حمزة فراتي

بعد أن تم إغلاق جميع المعابر البرية المؤدية إلى أحياء #دير_الزور الخاضعة لسيطرة النظام، بات الطريق الوحيد للخروج منها هو المطار العسكري، ما جعل ضباط النظام وعملائهم من التجار يستغلون ذلك ويحوّلون هذه الأحياء  إلى سوق سوداء، يستغلون بها حاجة الأهالي المحاصرين، ويبيعونهم المساعدات والدواء، ويتجاورن بتهريبهم خارج دير الزور .

 

سهام البالغة من العمر 50 عاماً، تعيش وحدها في حي القصور المحاصر بعد لجوء ولديها إلى أوروبا. قالت لموقع #الحل_السوري إنها ذهبت إلى أحد هؤلاء التجار وقدمت له إسوارةً ذهبية كانت آخر ما تبقى لها من ممتلكاتها، لتحصل على القليل من الأرز والبرغل، إلا أن  هذه المؤن بدأت تنفد.. تقول سهام: “لا أدري ماذا يجب أن أفعل، لا أعلم إن كنت سأبقى على قيد الحياة”.

أما أبو خالد من  سكان حي الجورة، وهو أب لأربعة أطفال فيقول “قمت ببيع أثاث منزلي من آجل الحصول على كميات قليلة من المواد التموينية لأن  ما يتم توزيعه من المساعدات لا يكفي ولا يسد حاجة عائلتي، لم أعد أملك شيءً فهؤلاء التجار ضربوا بسوء الأحوال وبما نمر به عرض الحائط .. مصير مجهول ينتظرني وعائلتي .. لم يبقى لدي سوى الدعاء”.

الناشط سامر الديري يقول لموقع الحل: “يسمي الناس في أحياء ديرالزور التجار المتعاملين مع النظام بتجار الموت، فأغلب المساعدات التي تلقيها الطائرات الروسية يحتكرها ضباط النظام ويبيعوها عن طريق تجار الموت  للأهالي المحاصرين بأسعار خيالية لا يملكها غالبية الأهالي ، ولا يقتصر الاحتكار على الغذاء بل إن الأدوية أيضًا شبه مختفية ومن صعب شراؤها إن وجدت، الأمر الذي أدى إلى العديد من حالات الوفاة في صفوف المدنيين”.

يتابع المصدر.. “ضباط النظام وأعوانهم لم يكتفوا باستغلال حاجة الأهالي للغذاء والدواء بل عمدوا إلى ابتزاز الأهالي لتأمين خروجهم، حيث يتطلب الخروج من تلك الأحياء موافقة أمنية، ولكي تحصل عليها وتغادر عبر مطار دير الزور العسكري بطائرة اليوشن أو عبر الطيران المروحي، عليك أن تدفع 600 ألف ليرة سورية (مايعادل 1370 دولار )الأمر الذي يعجز عنه أكثرية الأهالي مما يزيد الأمر سوءاً”.

الجدير بالذكر أن منظمة الهلال الاحمر  قامت  بتقديم بعض المواد الغذائية لأهالي مدينة ديرالزور ضمن الأحياء المحاصرة  إلا إن الكمية  التي تم توزيعها لا تتناسب مع عدد الأهالي ضمن هذه الأحياء،  ما يقف عائقاً دون تلبية احتياجات معظم الأهالي.

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.