سارة الحاج – اللاذقية

لم يمنع قصف القوات النظامية واستهدافها للمحلات التجارية والأبنية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة بريف #اللاذقية الناس عن العمل؛ فاتقاءً لهذا القصف اعتاد الباعة متابعة أعمالهم ضمن خيم صنعوها من القش، أو حتى من القماش، لتتحول هذه الخيم إلى محلات تجارية، وصالونات حلاقة، وأماكن للتصليح، ومحلات لبيع الغاز.

 

يقول ياسين (أحد سكان مناطق المعارضة في ريف اللاذقية والذي قام ببناء خيمة وتحويلها إلى صالون حلاقة) لموقع #الحل_السوري إنه ابتكر هذه الفكرة بعد استهداف صالونه، وتدميره من قبل الطيران الحربي بجبل الأكراد، فقرر الانتقال للعيش مع عائلته على الحدود التركية بحثاً عن الأمان.

وأوضح أنه كان مجبراً على العمل لتأمين الطعام لأبنائه، فلذلك قرر إعادة فتح صالون للحلاقة الرجالية، للعمل في مهنته حتى لو كان ذلك ضمن خيمة بسيطة.

أما محمد عمر فقد أكد أنه نقل معدات عمله في تصليح السيارات والدراجات النارية، من محله السابق في مدينة #جسر_الشغور التي تتعرض لقصف عنيف، إلى مناطق ريف اللاذقية، وبدأ العمل داخل خيمة مصنوعة من القش.

يؤكد أنه يتابع عمله بشكل طبيعي ولا يعيقه العمل ضمن خيمة، كما يخفف عنه أن جميع جيرانه وأصدقاء يمارسون عملهم ضمن خيم، فهو لا يختلف عن أحد، مشيراً إلى أنه في حال أجبر مجدداً على النزوح أو حتى إذا تعرض محله الحالي للقصف، لن تكون خسائره كبيرة، فلن يخسر سوى هذه الخيمة البسيطة وبعض المعدات التي إن أجبر على تركها أيضاً، لن يؤثر عليه كما لوكان يملك محلاً تجارياً.

من جهته بيّن كاسر الشيخ والذي حول خيمته إلى ميني ماركت لموقع الحل،  أن عمله يسير بشكل جيد، ويعود عليه بأرباح يستطيع أن يأمن منها كل ما تحتاجه أسرته، مفضلاً أن يعمل ضمن خيمة على أن يحتاج أحداً، ومشيراً إلى قدرة الناس على التأقلم مع الظروف، و”تحدي الحرب عن طريق الإصرار على العمل والإنتاج”.

ويضيف الشيخ أن حياتهم “لا تعرف الاستقرار”.. ودائماً يعيشون بخطر، لذلك لا يستطيع أن ينفق الكثير من المال على بناء محل تجاري يمكن أن يفقده بأي لحظة، لذلك فضّل أن يعمل ضمن خيمة نصبها بجوار خيمته التي يعيش فيها مع عائلته على الحدود مع #تركيا.

في حين قام أبو بشار بصنع مطعم من القش والأخشاب مع تزينه وتجميله، وأكد أن مطعمه حالياً من أشهر المطاعم في مناطق ريف اللاذقية، على الرغم من بساطة بناءه، ولكن “منظره المميز والجميل يدفع الناس إلى زيارته دائماً”.

ويضيف أبو بشار أنه قام بصنع هذا المطعم لرغبته “بتقديم شيء مفيد”، فهو يعمل بشكل يومي ليقدم الطعام لمئات المقاتلين في مناطق ريف اللاذقية.

يذكر أن المناطق القريبة من الحدود التركية في ريف اللاذقية، والتي تعيش حالة نسبية من الأمان والاستقرار، باتت تضم عشرات المحلات التجارية التي صنعها الناس بشكل بسيط ليتابعوا فيها أعمالهم مؤقتاً.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.