الغارديان: مزيد من العنف في سوريا في ظل التحريض الروسي والتقاعس الأوروبي

الغارديان: مزيد من العنف في سوريا في ظل التحريض الروسي والتقاعس الأوروبي

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً للكاتب نايك كوهين يتحدث فيه عن النفوذ الروسي في #الشرق_الأوسط من خلال حربها إلى جانب النظام السوري، في حين تتخذ أوروبا موقفاً جباناً حيال هذه القضية.

حيث يبين المقال كيف أوقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوربا في الفخ من خلال مشاركته في جرائم الحرب مع نظام الأسد الطائفي ما أجبر السوريين على الفرار، بينما اكتفى الأوروبيون بالوقوف متفرجين. فمن المذابح إلى النفي والتمييز العنصري وإشعال الفتن، وفي النهاية دعوة كل الفارّين إلى أوروبا للعودة إلى وطنهم.
فمن المرجّح أن قوات بشار الأسد ومن يساندهم من الروس والإيرانيين سوف يبدؤون قريباً حملتهم على محافظة إدلب، بعد فشل المحاولات الدبلوماسية لمنع وقوع المعركة. الأمر الذي ينذر بتدوير العجلة الحديدية من جديد وسحق حياة مئات الآلاف تحت مرأى ومسمع العالم.

ويرى كوهين أن الأسباب تجتمع لتوقّع حدوث كارثة، فلا شك من أن قوات الأسد سوف تستخدم السلاح الكيماوي مجدداً، في حين سيخترع وكلاء روسيا نظريات المؤامرة لإنكار استخدام السلاح. فاستخدام السلاح الكيميائي يجرّد الإنسان من إنسانيته.

ويبدي كوهين قلقه على حياة المتواجدين في إدلب فيقول: لنفترض أن الإسلاميين في إدلب سوف يقاتلون حتى الموت، وأنا لا أستطيع التظاهر بشكل أو بآخر أني أهتم لشأنهم. ولكن ماذا عن المقاتلين المعتدلين والمدنيين؟ هؤلاء أشخاص كانوا يخشون من غرف التعذيب في معتقلات الأسد وليس لديهم مفرّ إلا عبر الحدود إلى تركيا التي تدّعي أنها غير قادرة على استيعاب المزيد من اللاجئين. وقد سبق وأن حذّرت الأمم المتحدة من حدوث أزمة إنسانية على نطاق لم يسبق له مثيل في سوريا.

ويشير كوهين إلى أن الحديث عن مشاكل أوروبا في هذه الظروف يبدو أمراً طبيعياً، إلا أن القوة الأكثر ديناميكية في السياسة الأوربية هي الخوف من الحدود الغير محكمة والإسلام الراديكالي. الأمر الذي حفّز رفع نسبة التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي في انتخابٍ وطني. وبذلك خرجت من القارة التي تستحق خواصها مزيداً من الاهتمام أكثر مما تحظى به اليوم. وقد صرّح الرئيس التشيكي ميلوش زيمان بأن العدو الحقيقي هو الإسلام. مبيناً بأنه لم يدعو أحد اللاجئين للقدوم، مردداً في الآونة الأخيرة: “الإسلاميون قادمون لإخضاع أوربا”.
ويضيف كوهين, إذا كان كل من نيجل فاراج فيكتور ومارين لوبين ودونالد ترامب وبوريس جونسون جادّين في الحد من الهجرة، فلابد أن يدعموا إنشاء مناطق آمنة في سوريا بحيث يكون لدى اللاجئ مكان يحميه دون الاضطرار للتوجه إلى الخارج. وهو الأمر الذي طالب به الثوار السوريين الديمقراطيين في العام 2011 فور بدء تسليط الأسد لقواته ضدّهم. لكن وعوضاً عن دعمهم لتلك المناطق الآمنة والمطالبة بإنشائها، فإنهم يدعمون روسيا التي تخلّف جرائمها ضد الإنسانية مزيداً من اللاجئين.

وينهي كوهين مقاله بالتأكيد على أن روسيا اليوم تعتبر القوة الخارجية الأكثر أهمية في الشرق الأوسط والتي تحظى بالاحترام. مشيراً إلى أن اللاجئين الذين ينتشرون في أوروبا بفعل سياستها يعززون عملائها اليمينيين في القارة، بينما تدّعي الأصوات المسيطرة على اليسار أنها تعارض أعذار اليمين المتطرف بدلاَ من إدانتهم لبوتين. فالسوريون هم أول ضحايا حروب روسيا في الشرق الأوسط، لكنهم بالتأكيد ليسو الوحيدين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.