الفرقة الرابعة

لانا جبر

لم تعد إجراءات حاجز الفرقة الرابعة في الجيش السوري والمتمركز على طريق الصبورة الواصل بين دمشق ولبنان، تتوقف عند تفكيك بعض قطع السيارات المتوجّهة إلى بيروت، وإفراغ حقائب المسافرين ونثرها على الطريق بحجة التفتيش الدقيق، إنما تعدتها إلى إجبار الشبان على نزع سروايلهم في الطقس البارد الذي تنخفض فيه الحرارة عن الصفر.

وأشار أحد المسافرين من دمشق إلى بيروت والذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح لموقع الحل السوري، إلى أنه اضطر إلى خلع بنطاله مع كل المسافرين من الذكور، ليصطفّوا في “طابور” أمام الحاجز، كي يتم تفتيشهم من قبل عناصر الفرقة الرابعة، لافتاً إلى أن هذا الإجراء كان “انتهاكاً سافراً لإنسانيتهم” أمام أطفالهم وزوجاتهم، حيث “لم يفرق الحاجز بين مسن أو شاب بهذا الإجراء”، و”من يتردد في خلع السروال يصيح به عناصر الحاجز شلاح بنطلونك ولك”.

وتابع المصدر إن هناك نوعاً من “التنكيل الممنهج” يمارسه عناصر الحاجز على السيارات المسافرة، سواء تلك التي تعبر الخط العسكري أو الخط المدني، حيث يتم إفراغ الحقائب بطريقة مهينة ورميها، ومن ثم يعملون على تفكيك بعض قطع السيارة ويجبرون السائق والمسافرين خلال مدة معينة على إعادة تركيبها وتوضيب الحقائب، وإلا سيتم إيقافهم لساعتين في الخيم التي ينصبها الحاجز في المنقطة كنوع في العقوبة.

وأشار مصدر آخر من المسافرين الدائمين بين البلدين، إلى أنّ إجراءات هذا الحاجز إنما تنبع من “مزاجية عناصره وقوتهم وقوتهم مقارنةً بالنسبة للأفرع الأمنية الأخرى”، لافتاً إلى أن أقل وقت يمكن أن ينتظره المسافر عند هذا الحاجز قد يستغرق ساعتين، و”في حال شعر العنصر أن المسافر أو السائق يتململ من التفتيش فإنه يعمل على زيادة إجراءاته وبالتالي تأخيره لأطول قدر ممكن”.

بات حاجز الفرقة الرابعة – المعروفة بأن قائدها هو ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري – مشهوراً بالنسبة للمتوجهين إلى لبنان بطريقة تعامله السيئة مع المسافرين، حيث احتكرت الفرقة هذا الطريق الذي يؤدي إلى معبر الجديدة الحدودي مع لبنان، ونشرت قواتها عند كل المداخل المؤدية إليه، وبات على المتوجه إلى الحدود أن يمر بأحد حواجز الفرقة بصورة إجبارية، وهو ماتزامن مع إخلاء طريق الصبورة من الحواجز التي تعود لباقي الأفرع الأمنية والقطع العسكرية الأخرى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.