أغنام

حلب ـ عدنان الحسين

كثرت الوسائل البديلة التي اتجه المدنيون إلى العمل فيها لتحصيل قوت يومهم في مناطق سيطرة المعارضة السورية، بعد انقطاع أغلب مواردهم سواء بسبب ممارسات النظام، أو بسبب المشاريع التي فقدت أهميتها بعد توقف الأيدي العاملة، وهجرة الكثير من العاملين، في ظل القصف المستمر على مناطقهم.

تربية الحيوان والإتجار بها لم تكن إحدى الوسائل الجديدة، فهي من المهن المرتبطة بالمواطن السوري منذ نشأته، لكنها اختلفت من حيث الأهمية نتيجة سنوات الصراع الأربعة كما يقول أحمد أبو حسن المالك لعدد من المواشي في حديث أجراه موقع الحل السوري معه.

يقول أبو حسن إن تربية المواشي باتت أكثر سيوعاً خصوصاً الأبقار والأغنام منها،  في مناطق المعارضة، وذلك بعد انقطاع مصادر دخل المواطنين في ريف حلب الشمالي، فالمواشي ذات قيمة إنتاجية جيدة، والألبان الناتجة عنها تشكل غذاءً رئيسيّاً للأسر الفقيرة، كما أنها تطلب بشكل كبير من التجار من أجل البيع  للمصانع.

وأكد أبو أحمد أن تجارتة المواشي “ازدهرت” من خلال تهريبها إلى تركيا، فالأسعار هناك مرتفعة جداً، وهناك فارق كبير بين السعر المحلي والسعر داخل تركيا، لذا اتجه أغلب الأهالي لتربيتها في مزارع خاصة من ثم تهريبها لتركيا، حيث يزيد سعر البقرة مثلاً في تركيا عنه في سوريا بما يقارب 500 دولار أمريكي.

أما المزارع حسن أبو خالد فيرى أن غياب الأدوية واللقاحات الطبية اللازمة تتسبب بنفوق أعداد كبيرة من الحيوانات بكافة أصنافها، ويقول في حديثه لموقع الحل إن أعداد كبيرة من الدجاج نفقت بسبب مرض أصابها، وانتشر بشكل واسع في مناطق المعارضة مع غياب الأدوية واللقاحات، ليتسبب المرض بنفوق الآلاف من الطيور بشكل عام، وبات هذا المرض يتكرر سنوياً ويشبه “الطاعون”.

ويوضح أبو خالد أن تجارة البيض الذي تنتجه الطيور خصوصاً الدجاج تحسنت لفترة من الزمن بشكل كبير، كما ارتفع سعر البيضة الواحدة بمقدار ثلاثة أضعاف سعرها السابق، كام أن جودة الدجاج السوري والبيض الذي تنتجه دفع بالتجار لشرائه بكميات كبيرة وتصديره “بكل تأكيد لدولة تركيا”.

صعوبات

ويواجه المزارعون والمربون للحيوانات بريف حلب الشمالي العديد من الصعوبات وأهمها غياب اللقاحات السنوية لحيواناتهم بعد منع النظام السوري إيصالها لمناطق المعارضة، وكذلك ارتفاع أسعار الأعلاف التي تتغذى عليها تلك الحيوانات.

ويؤكد المزارع أبو حسن على أن غلاء أسعار الأعلاف التي يشترونها لحيواناتهم وانقطاعها تعد العائق الأكبر في زيادة كمية الأنتاج، ويقول إن كيس الشعير الذي كان يباع سابقاً بسعر 6 آلاف ليرة سورية، لكنه أرتفع الآن لما يقارب الـ 30 ألف ليرة، أي مايعادل 120$، ماجعل كم ونوع الإنتاج يخف بشكل تدريجي.

من جهة أخرى يشتكي الكثير من المزارعين من حالات السرقة المتكررة للحيوانات وعلى رأسها الأبقار والأغنام، والتي انتشرت ظاهرتها بشكل كبير بريف حلب الشمالي بسبب الأوضاع العسكرية المتشابكة هناك.

ويقول أحد المزارعين الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن فوضى السلاح أوجدت  مجموعات من اللصوص مختصة بسرقة الأبقار والأغنام تنتحل صفات أمنية تابعة للمعارضة، وهو ماجعل أغلب المزارع تغلق أبوابها.

 

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.