لا يزال تورط تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في بيع النفط للنظام السوري قائماً، ووفق معلومات نشرتها العربي الجديد فإن “حكومة دمشق تتعامل مع تنظيم الدولة وتتبادل المنافع معه عن طريق شراء النفط منه”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قال في وقت سابق إن “واشنطن لديها اثباتات بأن شركات روسية وتنظيم الدولة الاسلامية داعش يبيعون النفط للنظام السوري”.

وتتهم أمريكا النظام السوري بشراء النفط من داعش أيضاُ، ويأتي هذا الاتهام في سياق العقوبات الجديدة التي أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء الماضي، عن فرضها على أربعة أشخاص، بينهم رجلَا أعمال سوريَّين وآخر روسي، وستة كيانات، بينها مصرف روسي كبير.

واشار بيان وزارة الخزانة الأميركية أنّ رجل الأعمال السوري جورج حسواني “يعمل كوسيط للحكومة السورية في مشتريات نفط من تنظيم الدولة الإسلامية”.

وأدرجت الوزارة شركته “هيسكو”، التي تملك مرافق لإنتاج الطاقة في سوريا في أراض يسيطر عليها التنظيم، بتهمة شراء #النفط من الأخير لصالح النظام السوري.

وكان الاتحاد الأوروبي أدرج اسم حسواني على قائمة العقوبات في آذار 2015.

وشملت العقوبات الاميركية رجل الأعمال الروسي كيرسان إيليوميغنوف، وشخصاً آخر يحمل اسماً سوريّاً وجنسية روسية، هو مدلّل خوري.

وقال بيان وزارة الخزانة الأميركية إنّه من مواليد حمص السورية ويسافر بجواز سفر روسي، ويملك أربع شركات أُدرجت جميعها على القائمة.

أما الشخص الرابع، فهو قبرصي الجنسية ويدعى نيكوس نيكولو، يبدو أنّه أحد أهم مساعدي مدلّل خوري في قبرص، التي جعل منها خوري مقراً لمعظم شركاته. ومن بين الكيانات التي فرضت الحكومة الأميركية العقوبات عليها، مصرف “فايننشال آلاينس” الروسي، وهو بنك تجاري مسجّل كشركة مساهمة عامة ولا تملكه الحكومة الروسية، بسبب دوره في صفقات مالية مع الحكومة #السورية واثنين من الأفراد المدرجين على القائمة ذاتها وهما أيضاً على صلة بالبنك، أي خوري وإيليوميغنوف. كما تم إدراج أربع شركات أخرى معظمها مسجّل في ليماسول قبرص والعاصمة البريطانية لندن، وجميعها تابعة بشكل أو بآخر لـ”خوري” وبالتالي تستفيد منها الحكومة السورية.

وتقدر مصادر قيمة المداخيل التي تدرها تجارة النفط السوري على داعش بين 1.2 إلى 3 ملايين دولار يومياً.

دعم إيران للنظام السوري
رغم دعم ايران وروسيا المستمر منذ اندلاع الثورة للنظام السوري مادياً وعسكرياً، إلا أن هذا الدعم لا يستطيع تأمين حاجات النظام اليومية من النفط، ما يؤشر لوجود صلة بين اكتفاء النظام للطاقة ووجود قنوات اتصال بينه وبين تنظيم داعش، تضمن له شراء النفط من التنظيم ذاته الذي يدعي محاربته.

وتشير المعلومات إلى أن “والي الرقة” المدعو بأبي لقمان يشكل حلقة الوصل بين تنظيم داعش والنظام السوري، فهو المكلف بإدارة عمليات تزويد النظام اليومية بالنفط والغاز.

وهنا، يوضح رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا أسامة القاضي للعربية نت بأن: “هناك معلومات تفيد بوجود صفقة عقدها النظام مع تنظيم #داعش فيما يخص حقل توينان، بإشراف ما يسمى بـ “والي الرقة” أبو لقمان في بداية أبريل 2014، حين فرض داعش سيطرته على الحقل وعلى جميع أملاك الشركة النفطية في المنطقة، وباستشارة من أحد عناصر لواء “أويس القرني” المنضمّين إلى داعش، تم حينها التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري لتوقيع عقد ينص على قيام التنظيم بحماية الحقل وتأمين وصول المواد الخام إلى مصافي النظام، فيما يقوم الأخير بتأمين الصيانة والمهندسين لإدارتها، على أن تقسم الأرباح إلى قسمين: 60% للنظام و 40% لتنظيم داعش”.

ويتابع قاضي: “لقد قام النظام بإرسال عدّة ورشات لصيانة تلك المصافي آخرها منذ فترة ليست بالبعيدة، وتفيد معلومات بأن #النظام يشتري مادة المازوت من تنظيم داعش بـ 55 ليرة سورية ليبيعها للمواطن السوري بـ 125 ليرة”.

وتقدر كميات انتاج تنظيم داعش للنفط 50 ألف برميل يومياً، خاصة بعد التخوف من ضربات التحالف، تذهب غالبيتها إلى النظام السوري بنسبة تقدر بـ 60%.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.