بقع غريبة على الأجساد.. سوريون متخوفون من انتشار وباء جديد في البلاد!

تزامنا مع تدهور القطاع الطبي في سوريا، يتم الحديث بشكل دوري عن أوبئة وأعراض غريبة تظهر على المواطنين في المدن السورية، وسط دهشة وعدم تفاعل من قبل الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الصحة، العاجزة حتى عن التعليق عن هذه الحالات.

المخاوف من انتشار أي وباء في البلاد، زادت من كون القطاع الصحي في سوريا يعاني عديد المشاكل، أبرزها نقص الكوادر، ما يعني بأن البلاد غير جاهزة للتعامل مع انتشار فيروس جديد، في ظل انتشار شهادات لسوريين عن ظهور أعراض غريبة.

مؤخرا تحدث العديد من السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن ظهور بقع غريبة على أجسادهم، مؤكدين أن البقع شملت كذلك الأطفال والمراهقين، الأمر الذي أثار تفاعلا واسعا عبر مواقع التواصل من قبل السوريين الذين شاركوا تجاربهم.

وباء جديد؟

خلال اليومين الماضيين، انتشرت منشورات عديدة بعضها لأشخاص رفضوا الكشف عن هوياتهم، مؤكدين أنهم تفاجؤوا صباحا بظهور هذه البقع “الغريبة”، حيث قالت إحدى السيدات في مجموعة تجمع الأمهات “مسا الخير، أنا فقت لقيت كفوف إيديي عليهم بقع، حدا بيعرف شو هاد أو شو صاير، طمنوني شو الموضوع، وما فيني روح على الدكتور هلأ”.

المنشور أثار تفاعلا واسعا في التعليقات، حيث تبين أن هذه البقع ظهرات على عشرات الأشخاص في دمشق وحلب وغيرها من المدن السورية، حيث تحدث الأشخاص عن تجاربهم، فيما طمأن البعض أن هذه البقع تذهب مع الوقت.

كذلك فإن واحدة من السيدات تحدثت عن ظهور ذات البقع على كفي طفلها، حيث قالت، “مبارح نيمت ابني عادي متل كل يوم ومافيه شي، وفيق كل ساعتين منشان رضعه، الصبح لقيت ايديه ورجليه مصبغين هاللون، ولهلأ محتارة وما بعرف من شو”.

حتى ساعة نشر هذا التقرير، لم تعلق الجهات الرسمية بما فيها وزارة الصحة السورية على هذه الصورة المنتشرة والمتداولة بين السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت انتشر فيه منشور يرد على هذه التساؤلات من مصدر غير رسمي.

الرد فسر ظهور هذه الصبغات، بأنها حالة تسمى “كاروتينميا”، وتعني زيادة نسبة الكاروتين في الدم، ولها العديد من الأسباب منها، “الأكلات التي تحتوي كاروتين بنسبة عالية، مثل الجزر والخيار والسبانخ و البروكلي والطماطم  والبطاطا والكانتلوب والمانجو والبيض واللبن والزبدة  بكثرة لفترة طويلة”.

كذلك فإن بعض الأدوية الطبية قد تسبب حالة الـ”كاروتينميا”، إضافة لبعض الجينات الوراثية، كذلك فهي مصاحبة لبعض الأمراض مثل السكر وأمراض الغدة والكبد والكلى، بحسب ما ورد في المنشور المتداول.

مؤخرا زاد الحديث عن انتشار أمراض وأوبئة غريبة في سوريا، فقبل نحو 10 أيام، سجلت المشافي وبعض العيادات الطبية وتحديدا في دمشق، حالات لأشخاص عليهم أعراض جديدة، حيث أكد الأطباء انتشار فيروس جديد وهو غالبٌ منتشر في الهواء، ويمكن أن ينتقل عن طريق التنفس وعدة طرق أخرى.

