الحل السوري – مراسلون

اعتمد تنظيم الدولة الإسلامية ( #داعش ) منذ نشأته على خطف الشخصيات المعارضة له والناشطين والإعلاميين سوريين وأجانب، وزجهم في سجون سرية في مناطق كان يسيطر عليه بالشراكة مع فصائل معارضة حتى بداية عام 2014 والاقتتال الذي حصل بينه وبين تلك الفصائل، حيث تبينت مواقع التنظيم ومناطق سيطرته بشكل جلي، بينما لازالت سجونه السرية غير مكشوفة للجميع، ويعتقل بها شخصيات هامة بينها الأب #باولو الذي اختلفت الروايات حول مصيره ومصير ناشطين سوريين وأجانب بعد أن احتجزهم التنظيم.
في ريف حلب

يقول الشاب أ.م أحد وهو من عناصر الجيش السوري الحر الذين قبض عليه التنظيم سابقاً أثناء معارك بريف #حلب لموقع #الحل_السوري، إن مدينة #منبج بريف #حلب الشرقي تعتبر من المراكز المهمة للتنظيم، و”يوجد فيها ربما أهم سجون التنظيم في #سوريا، حيث يعتبر سجن سد تشرين أهم سجون التنظيم في المنطقة، ويوضع فيه العناصر الأجنبية سواءً من الذين يحاولون الفرار من التنظيم أو المخالفين للتعليمات”.

ويضيف المصدر، “السجون في مدينة منبج متعددة، منها المركز الثقافي، ويوضع فيه أصحاب التهم المختلفة منها قتال التنظيم، والجرائم الجنائية كالقتل والزنى والاغتصاب والتدخين وتهريبه، ويشرف عليه سجان من مدينة حريتان، تبين أنه عنصر سابق في المخابرات الجوية في نظام الأسد، بايع التنظيم، ويشتهر بشدة تعذيبه للسجناء، حيث لقي عدد من السجناء حتفهم على يده من شدة التعذيب”.

وفي مدينة الباب التي تعتبر مركزاً هاماً للتنظيم في ريف #حلب يؤكد المصدر أنه حين تم نقله إلى سجن مدينة الباب المعروف بأنه كان سجناً تابعاً للنظام سابقاً، ويقع قرب مبنى البريد وسط المدينة، لاقى تعذيباً كبيراً أدى لإصابة مزمنة في قدمه، ويتم في هذا السجن “تعذيب المعتقلين نفسياً بطرق سيئة للغاية، منها أن يقوم السجان بإخبار المعتقل أنه سيتم إعدامه بعد يومين ثم يأتيه السجان ليقوم بتأجيل الإعدام، ويبقى على ذلك أكثر من شهر ليصاب بعض المعتقلين بالاضطرابات النفسية قبل أن يتم قتل أغلبهم”.

ويشير المصدر إلى أن هناك عدة سجون سرية تستخدم لتصفية المعتقلين الفورية، وهي عبارة عن مزارع ومنازل في أطراف الباب ومحيطها، فيما تعتبر مدرسة الزراعة جنوب غرب المدينة أهم السجون التي تستخدم لتأهيل ما يصفهم التنظيم بالمرتدين، ويتسع لأكثر من 200 سجين.

وفي بلدتي مسكنة ودير حافر توجد عدة سجون التي لا تعتبر من السجون الرئيسية في ريف حلب، بل هي سجون عادية تستخدمها الحسبة لمعاقبة المخالفين لأوامر التنظيم.

في الرقة

في محافظة الرقة عاصمة التنظيم في سوريا تختلف السجون، فمنها السرية ومنها العامة التي عادة تكون معروفة لدى الناس، حيث تعتبر مراكز اعتقال مؤقتة لمن توجه اليهم بعض التهم منها:

1- تجارة أو تعاطي الدخان أو المخدارت أو الكحول.
2-التخلف عن التوبة التي فرضها التنظيم على معظم سكان المحافظة.
3-عدم الالتزام باللباس الشرعي.
4-المشاكل والخلافات الشخصية بين العامة.
5-التأخر عن الصلاة أو عدم اغلاق المحلات التجارية، وأحياناً بحجة التخلف عن صلاة الجماعة.
6-الزنى والتحرش بالنساء.

هذه السجون متوزعة في جميع أنحاء المحافظة، حيث تقريباً لا يوجد قرية أو مدينة لا يوجد فيها سجن تابع للحسبة أو الشرطة الإسلامية، خصوصاً في الريف الشرقي وفي المدينة.

