اعتمدت حملات #ترامب الانتخابية على تأكيد محاربته للإرهابيين، بالرغم من أنه لم يقدم تعريفاً واضحاً عنهم أو من بالضبط يمثل الإرهاب من وجهة نظره. كما أدان دعم #الولايات_المتحدة للمعارضة السورية ضد نظامها، مشيراً إلى أن الإدارة الجديدة لن تمنح أي مساعدات أو دعم لهم. لكن المعارضة السورية على ما يبدو لم تقطع الأمل من إمكانية التعاون فيما بينهم وبين ترامب. فتوجه اثنان من كبار قادة المعارضة المدنية السورية الأسبوع الماضي إلى العاصمة #واشنطن للاجتماع مع المشرّعين والخبراء المتواصلين مع فريق ترامب الانتقالي.

عن زيارتهم تلك نشرت الواشنطن بوست مقالاً بتاريخ  11 كانون الأول 2016 كتبه جوش روجن جاء في مقدمتها: “بقدر ما كانت مهمتهم بسيطة، بقدر ما كانت مستعجلة،وهي: إقناع دونالد ترامب أنه بحاجة إلى ثوار سوريا بقدر ما هم يحتاجونه”.

وبحسب المقال، فإن “هدف زعماء المعارضة هو إقناع الرئيس القادم أنه لا يمكن للحرب الأهلية السورية والتهديدات التي تشكلها على المصالح الحيوية للولايات المتحدة أن تنتهي من دون التعاون فيما بينهم”.

وفي مقابلة للكاتب مع الزعيمين قالا إنهما يريدان مساعدة إدارة ترامب في العمل مع #روسيا ضد الإرهابيين. وأوضح جواد أبو حطب، رئيس الحكومة السورية المؤقتة: “رسالتنا له هي: إن المعارضة التي وصفها بأنه لا يعرفها هي الأمة السورية وهي الحضارة السورية “. وأضاف: “ينبغي عليه بذل جهدٍ للتعرف علينا أكثر”.

الحكومة المؤقتة هي فرع من قيادة المعارضة السورية. تتمركز داخل سوريا وترتبط بالمجالس المدنية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار. وإذا ما كانت إدارة ترامب جدية في أخذ الأراضي من الدولة الإسلامية في شمال وغرب سوريا، فسيتطلب الأمر وجود هذه الكتل السياسية للمساعدة على استقرار وحكم تلك المناطق بعد الحرب.. وفق الكاتب.

وبحسب المقال فأن “القوات العربية السنية التي تحارب الدولة الإسلامية في الشمال السوري على تواصل أيضاً مع المعارضة المدنية. ويشكل الآلاف منهم جزء من التنظيم المدعوم من الحكومة التركية والمدعو درع الفرات، والذي تمكن من استعادة أجزاء كبيرة من الأراضي من الإرهابيين. هذه هي القوات السورية التي سوف يحتاجها ترامب لاستعادة الرقة “عاصمة الدولة الإسلامية ” منهم. ما لم يرغب في الاعتماد على الأكراد السوريين الذين تعتبرهم تركيا بدورها أعداء وإرهابيين”.

أما عبد الإله فهد (أمين عام التحالف الوطني للثورة السورية وقوات المعارضة) وفي حديثه مع الكاتب أوضح أنه ليس لدى المعارضة السورية أية مشكلة مع خطة ترامب للعمل مع روسيا في سوريا، وأن المعارضة السورية قد اجتمعت مسبقاً مع ممثلي الحكومة الروسية دون وجود ممثلين لإدارة أوباما في القاعة. وأن المفاوضات التي جرت بإشرافٍ تركي في أنقرة كانت تهدف لوقف إطلاق النار في #حلب وقد توقفت الأسبوع الماضي.

وأضاف فهد: بالرغم من أن الروس هاجموا بوحشية الجانب الواقع تحت سيطرة المعارضة في حلب، فإنهم أصحاب قرار جداً في سوريا. لذلك يجب أن يكونوا جزءاً من أي مفاوضات أو حل قادم. لكنه أوضح أيضاً أنه يجب على ترامب أن يميز بين العمل مع روسيا ومساعدة #إيران.

وأوضح فهد أن المصالح الروسية والإيرانية لا تتشابه في سوريا. فقد أخبرت الحكومة الروسية قادة المعارضة السورية أنها أقل تمسكاً من إيران بفكرة إبقاء الأسد في الحكم. وأضاف أن تعاون أمريكا مع روسيا واستبعاد إيران سوف يأتي بنتائج إيجابية على حلفائها في المنطقة أيضاً، بمن فيهم #إسرائيل ودول الخليج العربي.

“من الجيد أن يعمل ترامب مع روسيا. لا بد أن يكون هناك نوع من التفاهم الروسي الأمريكي لحل القضايا في الشرق الأوسط لكن بدون بشار الأسد كشريك. إذا شارك ترامب بشار الأسد، فمن شأن ذلك أن يمنح سلطة مباشرة لإيران بشكل كبير” قال فهد.

وبحسب الكاتب فإن المعارضة السورية تشعر أنها تعرضت للخيانة من قبل إدارة أوباما. فبالرغم من سنوات العمل الدؤوب لبناء العلاقات، يوقن هؤلاء الذين يمثلون المعارضة أن الرئيس أوباما بالغ في الوعود وقصر في التنفيذ. وأن تغيير الحكومة في واشنطن يمنحهم الفرصة لإعادة بناء العلاقات، لكن ينطوي على الأمر مخاطر أيضاً.

وأكد الكاتب أنه ربما قرر ترامب تجاهل مجموعات المعارضة الرئيسية والتركيز على الفصائل الصغيرة من المعارضة، تلك التي تفضلها موسكو. لكن ليس لتلك الأرقام مصداقية على الأرض ولا يمكن إبرام أي اتفاق معهم.

وأضاف أنه لدى المعارضة السورية الأصلية غير المتطرفة بعض الحلفاء في إدارة ترامب. فـ مستشار الأمن القومي القادم مايكل فلين يريد العمل مع روسيا، لكن أيضاً مع المجموعات المعارضة العربية السنية وتركيا. وأن مدير وكالة المخابرات المركزية القادم مايك بومبيو أيد باستمرار العمل مع الثوار السوريين من أجل محاربة الإرهاب وتسليط الضغوطات على الأسد.

لدى المعارضة السورية الفرصة لإقناع الرئيس القادم أن العمل معهم يأتي في سياق مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية. ويقول كل من حطاب وفهد أنه إذا ما رفضهم ترامب، فإنهم سوف يستمرون، بدون وجود الولايات المتحدة إلى جانبهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.