسفر عن مقتل وجرح العشرات من عناصرها، إضافةً لتدمير مواقعهم وآلياتهم العسكرية.

هذا وتخضع مدينة البوكمال ونواحيها، لسيطرة “الحرس الثوري” الإيراني وميليشياته بصورة مباشرة، في ظل غياب شبه تام لسلطة القوات الحكومية والأفرع الأنية التابعة لها، كما تسيطر على مناطق واسعة من مدينة الميادين وريفها، فضلا عن انتشارها في مواقع متعددة بمحافظة دير الزور.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.