من هذه السجون سجن الحسبة في مدرسة معاوية في مدينة الرقة، حيث قام التنظيم بتحويل المدرسة لمركز اعتقال للمخالفين والمدخنينـ ودائماً ما يكون ممتلئاً بالمعتقلين، إلا أن معظم عقوبات نزلائه لا تتجاوز خمسة عشر يوماً والإلزام بالدورة الشريعة، أما بعض تجار الممنوعات فيتم تعذيبهم بشكل قاس لمعرفة مصدر البضاعة ومن أدخلها من عناصر التنظيم إلى المدينة.. المسؤول عن السجن هو أبو حنيفة البلجيكي وهو أمير الحسبة بمدينة الرقة، ومسؤول عن عمليات التعذيب فيه.

وبالانتقال إلى مقر الحسبة في مدينة معدان فهو شبيه بمقر حسبة #الرقة بكل شيء، عدا أنه في الفترة الماضية بدأ التنظيم بنقل من يقوم بالخروج من مناطق سيطرة النظام في #دير_الزور إليه، حيث يتم التأكد ما إذا كانوا تابعين للنظام أو مليشياته، ويتم إعطاؤهم بعض الدروس في العقيدة، وحسب شهود دخلوا اليه فإن عدد من المعتقلين تعرضوا للتعذيب بتهمة تعاملهم مع النظام ليتم الافراج عنهم لاحقاً، يشرف على هذا السجن معاوية الجزراوي، وفيه أبرز المحققين في الرقة وهو أبو الغرباء اليمني والذي يشرف شخصياً على التحقيق مع الخارجين من مناطق سيطرة النظام بدير الزور.

أما السجن النسائي فيقع في مقر الاتحاد النسائي سابقاً، ويتبع لكتيبة الخنساء بحسب سناء الرقاوية (منشقة عن كتيبة الخنساء)، حيث يتم وضع النساء اللاتي تقوم الكتيبة باعتقالهن فيه، ويتعرض بعضهن للتعذيب من مهاجرات تونسيات، ويتم إجبار بعض السجينات على الزواج من عناصر بالتنظيم بسبب فشلهم بإتمام الدورة الشرعية عدة مرات.. تشرف على هذا السجن أم البراء التونسية، وهي المسؤولة الأولى عن عمليات التعذيب بحق النساء، ومعها أم محمد الأنصارية وهي من مدينة #حلب، وتؤكد سناء وفاة بعض الفتيات في السجن جراء التعذيب.

وفي ريف المدينة الشرقي يوجد سجن للحسبة في بلدة الكرامة، يشرف عليه مهاجر تونسي، ولا يشهد هذا السجن عمليات اعتقال كثيفة، إلا أن أغلب معتقليه من عناصر الجيش الحر السابقين بسبب التخلف عن التوبة.

فيما يقع سجن الشرطة الإسلامية في مدينة الطبقة بالريف الغربي، يشرف عليه أبو محمد المصري، وفي السجن أكثر من 15 زنزانة في كل زنزانة يوضع ستة معتقلين، ويجبر المعتقل على الخضوع لدورة شريعة والتخرج منها..

السجون السرية

يقوم التنظيم بوضع المعتقلين المهمين بالنسبة له، في معسكرات تابعة له، أو مقرات قوية البنيان، فحتى إن تعرضت للقصف تستمر بأداء مهامها، والبعض من تلك السجون هي منازل سرية.

ـ الملعب البلدي هو سجن سري يتم وضع معتقلي الشُبه السياسية فيه، حيث يتم اعتقال الناشطين والإعلامين فيه، ومنهم عدنان الذي مضى أشهر في هذا السجن حيث يروي “داخل ملعب كرة القدم في الرقة الذي تحول إلى سجن، عشت بضعة أشهر. في سجن منفرد بتهمة العلمانية ونشر مقالات على الإنترنت، وعايشت حالات تعذيب واعدامات كثيرة، منها إعدام مقاتلين كرد رمياً بالرصاص، كان عناصر التنظيم يستجوبونني في الأيام الأولى من السجن بشكل مطول يمتد لثلاث مرات في اليوم”.

حين خرج عدنان من السجن الانفرادي كان عناصر داعش يعرضون أمامه وأمام مجموعة أخرى من السجناء فيديوهات لعمليات الإعدام “الرهيبة”، ويتذكر ذلك اليوم الذي جاء فيه أحد مقاتلي داعش وأخبرهم أن التنظيم أسقط طائرة الطيار الأردني معاذ الكساسبة. “لقد قالها بانتشاء كبير” يضيف عدنان.

وخلال مدة سجنه، التقى عدنان الشاب الفلسطيني محمد مسلم الذي تمت تصفيته في آذار الماضي بتهمة التجسس.. يقول عدنان إن مسلم أخبره قبل موته إن داعش “تقتله كل يوم”.. “إنهم يأخذونني إلى مكان لتصوير عملية القتل، وفي النهاية اكتشف أن المسدس كان فارغاً”.. حتى الان لم يتبين من هو المسؤول عن السجن وعن عمليات التعذيب فيه.

