سارة الحاج

تتصف مناطق ريف إدلب الغربي الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة والواقعة بالقرب من الشريط الحدودي مع #تركيا بأنها جبلية وعرة، فتلك المناطق الحدودية لم تكن مؤهلة بالسكان سابقاً قبل توجه آلاف العائلات النازحة إليها، هرباً من القصف وبحثاً عن الأمان فيها، ومنهم سكان ريف #اللاذقية الشمالي الذين يعيشون في مخيمات منتشرة هناك، فهي مناطق غير مخدَّمة بالإسفلت وأغلب طرقاتها زراعية، ولا توجد ممرات لتصريف المياه فيها، وهو ما يتسبب بمشاكل كبيرة للسكان المتواجدين خاصة في فصل الشتاء جراء تساقط الأمطار الذي يتسبب بانجراف التربة، وتشكل الأوحال، وفيضان عدة أنهار وغمرها لمخيمات النازحين، وانقطاع الطرق، وتوقف الحركة جراء انتشار الطين بشكل كبير.

الطين يلزِم النازحين خيمَهم لأيام

تقول أم إبراهيم (إحدى النازحات من قرية عكو في جبل الأكراد والمقيمة في مخيم عين البيضا) لموقع الحل السوري إن أبرز المشاكل التي يعانون منها في المنطقة هو الطين، الذي يتسبب بإلزامهم خيمهم عدة أيام لعدم قدرتهم على المشي، فيمنعهم من شراء حاجاتهم وتعبئة المياه، كما أن أرضيات المخيمات جميعها ترابية تنتشر حفر المياه فيها، مشيرة إلى أن الطين يمنع الأطفال من السير والذهاب إلى مدارسهم، فضلاً عن انتشار الأوساخ داخل الخيم ، وبقاء ملابسهم متسخةً أيضاً”.

ويبين الإعلامي في الفرقة الأولى الساحلية (فصيل من الجيش الحر) رستم صلاح لموقع الحل أن أثر انتشار الطين لم يقتصر على ما يعانيه النازحون داخل المخيمات، فهو أيضا يعيق فصائل المعارضة بشكل كبير أثناء توجههم إلى نوبات الحرس على محاور القتال، فانقطاع الطرقات يجبرهم على السير مسافات طويلة لعدم قدرة وصول السيارات إلى المحارس، خاصة بعد أن قاموا بإنشاء محارس جديدة وفتح طرقات إليها جراء تقدم قوات النظام وسيطرتها على معظم مناطق ريف اللاذقية الشمالي .

وأكد المصدر أنه لا حلول لهذه المشاكل حالياً، لكنهم يقومون بشراء أحذية مناسبة للسير في الوحل ويقومون بتجهيز السيارات، وتزويدها بسلاسل حديدية من أجل تخطي هذه الصعوبات التي تواجههم حاليا .

أما مدير مديرية الدفاع المدني في الساحل محمد حاج أسعد فقد بين لموقع الحل أنهم

يعملون حسب الإمكانيات المتوفرة لديهم، حيث يقوم الدفاع المدني بترميم الحفر وإزالة الانجرافات الطينية وتعزيل الممرات المائية، من أجل تسهيل حركة الناس والقدرة على التنقل، مشيراً إلى أنهم يعملون على فتح الطرقات الرئيسية فقط حالياً، بسبب صعوبة تغطية كافة الطرقات المتواجدة، لاتساع مساحة المخيمات وانتشار الطين بشكل كثيف، حيث هناك 100 مخيم إضافة إلى المخيمات العشوائية، وجميعها تعاني من المشكلة ذاتها، فهم عاجزون عن تغطية هذه المساحات الكبيرة .

يذكر أن المنظمات العاملة قدمت الكثير من المساعدات للعائلات النازحة من أجل تخطي فصل الشتاء وخاصة ما يتعلق منها بالتدفئة، لكنها بقيت عاجزة أمام مشكلة الطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.