بعد الارتفاع غير المسبوق في أسعار قطع الفروج التي تجاوزت 26 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، أطاحت أسعار الخضار بالدجاج في الأسواق، نتيجة توجه الكثير من الناس لشراء الخضار على حساب اللحوم البيضاء والحمراء. كذلك، كان هناك تخوف لدى المواطنين خلال الأيام الماضية من ارتفاع أسعار الخضار بعد قرار الحكومة السورية بزيادة ودعم تصدير البندورة والخيار بنسبة 10 بالمئة، وهذا ما حدث بالفعل الآن في الأسواق، ويأتي هذا الغلاء نتيجة ارتفاع سعر البنزين بنحو 130 بالمئة مما أثر بدوره على باقي جوانب الحياة اليومية المتعلقة بالجانب الاقتصادي في سوريا.

وجبة الخضار بـ20 ألفا

خلال جولة في أسواق دمشق، فقد وصل سعر كيلو البندورة إلى 1700 ليرة سورية، بينما بلغ سعر كيلو الخيار نحو 1800 ليرة، وسجل سعر كيلو البطاطا حوالي 1600 ليرة، والبامية البلدية 6500 ليرة، وفق تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، اليوم الإثنين.

بينما بلغ سعر كيلو بصل الفريك 1000 ليرة للنخب الأول، بينما وصل سعر كيلو الملفوف البلدي إلى 1300 ليرة سورية للنوع الأول، وبلغ سعر كيلو الزهرة 1600 ليرة سورية.

وبالنسبة للفليفلة الخضراء فقد وصل الكيلو الواحد إلى 1400 ليرة، في حين سجل كيلو الجزر 1800 ليرة، وبلغ سعر كيلو الباذنجان نحو 1700 ليرة.

من جهتها، قالت متسوقة للموقع المحلي إنها امتنعت عن شراء الفروج اليوم، بعد أن بلغ سعر كيلو شرحات الدجاج في السوق نحو 27 ألف ليرة سورية، وتجاوز سعر الفروج الحي عشرة آلاف ليرة سورية، والمذبوح بأكثر من 14 ألف ليرة، بينما التسعيرة في نشرة التموين بدمشق لا تتجاوز 8200 ليرة.

ووفق رأي السيدة، فإن أسعار الخضار لم تكن أرحم من أسعار الفروج، فأي وجبة خضار لن تكلف أقل من 20 ألفا، مضيفة بالقول: “حتى نباتيين ما فينا نكون!”.

قد يهمك: ارتفاع مفاجئ في أسعار اللحوم البيضاء بسوريا.. الكيلو  بـ26 ألفاً

تباين في الأسعار

في المقابل، كان هناك تباين بأسعار الخضار في المحافظات السورية، فمثلا كان كيلو البندورة في أسواق محافظة درعا وسطيا بلغ نحو 1200 ليرة، وكيلو الخيار نحو 1000 ليرة، والبطاطا نحو 1200 ليرة، والباذنجان نحو 1400 ليرة.

أما في محافظة طرطوس تراوح سعر كيلو البامية بين 3000-2500 ليرة، والبندورة والخيار بين 1000-1200 ليرة، وكيلو الباذنجان بحدود 1000 ليرة، وكيلو البطاطا بحدود 1200 ليرة، والفليفلة الخضراء بين 1000-1200، والبصل بحدود 1500.

في حين كانت الأسعار بمحافظة اللاذقية كالتالي: “البندورة والخيار 1400- 1700 ليرة، بطاطا 1300-1600 ليرة، بصل بين 1500-1700 ليرة، والفاصولياء 3500-4000 ليرة، والبامية 3000 والفليفلة 1650 ليرة، والملوخية 3500 ليرة سورية”.

أما في محافظة حمص، تراوح سعر كيلو البطاطا بين 1000 – 1200، والبندورة والخيار والفليفلة بين 1000 – 1300، والباذنجان البلدي بين 800 – 1000، والبصل اليابس 1300.

بينما كانت الأسعار في محافظة الحسكة وفق التالي: “البندورة بـ 2000، الخيار بـ 1200، أما البطاطا فقد بلغ 1500 ليرة، الباذنجان 1000، الفليفلة الخضراء 1000 ليرة سورية”.

وفي محافظة حلب سجل كيلو البندورة والبطاطا سعر 1500، والخيار 2000، والباذنجان 1200، الدراق العجمي 5000 ليرة، وفي محافظة حماة، سجل كيلو البندورة والبطاطا سعر 1200، والخيار 1100، الباذنجان البلدي 800، الليمون 3200، البصل 2000، الفليفلة 1250 ليرة سورية.

قرارات غير مدروسة

قرار رئاسة مجلس الوزراء السورية الصادر مطلع الشهر الجاري، والذي تضمن زيادة الكميات المستوردة من مزارعي البندورة، والخيار بنسبة 10 بالمئة، عن الكميات المعتادة، وإطلاق برنامج دعم شحنات تصدير الفائض منها بنسبة 20 في بالمئة، تسبب بتخوف لدى المواطنين من أن يؤدي التصدير إلى زيادة سعر هاتين المادتين في السوق، ولدى الفلاح أيضا من جهة أن تكون أسعار الشراء الحكومية قليلة وغير مناسبة لتكاليف الإنتاج، إضافة إلى المصدر الذي بات يدفع أجور الشحن وفق أسعار السوق السوداء، وهذا ما يحدث حاليا على ما يبدو وفق التقرير المحلي المذكور أعلاه.

من جهته، قال عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق، محمد العقاد، إن رأيهم لم يؤخذ بشأن التكاليف التي يتكلفون بها في الشحن، خاصة وأنهم يعرفون كل المعطيات على الأرض على عكس الجهات التي تدرس القرار من خلف الطاولات، بحسب ما أوردته صحيفة “الوطن” المحلية، يوم أمس الأحد.

واعتبر العقاد في تصريحه السابق، أن هذا البرنامج لن يجدي نفعا لعدة أسباب أولها، أن نسبة الدعم المحددة غير كافية وستكون وفقا للأسعار الرسمية في الوقت الذي يدفع فيه المصدّر وفقا لأسعار السوق السوداء، ويشترون ليتر المازوت على سبيل المثال بـ6000 ليرة، مبينا: “يجب أن يتحملوا كل التكاليف، أو الجزء الأكبر منها أو إلغاء القرار بالكامل، ولماذا لا يتم تخصيص محطة على طريق درعا مخصصة لبرادات الشحن للبيع بالسعر المدعوم، ولماذا تم تحديد مادتي الخيار والبندورة فقط في البرنامج، بالوقت الذي يعد سعر البندورة جيدا ويتم تصدير 25 برادا منها يوميا، ناهيك عن أن الخيار لا ينفع للتصدير لكونه سريع التلف ولا يحتمل نقله لمسافات طويلة”.

شكاوي المواطنين

في المقابل، كشف عدد من المواطنين في وقت سابق لوسائل الإعلام المحلية أنهم إذا تجرؤوا على الشراء فهم يشترون ربع كيلو من نوعين أو ثلاثة أنواع من الفاكهة، وأن القادر منهم يشتري نصف كيلو من كل نوع بأحسن الأحوال. كما أكدوا أن ما يشترونه هو لاستهلاك الأسرة وليس للضيوف، الذين تقتصر ضيافتهم على القهوة أو الشاي أو عصير مجفف/بودرة فقط.

كما وقد اشتكى عدد من المواطنين من ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء “الفروج”، في ريف دمشق وتحديدا منطقة جديدة عرطوز. ومؤخرا نقلت صحيفة “الوطن أونلاين” المحلية، عن أحد البائعين قوله، إن الأسعار قفزت بشكل مفاجئ وغير متوقع خلال اليومين الماضيين.

وأردف أحد البائعين، إن “الكمية التي تم استجرارها خلال يوم واحد فقط بلغ 5 كيلوغرامات من الشرحات، وتم بيع نصفها بسعر الجملة”، متابعا: “وفي حال استمرار الحال على وضعه الراهن سيتم إغلاق المحل بسبب الخسائر التي سيتعرض لها”.

هذا وبات استمرار ارتفاع الأسعار في سوريا مصدر قلق يؤرق يوما بعد يوم غالبية السوريين، في الوقت الذي لم تعد شريحة كبيرة من المواطنين قادرة على مجاراتها، ودون أن يكون هناك أي دور حكومي حقيقي يوقف ما يجري، أو يخفف منه على الأقل.

قد يهمك: مخاوف من ارتفاع أسعار الخضار بسوريا.. ما علاقة قرار التصدير؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.