– قبو قصر المحافظ يعتبر من أشد السجون وطأة في أساليب التعذيب النفسي والجسدي، وقد شهد تواجد أهم المعتقلين لدى التنظيم لفترة طويلة منهم الأب باولو وعدد من الناشطين المهمين في الرقة ومنهم مهند حبايبنا، تواردت أنباء أن المسؤول عن هذا السجن هو أبو لقمان والي الرقة، إلا أنه وحسب شهود من التنظيم يوجد شخص سعودي هو من يشرف على عمليات التعذيب بحق المعتقلين، ولم يظهر وجهه أبداً للعناصر، يؤكد (ع.ي) الذي كان معتقلاً في هذا السجن تلك المعلومات.

– أما عناصر التنظيم الذين يحاولون الفرار من مناطقه فيتم وضعهم في معسكر العكيرشي، ويجبر أطفال منضمون حديثاً إلى التنظيم على تعذيبهم وإذلالهم، ومن هؤلاء المعتقلين كان الشرعي في المحكمة الإسلامية بالرقة التابعة للتنظيم (تركي العاني) الذي تم إعدامه بتاريخ 4/ 5 /2015 بعد إصداره حكماً بالعفو عن أربعة عناصر سابقين تابعين لجبهة النصرة توجهوا إلى #إدلب بعد اطلاق سراحهم…

ـ لا يتم وضع المعتقلين المهمين بسجون سرية ولا حتى علنية، حيث وحسب مصدر خاص يقوم التنظيم كل فترة بنقلهم من منزل إلى آخر لكي لا يظهروا للناس ويتم كشف مواقعهم.

في دير الزور

في دير الزور اختلفت السجون مع اختلاف المناطق والتهم الموجهة للمعتقلين، حيث يقول (م.ح) وهو أحد مقاتلي الجيش الحر سابقاً، أنه في أحد الأيام قام التنظيم بمداهمة منزله في مدينة #البوكمال شرقي محافظة دير الزور، واعتقاله بتهمة قتل عناصر تابعة لجهاز الحسبة، وتم نقله بسيارة دفع رباعي إلى سجن جهاز الحسبة، ووضعه في السجن لعرضه على القاضي الشرعي، والذي يتواجد أغلب الفترات في محافظة #الأنبار العراقية.

وأوضح المصدر أن سجن الحسبة يوضع فيه أصحاب التهم الخفيفة والتي لا تحتاج إلى محاكمة، فالعناصر يقومون بمحاكمة المساجين بالجلد أو بالاحتجاز فترة معينة في زنزانة.

وعن تجربته يتابع المصدر “بعد قدوم القاضي وإصدار الحكم تم نقلي إلى سجن الأمن العسكري الإسلامي المتواجد في المركز الثقافي سابقاً على أطراف المدينة، والذي يعد السجن الأكبر للتنظيم في تلك المنطقة، ومنذ نقلي إلى لسجن الأمن، تم إغلاق عيني بقطعة من القماش بقيت موضوعة طوال فترة الاعتقال.. أما جلسات التعذيب فكانت تبدأ منذ صلاة العشاء وحتى بزوغ الفجر، وتتعدد أساليب تنفيذها”.

وعزا المصدر سببه خروجه من المعتقل والإفراج إلى بلقائه مع أبو أنس الأنباري الأمير المسؤول عن المدينة وإقناعه بأنه بايع التنظيم ليهرب بعدها إلى #تركيا.

في مدينة الميادين يؤكد الناشط أبو مصطفى البوكمالي لموقع الحل السوري وجود سجن جهاز الحسبة الواقع في مبنى الهيئة الشرعية السابقة، وهو السجن الوحيد في المدينة، وفي مدينة العشارة وبلدة الشحيل تقع السجون في مقرات الجيش الحر سابقاً، وهي تابعة لجهاز الحسبة حيث يتم وضع المعتقلين فيها بشكل مؤقت إلى حين نقلهم إلى سجون الرقة أو إلى سجون الأنبار، مشيراً إلى أن من يتم نقله إلى تلك السجون يحسب في عداد المفقودين.

جميع المعلومات الواردة في هذا التحقيق مصدرها عناصر منشقون عن التنظيم هربوا إلى مناطق سيطرة المعارضة وإلى الدول المجاورة، كذلك بعض المعتقلين الذي تعرضوا للتعذيب من قبل التنظيم وتمكنوا من الهروب أو تم إطلاق سراحهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.