قد يهمك: شركات خاصة تهدد بتوقيف أعمال المهندسين السوريين

الدكتور والأستاذ في جامعة دمشق نبوغ العوا، أكد معاناة العديد من الأشخاص خلال الأيام الماضية من أعراض الكريب والرشح والحرارة المرتفعة، وأوضح أن “فيروس جديد ينتشر الآن في سوريا، ويضاف إلى الأعراض المذكورة بحة الصوت والسعال الجاف”.

العوا لفت في تصريحات نقلتها منصة “كيو ستريت جورنال” المحلية، أن المرض الناتج عن الفيروس يمكن أن يصيب كذلك القصبات والرئة، وأضاف “هنا يزداد السعال وترتفع الحرارة أكثر، ويمكن أن يرافقها صعوبة في التنفس، كذلك يمكن أن تمتد الإصابة إلى الكلى والمجاري البولية”.

العوا شدد كذلك على ضرورة زيارة الطبيب لكل من يمكن أن يُصاب أو يعاني من هذه الأعراض، وبحسب حديث الطبيب فإنه من المستبعد أن ينتقل الفيروس عن طريق الماء، فمن المؤكد أن الانتقال حاليا يتم عبر التنفس بسبب انتشار الفيروس في الهواء.

القطاع الطبي في سوريا لا زال يواجه خطر الانهيار منذ سنوات، لا سيما مع استمرار ظاهرة هجرة الأطباء خارج البلاد أملا في الحصول على فرص عمل أفضل، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها البلاد، بالتالي فإن انتشار فيروس جديد في سوريا من شأنه التسبّب بالمزيد من الصعوبات الطبية للمصابين.

الأطباء السوريون لا يسعون للهجرة إلى الدول المتقدمة فقط، بل إنهم يبحثون عن أي فرصة للهجرة والعمل طالما أنها خارج سوريا، وقد أكدت مصادر طبية أن “أطباء سوريين يهربون حتى إلى دول فقيرة ومتخلفة ومأزومة وتعيش حالة حرب، إذاً فكيف لدولتي اليمن والصومال مثلا أن تستقطب الطبيب السوري ونحن لا نستطيع التمسك به”.

محاولات حكومية

الجهات الحكومية أصدرت العديد من القرارات في محاولة للحدّ من هجرة الأطباء، لكنها فشلت في تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها حول المحافظة على الكادر الطبي، هذا فضلا عن الأخطاء الطبية المتكررة التي أودت بحياة عشرات السوريين خلال السنوات القليلة الماضية، نتيجة ضعف الكادر الطبي.

مشروع قرار جديد تعتزم الحكومة السورية تطبيقه في محاولة للمحافظة على الكادر الطبي المتبقي في سوريا، حيث بيّن عضو “اللجنة الدستورية والتشريعية” في مجلس الشعب فيصل جمول، في تصريحات لصحيفة “الوطن” المحلية قبل أيام، أن مشروع القانون الخاص برفع سن انتهاء خدمة الطبيب البشري للأطباء العاملين في القطاع العام، تضمن رفع السّن التقاعدي إلى 65 عام.

بموجب القرار يحقّ للطبيب بعد التقاعد في سنّ 65 عام، طلب التمديد بشكل اختياري حتى سنّ 70 عام، وتكون الموافقة على طلب التمديد من الوزير المختص، وذلك بعد تعديل المادة الواردة من الحكومة في هذا الصدد والتي كانت تنصّ على أنه يحتاج إلى موافقة رئيس مجلس الوزراء.

مشروع القرار الذي تحدّث عنه كذلك نقيب الأطباء في سوريا غسان فندي، يطرح التساؤلات حول جدوى القرار وإمكانية مساهمته فعلا في المحافظة على الأطباء، وتخفيف الفاقد من الكوادر الطبية السورية.

كذلك بسبب الأوضاع التي يعيشها القطاع الطبي في سوريا، انخفض الإقبال على التسجيل في كليات الطب السورية، بعد أن كانت كليات الطب من أكثر الأماكن إقبالا قبل عام 2011، وكان الحصول على مقعد في كلية الطب بمثابة حلم لكل طالب سوري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات